مراكز لاعبي كرة القدم ووظائفهم داخل الملعب (2)

الجمعة، 17 سبتمبر 2021 - 16:37

كتب : عمر مختار

جورجينيو - تشيلسي وفياريال - السوبر الأوروبي

بعد الحديث عن دور مركز حراسة المرمى وخط الدفاع يأتي الآن الدور للحديث عن دور لاعبي خط الوسط والمهاجمين لفهم مراكزهم بشكل أكبر.

المركز: لاعب خط وسط دفاعي (صانع ألعاب عميق)

يتمركز أمام خط الدفاع، ويبدأ صناعة اللعب متأخرًا من العمق. يوزع اللعب على زملائه في الفريق، القريب منهم والبعيد، ويضبط وتيرة اللعب. لديه القدرة على التدخلات والاعتراضات، على الرغم من أنها مهمة ثانوية.

مثال: جورجينو

إن قدرة جورجينو على التحكم بوتيرة اللعب مذهلة، في الواقع، يبدو خط وسط تشيلسي وكأنه ينحني دائمًا لإرادته. لا يخطئ عادةً في التحكم برتم الفريق ولديه رؤية كبيرة تسمح له بكسر خطوط المنافسين في لمح البصر.

بلغ عدد لمسات جورجينو 2818 لمسة خلال الموسم الماضي، وأكمل 89.5% من تمريراته البالغ عددها 2475 تمريرة (منها 280 تمريرة تحت الضغط) بمعدل 62 تمريرة في المباراة الواحدة. ووصل عدد تمريراته التقدمية إلى 139 تمريرة منها 40 تمريرة نحو الثلث الهجومي.

من ناحية أخرى قام جورجينو بـ 75 اعتراض، فاز بـ 59 تدخل و341 استرجاع للكرة.

المركز: لاعب وسط من الصندوق إلى الصندوق

يحتل وسط الملعب، و لديه قدرات هجومية ودفاعية بنفس القدر. يحافظ لفريقه على الاستحواذ، ويعود بسرعة في الحالات الانتقالية للتدخلات ومنع التسديدات. من أهم مميزاته الوصول إلى منطقة جزاء الخصم ومحاولة التسجيل.

مثال: إلكاي جندوجان

إن دور لاعب الوسط من الصندوق إلى الصندوق يشبه كثيرًا دور الملاكم، يجب أن يكون اللاعب في هذا الدور مناسبًا بما يكفي للسيطرة على المباراة في المراحل الهجومية والدفاعية وهذا بالفعل ما يقوم به جندوجان.

طوال الفترة التي قضاها في بروسيا دورتموند ومانشستر سيتي ومع المنتخب الألماني، لعب جندوجان أدوارًا متعددة في خط الوسط بما في ذلك المراكز 6 و 8 و10 ، حتى أنه لعب كمهاجم وهمي في بعض الأحيان.

"جندوجان هو اللاعب الكامل"، هكذا تحدث يورجن كلوب عن اللاعب الألماني مسبقًا، إنه يتمتع بالهدوء والرؤية اللازمين للعب في هذا المركز. يرى مساحات لا يراها معظم اللاعبين ويمكنه أيضًا العثور عليها بالكرات الطويلة. إنه قوي في التعامل مع الكرة وفي نفس الوقت يعرف متى يقوم بالتدخل. تتناسب هذه الصفات مع فكرة كونه لاعب خط وسط متعدد الاستخدامات، وقادر على الأداء بنجاح في العديد من الأدوار.

المركز: لاعب وسط يعانق خط التماس

يتمركز أكثر بجانب خط التماس لتوسيع رقعة الملعب، ويمنح الظهير حماية دفاعية أكثر. مهمته كبيرة في الضغط على الأطراف في ملعب الخصم لذلك يجب أن يجمع بين السرعة والقدرة على التحمل. يقوم بإرسال العرضيات من مواقع أعمق من الأجنحة أي أنه لا ينبغي أن يصل إلى الخط الأخير.

مثال: فيليب كوسيتش

كان كوسيتش حاسمًا مع فرانكفورت خلال المواسم الأخيرة. لقد ساهم في تسجيل 18 هدفًا في الدوري خلال الموسم الماضي، بواقع 4 أهداف و14 تمريرة حاسمة.

خلال موسم 2018-2019 ساهم مع الفريق بـ 22 هدف في جميع المسابقات، حيث سجل 10 أهداف وقدم 12 تمريرة حاسمة، وفي موسم 2019-2020 ساهم بـ 25 هدف في جميع المسابقات بتسجيله 9 أهداف وتقديمه 16 تمريرة حاسمة.

إن طريقة كوسيتش في ارسال العرضيات تجعل التعامل معه صعبًا للغاية بالنسبة للمنافسين. لديه سرعة تبلغ 21.4 ميلاً في الساعة. إذا ابتعد مدافع الخصم عنه، فيمكنه إرسال عرضية قوية مقوسة داخل المنطقة، وإذا كان الظهير قريبًا منه، فسيقوم باستخدام سرعته للمرور ثم إرسال العرضية.

