كيف حقق ليل معجزته

الإثنين، 24 مايو 2021 - 17:00

كتب : أمير عبد الحليم

معجزة ليل

لم يخسر باريس سان جيرمان الدوري سوى 3 مرات فقط منذ دخول الاستثمار القطري النادي في 2011، وكان ليل بطل القصة الثالثة.

حقق ليل المعجزة وتوج بالدوري الفرنسي للمرة الرابعة في تاريخه بعدما كان يصارع على النجاة من الهبوط منذ 3 مواسم، وتفوق على منافس لا يرحم سجل هجومه 86 هدفا.

عاد النادي الذي وُلد عقب الحرب العالمية الثانية من دمج فريقي المدينة أولمبيك ليلويس وسبورتنج فيفوا بعد أن أضعفتهما الحرب ليفوز بالدوري بعدما كان أخر بطل قبل بيع باريس سان جيرمان في 2011.

وقتل النادي السابق لإدين هازارد الشكوك حول قدرة لاعبيه على تصديق أحلامهم بعد التعادل مع سانت إيتيان سلبيا في الجولة قبل الأخيرة، وكأنه أراد أن يزيد جمال قصته بإثارة الحسم في الأمتار الأخيرة.

هذه القصة لم تغير من سياسة النادي الذي يعد من أكثر الأندية في أوروبا تحقيقا للأرباح من بيع اللاعبين في السنوات الأخيرة.

فالنادي الفرنسي حصل على 106 مليون يورو من أرسنال حصيلة بيع نيكولاس بيبي، و70 مليون يورو من نابولي مقابل ضم فيكتور أوسمين، و30 مليون يورو للتنازل عن رفائيل لياو.

وهذه ليست صفقات البيع الكبيرة الوحيدة التي قام بها ليل خلال المواسم الأربعة الأخيرة التي شهدت تطور خطواته نحو منصة التتويج، لكنه كان قادرا على إضافة هدف جديد مع أرباحه المادية.

تحت قيادة كريستوف جالتييه.

الرجل الأول

واصل كريستوف جالتييه مدرب ليل معجزاته مع الفريق منذ توليه المسؤولية خلفا لمارسيلو بيلسا، حيث كانت أولها بإنقاذه من الهبوط في موسم 2017/2018 ثم قاده ليحقق المركز الثاني ثم الرابع في الموسم الذي لم يكتمل بسبب كورونا وأخيرا أصبح البطل هذا الموسم.

وتمكن مدرب سانت إتيان السابق من تحقيق أقصى استفادة من عدد محدود من اللاعبين في قائمته، والحفاظ على أقدامهم على الأرض وتركيز أعينهم على التتويج بالدوري.

واختار جالتييه أفضل تشبيه ممكن لفريقه، عندما قال في أبريل الماضي: "لدى لاعبو ليل شيء في أيديهم وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع خصومنا من أخذه بعيدا عنا مثل كلب عندما يكون لديه عظمة في فمه".

وتُظهر إحصائيات الدوري الفرنسي لماذا نجح جالتييه الذي يفضل اللعب بطريقة 4-4-2 في تحويل فريقه لكلب يحافظ على غنيمته.

حيث لم يحصل أي فريق على نقاط أكثر من تلك التي حصل عليها ليل بسبب التسجيل في الدقائق العشر الأخيرة من المباريات حيث اقتنص 12 نقطة.

وتلقت شباك ليل سبعة أهداف فقط في الشوط الثاني من المباريات.

وكان التحدي الأكبر لجالتييه هذا الموسم عندما تغيرت ملكية النادي خلال منتصف الموسم حيث كان من الممكن أن يتسبب في خروج الفريق عن مساره.

حين قرر جيرارد لوبيز بيع النادي بعد مرور 4 أعوام على الاستحواذ على 95٪ من ملكيته مقابل 80 مليون يورو، بسبب تزايد الديون مع الأزمات الاقتصادية التي ضربت الأندية مع تفشي فيروس كورونا وبناء استاد النادي في 2012 مع انهيار صفقة حقوق البث الخاصة بالدوري الفرنسي.

