سقوط تاريخي وطريق باجيو.. ماذا يحدث حين يصطدم إيطاليا والبرتغال في تصفيات كأس العالم؟

الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 20:12

كتب : أحمد أباظة

إيطاليا - البرتغال

تنذر قرعة الملحق الأوروبي لـ تصفيات كأس العالم 2022 بمواجهة من نار بين أكبر وأقوى منتخبين من أصل 12، حيث وضعتهما في طريق واحد بنهاية المطاف.. الحديث عن إيطاليا والبرتغال.

نظام الملحق الجديد المكون من 12 فريقا يقضي بتقسيمهم إلى 3 مسارات، في كل مسار يلعب 4 منتخبات نصف نهائي من مباراة واحدة، على أن يلتقي الفائزان لحسم بطاقة التأهل.

المسار الأول يبدو الأقل وزنا بوجود ويلز والنمسا واسكتلندا وأوكرانيا، بينما تحتدم الأمور قليلا في المسار الثاني الذي يضم روسيا وبولندا والسويد والتشيك، يبلغ الأمر ذروته في الثالث، حيث سيلتقي منتخب إيطاليا مع مقدونيا الشمالية، ليلتقي الفائز منهما بالفائز من البرتغال وتركيا.

في حال فوز إيطاليا والبرتغال بمباراتيهما سيكون هذا الصدام الأول بينهما في الملحق، ولكنه ليس الأول في تصفيات كأس العالم..

سابقة تاريخية

في المجموعة الثامنة لتصفيات مونديال 1958 التقى الطرفان للمرة الأولى في السادس والعشرين من مايو 1957، وانتزع منتخب البرتغال نصرا مدويا بثلاثية نظيفة سجلها مانويل فاسكيز (41) وأنطونيو تيكسيرا (83) وماتاتيو (87).

أقيم الإياب في الثاني والعشرين من ديسمبر للعام ذاته، وثأر الأزوري بنفس النتيجة 3-0، حيث سسجل له جيدو جراتون "هدفين" (36 – 72) وجينو بيفاتيلي (84).

تكونت هذه المجموعة من 3 فرق، الثالث كان أيرلندا الشمالية الذي فاز على إيطاليا ثم خسر، وفاز على البرتغال ثم تعادل، وفي عصر احتساب الفوز بنقطتين، تصدر المنتخب الأيرلندي هذه المجموعة بـ5 نقاط يليه إيطاليا (4) ثم البرتغال (3).

تأهلت أيرلندا الشمالية إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، ووقعت على إقصاء إيطاليا من تصفيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها أيضا، فيما تأجل تأهل البرتغال المونديالي الأول إلى عام 1966.

الطريق إلى باجيو

36 عاما إلى الأمام، يتجدد اللقاء مرة أخرى في تصفيات كأس العالم 1994، في المجموعة الأولى المكونة من 6 فرق يتأهل منها 2، والفوز لا يزال يحتسب بنقطتين.

ذهابا في الرابع والعشرين من فبراير عام 1993، ضرب منتخب إيطاليا أراضي البرتغال بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. الأول سجله روبرتو باجيو في الدقيقة الثانية، وأضاف بييرلويجي كاسيراجي الثاني في الدقيقة 25، وبينما قلص فيرناندو كوتو الفارق في الدقيقة 57 من ركلة جزاء، أنهى دينو باجيو (ليس شقيقه بالمناسبة) الأمور في الدقيقة 74.

وصولا إلى الجولة الأخيرة في السابع عشر عشر من نوفمبر 1993.. كان الوضع كالتالي:

إيطاليا 14 نقطة – لها 21 هدفا وعليها 7 (الفارق 14)

البرتغال 14 نقطة – لها 18 هدفا وعليها 4 (الفارق 14)

سويسرا 13 – لها 19 هدفا وعليها 6 (الفارق 13)

إيطاليا تخوض المباراة الأخيرة ضد البرتغال، بينما يملك منتخب سويسرا مباراة سهلة أمام إستونيا، وتساوي النقاط يحسمه فارق الأهداف، أما تساوي الفارق يحسمه عدد الأهداف المسجلة.

منتخب البرتغال لم يكن يملك بديلا عن الفوز إلا إذا خسر منتخب سويسرا أمام إستونيا وهو ما كان مستبعدا من الناحية العملية، بينما يمكن للأزوري الاكتفاء بالتعادل.. ولكن في جميع الأحوال الخاسر من هذه المباراة سيغادر.

استمرت إثارة هذه المباراة حتى الدقيقة 83، حين سجل دينو باجيو هدف الفوز ليرفع رصيد إيطاليا إلى 16 نقطة في الصدارة، وبطبيعة الحال ضرب منتخب سويسرا ضيفه المغمور برباعية نظيفة، ليلحق بالطليان إلى مونديال الولايات المتحدة ويفقد الفريق البرتغالي فرصة الظهور الثالث -آنذاك- في المونديال.

واصل منتخب إيطاليا رحلته إلى أبعد حد ممكن في هذه النسخة من كأس العالم، وصولا إلى النهائي الشهير أمام البرازيل، أو بالأحرى أشهر ركلة جزاء ضائعة في تاريخ كرة القدم بتوقيع روبرتو باجيو.

حقائق على الطريق

بين هذا وذاك التقى الطرفان مرة أخرى في تصفيات يورو 1988، وفاز المنتخب الإيطالي ذهابا وإيابا (1-0) و(3-0) وحسم تأهله من المجموعة الثانية بينما فقد المنتخب البرتغالي فرصة تأهله الثاني إلى اليورو في ذلك الوقت، ليتأجل إلى عام 1996.

إجمالا وتاريخيا، حين يجتمع إيطاليا والبرتغال في أي تصفيات فإن منتخب البرتغال لا يتأهل.. بينما خرج الاثنان معا مرة واحدة من أصل 3، وهذه قد تكون البشرى الوحيدة لمنتخب تركيا.

منتخب إيطاليا مهدد بالغياب للمرة الرابعة في تاريخه عن المونديال، حيث لم يشارك في 1930، وأخفق في التأهل عام 1958 وأخيرا 2018، ولسوء الذكريات هذه الأخيرة حدثت في الملحق، ولكن على يد السويد. فيما عدا ذلك شارك الأزوري في 18 نسخة من أصل 21 حتى الآن.

على الناحية الأخرى لا يملك منتخب البرتغال تاريخا حافلا ولكنه يملك حاضرا مميزا، حيث شارك في كأس العالم 7 مرات، 5 منها في الألفية الثالثة التي لم تشهد غيابه عن أي نسخة.

يبحث كريستيانو رونالدو -37 عاما- أسطورة البرتغال عن مشاركته المونديالية الخامسة وعلى الأرجح الأخيرة في مسيرته، ولكن أولا عليه اجتياز تركيا ثم إيطاليا إلا لو أتت مقدونيا بمعجزة ما.. فمن تفتح له أبواب قطر في مارس القادم؟

التعليقات