في نظام 3-4-1-2 في فرانكفورت، لا يحتاج كوسيتش عادة إلى الظهير الأيسر لمساندته. فاز كوسيتش في موسم 2019-2020 بـ 396 كرة مشتركة كخامس أفضل لاعب في الدوري يفوز بكرات مشتركة، وجاءت بمعدل سبع كرات في كل مباراة.

المركز: لاعب خط وسط مهاجم

يتمركز خلف المهاجمين، ويخلق لهم فرص تهديف. من أهم مميزاته أن يكون مبدعًا من الناحية التقنية، لديه القدرة على التصويب من مسافات بعيدة وقد ارتبط هذا المركز تاريخيًا بالقميص رقم 10.

مثال: كيفين دي بروين

دائمًا ما ارتبط الرقم 10 الكلاسيكي باللاعب المبدع الذي يربط الخطوط الثلاثة. لم يكن عليه أن يكون الأسرع لكن سرعة العقل واتخاذ القرارات الصحيحة هما عاملين أساسيين للنجاح في هذا المركز.

مثلما شهدت كرة القدم تطورًا في مراكز الظهير ولاعب الوسط الدفاعي، فقد شهدت أيضًا تطورًا في دور لاعب الوسط المهاجم، حيث لم يعد فقط مطالبًا بصناعة اللعب بل أصبحت اهميته واضحة أيضًا في الشق الدفاعي واللعب بدون كرة.

يتمتع دي بروين بصفات تجعله قادرًا على صنع الفارق في أي لحظة. يمكنه الوصول إلى المساحات خلف دفاع الخصم بتمريرات أو عرضيات قوية لدرجة أن المدافعين وحراس المرمى يقفون عاجزين أمامها.

يمكنه أيضًا التمرير بشكل ممتاز باستخدام كلتا قدميه، من خلال نقل الكرة من جهة إلى أخرى ولعب كرات دقيقة عبر أصغر المساحات. لذلك يمكنه اختراق الخطوط الدفاعية للمنافسين من زوايا عديدة، والتكيف مع الضغط المباشر الذي يمارسه خصمه.

إن قدرته على القيام بذلك تعني أنه لا يمكن إجباره على استخدام قدمه الضعيفة أو التوجه لجانب واحد من الملعب، مما يجعل الدفاع ضده أكثر صعوبة.

كانت مساهماته في جميع مراحل اللعب رائعة، حيث يبلغ عدد تمريراته التي تؤدي إلى التسديد حوالي 3.82 تمريرة لكل مباراة، بينما يبلغ عدد أهدافه المتوقعة من التسديدات 0.67 هدف متوقع لكل مباراة.

خلال موسم 2019-2020 قدم دي بروين 20 تمريرة حاسمة ليعادل الرقم القياسي المسجل باسم تييري هنري في موسم 2002-2003 كأكثر اللاعبين تقديما للتمريرات الحاسمة خلال موسم واحد في البريميرليج، كما سجل اللاعب البلجيكي 13 هدفًا خلال ذلك الموسم.

تعبر أرقام دي بروين عن لاعب خط الوسط المهاجم الحديث بالقدر المناسب من الفهم التكتيكي والجودة الفنية والتقنية.

المركز: جناح

يحتل أطراف الملعب ويساهم دائمًا في العملية الهجومية. يتحمل مهمة مراوغة الخصوم لذلك يجب أن يمتلك مهارة فنية وتقنية كبيرة. يقوم بإرسال العرضيات داخل منطقة الجزاء كما يتلقى العرضيات من الجناح في الجهة العكسية. غالبًا ما يكون أسرع لاعب على أرض الملعب.

مثال: جادون سانشو

شهدت السنوات الأخيرة تطور الأجنحة العكسية التي تدخل إلى عمق الملعب بأقدامها المفضلة، وقد أصبح هذا المركز مطلبًا أساسيًا داخل الملعب، الجناح صاحب القدم اليمنى على اليسار والعكس صحيح.

ومع ذلك، لا تزال بعض الأجنحة تفضل اللعب على الطريقة الكلاسيكية، خلال موسم 2018-2019، لعب سانشو 28 مباراة من أصل 34 على الجانب الأيمن في الدوري بينما في موسم 2019-2020 لعب 14 مباراة من أصل 32 على نفس الجانب.

إن سرعة التحكم والمهارة واتخاذ القرار التي يمتلكها سانشو مذهلة. يمكنه مراوغة ظهير المنافس للخارج ثم إرسال كرة عرضية بسهولة، لكن تغيير حركته الدائم بين الذهاب للخارج والعودة للداخل يترك ظهير الخصم في حيرة طوال الوقت.

