أنا بيركامب (3) رجل الثلج الذي يخاف من الطيران.. وحب طريقة زيدان في قتل البرازيل

الإثنين، 20 أبريل 2020 - 17:27

كتب : محمود عزت

أنا ديينس بيركامب

كنت طفلًا صغيرًا أقضي معظم وقتي في رسم الزوايا والدوائر والمثلثات الدقيقة، بالطبع الهندسة هي شغفي هل تعتقد أنها السبب الرئيسي أنني أستطيع اللعب في الفراغات؟

لم تكن الهندسة وحسب، إنها متعة معرفة ما يفكر فيه الآخرين ما سوف يفعلونه لاحقًا إنه التخاطر، تلك القدرة على إسعاد زملائي من خلال تقديم التمريرات، نعم سجلت العديد من الأهداف رغم ذلك دائما ما أفضل إسعاد الآخرين عن طريق التمريرات الجميلة، سلاحي السري هو الخيال.

أنا دينيس بيركامب وتلك قصتي.

يقدم Filgoal.com سلسلة من الحلقات حول مسيرة بيركامب في الملاعب الخضراء، الكتاب عبارة حوار دار بين بيركامب والصحفي ديفيد وينر تحت اسم "stillness and speed: my story”.

فوبيا الطيران

نعم، أخاف من الطيران بعد حادثتين وقعتا في أمريكا عندما اضطررنا للهبوط بعد مرض أحد الصحفيين ومرة أخرى أنباء عن قنبلة وهمية وتأخرت الرحلة حينها قرابة 4 ساعات، في الرحلات الداخلية كنت استخدم الطائرة المروحية كانت سيئة وتهتز طول الوقت، في بعض الأحيان كنت أنظر إلى السماء في المباريات، هل هناك غيوم اليوم؟

كلفني هذا الأمر أموالا طائلة في مفاوضاتي مع أرسنال، إذا طلبت مليون يخصمون منهم 100 ألف مباشرة متحججين بعدم قدرتي على ركوب الطائرات ووافقت على ذلك.

قرار الاعتزال

في صيف 1995، قررت الرحيل عن إنتر ميلان ذهبت إلى رئيس النادي حينها وأخبرته برغبتي في الرحيل في ظل وجود المدرب بيانكي على رأس الإدارة الفنية، بعد مسيرتي مع إنتر وخوفي من الطيران فكرت كثيرًا في الاعتزال فقط في سن الثامنة والعشرين لم أعد أستمتع بكرة القدم.

كانت هناك عدة خيارات، كانت ألمانيا في الصورة لكنني لم أستطع أن أرى نفسي في بايرن ميونيخ، لم تكن إسبانيا مناسبة أيضًا، عقلي منصب على إنجلترا لم يكن مانشستر يونايتد مهتمًا ولن أذهب إلى مكان مثل نيوكاسل أو ليفربول بسبب السفر من هولندا، تبقى خيارين لي توتنام هوتسبير وآرسنال، أردت المدفعجية أكثر ولم أكن أتخيل أنني سوف أبقى لنحو 11 عاماً.

مرة أخرى أردت عمل مغامرتي الخاصة مثلما رفضت فكرة الانضمام إلى برشلونة أو ميلان، انتقلت إلى لندن ومن ثم نجحت المفاوضات عندما دخلت الملعب للوهلة الأولى كان شعورًا رائعًا، تم عمل مؤتمر صحفي عرض فيه فيديو صغير عن مسيرتي والموسيقى في الخلفية أغنية "this is the one I've waited for".

ركبة ليفربول

قبيل هذا الموسم، كانت إدارة آرسنال تسعى لعمل فريق هجومي لكن على الطريقة الإنجليزية، الرغبة في التعاقد مع مارك أوفرمارس وروي كوستا والمهاجم آلان شيرر بعد إنهاء التعاقد مع المدرب جورج جراهام الذي درب الفريق منذ 1986 حتى 1995.