وباع لوبيز النادي لشركة "كايسيتو" التابعة لشركة "ميرلين بارتنرز" التي قررت تعيين أوليفييه ليتانج صاحب الخبرة الرياضية الكبيرة رئيسا للنادي.

حيث عمل ليتانج مديرا لستاد دي ريمس، ومديرا رياضيا لباريس سان جيرمان، ورئيسا لستاد رين.

وتكفلت هذه الخبرات الكبيرة بدعم من ليتانج لجالتييه وتقدير للعمل الذي يحققه مع الفريق.

وقال جالتييه عقب تعيين ليتانج: "يسعدني جدا أن أرحب به كرئيس جديد، لقد قام بعمل رائع في ريمس وباريس ورين وأعتقد أننا سنحصل على المزيد من الأوقات الجيدة معه".

وهذا ما تحقق.

رهان تركي

في منتصف الثلاثينيات من عمره، لم يلعب أبدا خارج تركيا باستثناء فترة في الصين.

لا تفهم كيف كان يفكر ليل وقت التعاقد مع بوراك يلماز لتعويض لويك ريمي، لكن في النهاية الرهان كان ناجحا بشكل لا يُصدق.

صحيح أن يلماز لم يسجل في أول 4 مباريات له في الدوري الفرنسي، لكنه انفجر بعدها وزار الشباك 16 مرة في 28 مباراة فقط هذا الموسم.

وأنهى الدولي التركي الدوري هدافا لليل الذي سجل 64 هدفا في مشوار التتويج بالدوري، ليكون أقل من سجل بين أصحاب المراكز الأربعة الأولى.

وربما كان قادرا على تسجيل أكثر لو لم يغب لفترة طويلة بسبب إصابته في الساق، حيث غاب عن 9 مباريات خلال الفترة من منتصف يناير حتى أول مارس.

الدفاع يفوز لك بالبطولات

لم يستقبل ليل خلال مباريات الدوري الفرنسي سوى 23 هدفا، رقم لم يكسره بطل في تاريخ المسابقة سوى باريس سان جيرمان في موسم 2015-2016 عندما استقبل 19 هدفا.

والفضل الأكبر يعود إلى جوزيه فونتي قائد الدفاع، الذي لم يغب سوى عن مباراتين فقط طوال الموسم.

ولعب صاحب الـ37 عاما الدور الأبرز بخبرته الكبيرة في صمود دفاع ليل، وشكل ثنائيا مثاليا مع الشاب سفين بوتمان الذي ضمه ليل من صفوف شباب أياكس.

وخلف الدفاع، وقف الحارس مايك ماينان سد منيعا ليقدم موسما رائعا حافظ خلاله على نظافة شباكه 21 مرة.

قائمة صغيرة

اعتمد ليل على 21 لاعبا فقط طوال الموسم رغم مشاركته في الدوري الأوروبي، وهو العدد الأقل بين فرق الدوري الفرنسي.

كان ليل ليدفع ثمن عدم وجود عمق في قائمته لولا قدرته على الحفاظ على أغلب لاعبيه الهامين عن الغياب لفترات طويلة.

لكن على النقيض، استفاد ليل من الحفاظ على ثبات تشكيله ووضع كامل تركيزه على الدوري.

وبشكل مذهل، كانت قائمة ليل مكتملة في المباراة الأخيرة ضد أنجيه ولم يغب أي لاعب للإصابة.

ولا يوجد مثال على ذلك أفضل من بنيامين أندريه لاعب الوسط صاحب الـ30 عاما والذي يتواجد ضمن المراكز الثلاثة الأولى على مستوى الدوري في التدخلات الناجحة واسترجاع الكرة.

ورغم المجهود البدني الذي يتطلبه هذا المركز وزيادة احتمالات تعرض صاحبه للإصابة، إلا أن اثنتين من المباريات الثلاث التي غاب عنها هذا الموسم كان بسبب تراكم البطاقات الصفراء.

التعليقات