خلال موسم 2019-2020 ساهم سانشو بـ 39 هدفًا مع بروسيا دورتموند ، حيث سجل 20 هدف وقدم 19 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات. وفي الموسم الماضي ساهم بـ 35 هدفًا بتسجيله 16 هدف وتقديمه لـ 19 تمريرة حاسمة أيضًا في جميع المسابقات.

المركز: مهاجم وهمي

يتمركز بالقرب من مرمى الخصم، وقد استبدل مركز المهاجم التقليدي خلال السنوات الأخيرة. يسقط المهاجم الوهمي إلى الوسط لإخراج مدافعي المنافس من مراكزهم. في كثير من الأحيان يكون لاعب خط وسط ولديه القدرة على المراوغة وخلق الفرص.

مثال: دوسان تاديتش

إن الطريقة التي يتحرك بها تاديتش بين المدافعين جعلت من المستحيل ايقافه. يعرف قلب الدفاع بطبيعة الحال من اللاعب الذي سيقوم بمراقبته ومتى والذي عادة ما يكون المهاجم. لكن عندما يلعب تاديتش كمهاجم، فإنه يتحرك باستمرار بين خط دفاع المنافس ووسطه.

لا ينعم تاديتش بسرعة كبيرة، لذا فهو يبحث بذكاء عن احتلال مساحة في خط دفاع الخصم، والتي قد تبدو وكأنها حركة طبيعية كمهاجم، لكن لديه القدرة على اختيار الثغرات التي لا ينتبه لها المدافعون.

يستخدم تاديتش قدرته على الخروج من أضيق الزوايا وغير المتوقعة بطريقة رائعة. عندما يجد نفسه غير مدعمًا في موقف 1 ضد 1، فإنه يستخدم مهارته لإبقاء الكرة قريبة منه أثناء حملها بالقرب من خط التماس، ومن هناك يقوم بتمريرة ذكية نحو زميله ليضعه في موقف واعد.

في مكان يخسر فيه معظم اللاعبين الكرة أو يصوبونها نحو المدافع للفوز بركنية، يستخدم تاديتش تحكمه الرائع في الكرة لخلق فرصة لتسجيل الأهداف.

المركز: لاعب أمامي

يلعب دائمًا بين خط الوسط والهجوم، ويساعد المهاجم في تسجيل الأهداف. من الصعب عادةً مراقبته. لديه الرؤية والمهارة الفنية والإبداع كما يعتبر أكثر تنوعًا من المهاجم التقليدي.

مثال: توماس مولر

لا يمكن لأي لاعب عادي أن يسجل 10 أهداف في بطولتي كأس عالم، هذه الأهداف العشرة جاءت من أصل 39 هدف سجلها رفقة المنتخب الألماني، في حين سجل 130 هدف وقدم 169 تمريرة حاسمة في البوندسليجا.

https://giphy.com/gifs/90DBat1El4VCtCeQ1X

خاض مولر مع بايرن ميونيخ 587 مباراة، سجل خلالها 216 هدف وقدم 220 تمريرة حاسمة، كما شهد موسم 2019-2020 تحطيمه للرقم القياسي كأكثر اللاعبين تقديمًا للتمريرات الحاسمة خلال موسم واحد من البوندسليجا بتقديمه 21 تمريرة حاسمة متفوقًا على كل من كيفن دي بروين مع فولفسبورج في موسم 2014-2015، وإميل فورسبيرج مع آر بي لايبزيج في موسم 2016-2017 واللذان قدما 19 تمريرة حاسمة خلال ذلك الموسم.

المركز: مهاجم

أقرب لاعب إلى مرمى الخصم وتكمن وظيفته في تسجيل الأهداف. قوي جسديًا، يحتفظ بالكرة إلى حين انضمام زملائه للهجوم، ويقوم بإرهاق وتشتيت قلوب دفاع الفريق المنافس.

مثال: إيرلينج هالاند

الشيء الأكثر لفتًا للانتباه في هالاند هو سرعته، قوته وأسلوبه الفريد في الجري. تسمح له لياقته البدنية الكبيرة بالتفوق على المنافسين بسهولة، كما أنه يستطيع استلام أي نوع من التمريرات حتي تلك البعيدة عنه.

يتعامل هالاند مع الكرة بقوة كبيرة وعدوانية شديدة تجعله يشكل تهديدًا مستمرًا على الخصوم داخل منطقة الجزاء، كما يتمتع بذكاء فردي شديد يتيح له وضع نفسه في مواقع مثالية خطيرة للتسجيل.

إن سرعة هالاند في التعرف على الوقت الذي ينشغل فيه الخصم أو يراقب الكرة مثيرة للاهتمام، بالإضافة إلى أنه عندما تنفتح ثغرة في خط دفاع المنافس، فإنه ينقض لتقديم خيار تمرير لزملائه في الفريق. من المهم أيضًا ملاحظة كيف أنه غالبًا ما يضبط وقت ركضه حتى يتمكن من الابتعاد بشكل كافٍ عن مراقبه، مما يسمح له بعد ذلك بالتقدم للأمام دون عوائق.

التعليقات