كانت الأمور فوضوية، الفريق يلعب كرة دفاعية "كاتيناتشو" يعتمدون على إيان رايت في الأمام، لم تكن هناك خطة واضحة للنادي، بعض نجوم الفريق يشربون الكحول لكن سرًا ورغبة عارمة في التعاقد مع توني آدمز كابتن الفريق من السير اليكس فيرجسون، بول ميرسون يشرب الكوكايين، انتشرت العديد من العادات السيئة في نظام الغذاء ومزيد من الوجبات السريعة، أيضا اللاعبون يشربون الجعة بشراهة وتدخين بعض اللاعبين هو ما منعه فينجر فيما بعد رغم ذلك كانوا أقوياء للغاية، الأمور لم تبدو جيدة في الفريق.

كنت اهتم بجسدي للغاية كلاعب، كانت الفكرة السائدة في ذلك الوقت عندما تصاب من الممكن أن تستمر في الملعب من أجل الفريق على سبيل المثال جون تيري مغطى بالضمادة والدم يسيل على وجهه ويكمل المباراة، رغم ذلك لم أكن أضحى من أجل مباراة واحدة أنا لاعب كرة قدم وهذه مهنتي.

من حكايات الكرة الإنجليزية القديمة، حينما أصيب أحد لاعبي ليفربول قال له بيل شانكلي ماذا تعني ركبتك؟ أنها ركبة ليفربول وخلع الضمادة عنه، ذاك هو موقف الكرة الإنجليزية الحديث عن الرجولة في اللعب والتضحية بنفسك وعملك، لم أكن أقبل هذا مطلقًا هذا يضر باللاعبين على المستوى المهني والشخصي في المدى الطويل.

إيطاليا مرة أخرى

كنت أشارك غرفة النوم مع إيان رايت الذي كان غريب الأطوار حقًا، كان يمشي وهو نائم لا أستطيع أن أفهم أهو حقيقي أم يسخر مني وكان يصدر عددا من الأصوات الغريبة ثم يعود إلى النوم.

لم يكن إيان رايت على توافق جيد مع بروس ريوتش مدرب الفريق الجديد حينها الذي علمني كل شيء عن الحياة البريطانية وكرة القدم هناك، ساعدني كثيرًا بالفعل.

في أول سبعة مباريات لي مع الفريق لم أسجل وبدأ الجمهور يغني إن أرسنال أضاع المال بسبب التعاقد معي، بالطبع لم اقرأ الصحف تعلمون ماذا حدث لي في إيطاليا، أشعر بالارتياح في هذا الملعب، أنا أستمتع بكرة القدم مرة أخرى، على أن اتحلى بالصبر.

في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر سنة 1995، سجلت أول هدفين لي مع الفريق ضد ساوثهامبتون بطريقة رائعة كرة على الطائر وضعتها في الشباك، ثم سجلت هدف آخر من تسديدة صاروخية، ثم البقية هو التاريخ مع المدفعجية.

بعد الموسم الأول الذي مر بشكل جيد، فوجئت بقرار إقالة المدرب في الموسم الثاني له بعد فترة الإعداد كنت غاضب بشدة، راودتني الشكوك مرة أخرى نعم هذه إيطاليا مرة أخرى، أردت الرحيل عن آرسنال لكني تراجعت في النهاية.

هناك عدة أقاويل عن تعاقد الفريق مع آرسين فينجر من موناكو الذي يهتم بالكرة الهجومية ويلعب بطريقة 4-3-3 على طريقة أياكس.

سعى فينجر لبناء فريق يمكنه لعب الكرة الشاملة حيث يمتلك لاعبين قادرة على الهجوم والدفاع، اهتم فينجر كثيرًا بطريقة بناء اللعب من الخلف حيث سعى لتطوير اللاعبين الذي لديه، ومن ثم أراد فينجر التعاقد مع لاعبين يخدمون طريقة لعبه على سبيل مثال في الخط الخلفي الإيفواري كولو توريه والكاميروني لورين وآشلي كول، في خط الوسط جلبرتو سيلفا وإيدو من البرازيل، أيضا فييرا وأنيلكا وهنري من فرنسا السوق الذي لم يكن يستغل على نحو جيد قبل مجيء المدرب.

وقال فينجر: "في كل بلد هناك ثقافة معينة، وفي كل بلد ثقافة كرة قدم مختلفة أردت التغيير شيئًا فشيئًا، كان لدي خطة واضحة رغم ذلك لم أفصح عنها حتى يتحول آرسنال إلى لعب كرة قدم هجومية".

رجل الثلج

وصف لاعبو أرسنال بيركامب بالعبقري ولكن الوصف الأكثر دقة كان رجل الثلج لأنه يتمتع ببرودة أعصاب تساعده في الملعب.

تحدث باتريك فييرا قائلًا: "فكر بيركامب من ضمن الأشياء التي لا يمكن للاعبين الآخرين تخيلها"، وأردف " دائمًا ما يقول لي أنا من صنعتك" هذا صحيح للغاية حيث تمثل 95% من التمريرات التي سجلت منها أهداف كانت عن طريق بيركامب أنه دائم الجمال والأناقة حتى في ملابسه رغم البساطة الشديدة.

فيما يؤكد الفرنسي تيري هنري "أحب كل شيء عن بيركامب، أنه مثال ومثالي في نفس الوقت، كل تمريرة ينشد فيها تحقيق الكمال، يغضب كثيرًا عندما يخطيء حتى إن كانت مرة واحدة، تقطع الكرة منه يحاول استردادها او على الأقل عمل مخالفة".

وقال إيان رايت: "إنه رجل الثلج، ترى الشغف بداخله رغم ذلك هادىء وعميق وقوي، عندما يمرر الكرة نحوي، أقول في قرارة نفسي يا إلهي أنها كما أردت تمامًا".

وتحدث فريدي ليونبيرج "يمكن لأي لاعب أن يرسل الكرة من اللمسة الأولى، ويقول لك أنك لم تتحرك إن ضلت طريقها، لكن دينيس ينتظر حتى تتحرك بشكل كامل، ومن ثم يرسلها بطريقة فنية رائعة".

وأردف "أتذكر هدفي أمام يوفنتوس ليس لأنه أمام اليوفي، بل لأن دينيس انتظر بشكل رائع لمدة 3 ثواني حتى بعد دوران رائع ومن ثم تمريرة رائعة أخرجت 4 لاعبين من اليوفي خارج اللعبة، هذا ما أسميه بالتمريرة الجميلة".

وأكمل ليونبيرج حديثه، أتذكر دائما لقطة هروب توم كروز بصحبة سامانثا مورتن في فيلم "Minority Report"، الشرطة تلاحقهم في أحد مراكز التسوق ولا يوجد مكان للاختباء ومن ثم ظهر رجل يبيع البالونات فقالت له انتظر خلفه لمدة 3 ثواني لم يفهم توم السبب، حينها كانت البالونات تمنع الرؤيا وتمكنا من الهروب أخيرًا، الأمر مشابهه لما يفعله بيركامب ينتظر بضع ثواني، يأخذ صورة مبدئية لتحركات المهاجمين والمدافعين، في التوقيت المناسب واللاعب المناسب يرسلها إلى زميله

أحب طريقة قتل زيدان للبرازيل

في هولندا، تم اتهامي أنني من نوعية التي تفعل كل شيء أو لا تفعل أي شيء حيث أهتم بالجمال فقط، يعد الكثير من اللاعبين أفضل تمريرة هي التي تصل إلى المهاجم، حسنًا الأمر مختلف يجب أن اهزم المدافع ويخرج خارج اللعبة بأكملها وأضع المهاجم في مساحة مناسبة بينه وبين حارس المرمى.

تتعدد طريقة هزيمة المدافعين واحدة منهم مثل ما فعله زيدان أمام البرازيل، قتل زيدان البرازيل باللعبة الجميلة يمرر الكرة من فوق رأس الظاهرة رونالدو، هذه هي المهارة الخاصة بكم، حسنًا أنا أفعل ذلك أفضل منكم، سيطر على ميدان طولًا وعرضًا تلاعب بهم نفسيًا بل عمد إلى كسرهم، ليست الفكرة في المهارة فقط لكن المحصلة النهائية هي السيطرة على العقول.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالمية اضغط هنا

اقرأ أيضا

أبطال الهاتريك في تاريخ منتخب مصر

تقرير: باريس يريد ثنائي يوفنتوس مقابل إيكاردي

وزير الصحة الإيطالي: كرة القدم هي آخر اهتماماتنا

لوكاكو يختار أفضل لاعب زامله

راكيتيتش: إذا أُلغي الموسم يجب منح برشلونة لقب الدوري

فابريجاس: أثق أن ميسي سيعتزل في برشلونة

التعليقات