بذكريات واقعة 96.. هل يلعب كيبا كجناح أيسر أمام النرويج

السبت، 12 أكتوبر 2019 - 18:39

كتب : زكي السعيد

كيبا أريزابالاجا - جناح أيسر

هو عنوان غير حقيقي بالطبع، فـ كيبا أريزابالاجا وإن نال ثقة روبيرت مورينو مدرب منتخب إسبانيا، فسيكون ذلك بمركز حراسة المرمى دون غيره.

هو عنوان غير حقيقي، لكنه غير بعيد للغاية عن الواقع، خصوصا أن مواجهة سابقة بين إسبانيا والنرويج شهدت حدثا غريبا مماثلا بمشاركة حارس مرمى كجناح أيسر.

إسبانيا تحل ضيفة على النرويج في العاصمة أوسلو مساء اليوم السبت ضمن تصفيات يورو 2020، مواجهة تعيد للأذهان ما حدث في نفس الملعب بين نفس المنتخبين يوم 24 أبريل 1996.

كانت مباراة ودية لا تحظى بمتابعة كبيرة، إسبانيا تستعد لمنافسات يورو 1996، والنرويج تلعب مباراة روتينية، حتى أن نتيجتها خرجت غير عالقة في الأذهان، إذ عجز الطرفان عن التسجيل طوال التسعين دقيقة.

لكن الدقيقة 78 حملت نبأ غريبا خلّد هذه المباراة الودية في تاريخ الكرة الإسبانية، عندما شارك حارس المرمى خوسيه فرانسيسكو مولينا كجناح أيسر!

مدرب إسبانيا وقتها كان الباسكي الشهير خافيير كليمنتي بطل الدوري مع أتليتك بلباو للمرتين الأخيرتين في تاريخه عامي 1983 و1984.

وكليمنتي لم يكن يتلاعب أو يحاول اجتذاب الأنظار عندما دفع بحارسه في أحد المراكز العشر التي لا يشارك فيها حراس المرمى –عادة-، بل كان مضطرا إلى ذلك.

إسبانيا دخلت هذه المباراة بالتشكيلة الآتية: أندوني زوبيزاريتا – فيرناندو إييرو – أبيلاردو – ميجيل آنخل نادال – ألبيرتو بيلسوي – ألبيرت فيرير – جولين جيريرو – جييرمو آمور – خافيير مانخارين – لويس إنريكي – خوان أنطونيو بيتزي.

في الشوط الثاني استعمل كليمنتي أوراقه البديلة، ودفع بـ: ألفونسو بيريز، كيكو نارفايز، دوناتو ذي الأصول البرازيلية، خوانما لوبيز، والأخير هو من سيضع مدربه في مأزق.

لوبيز تعرّض لإصابة قوية في الرأس قبل أقل من رُبع ساعة على نهاية المباراة، ليكتشف كليمنتي أنه دفع بكل لاعبيه الميدانيين، ولا يجلس إلى جواره على دكة البدلاء سوى خوسيه فرانسيسكو مولينا حارس مرمى أتليتكو مدريد.

دون تردد، ودون مشكلة حقيقية في ذلك، ودون ضغوط، قرر كليمنتي الدفع بـ مولينا كجناح أيسر بدلا من لوبيز المصاب.

الطريف أنه كان الظهور الدولي الأول لـ مولينا من أصل 9 مباريات سيرتدي فيها قميص إسبانيا، بالطبع المباريات الثمانية الباقية لعب فيها كحارس مرمى وليس كجناح.

إداري المنتخب الإسباني عدّل القميص الأزرق البديل المتبقي الذي حمل رقم 18 يومها، ليكون 13، ولم يكن مولينا في حاجة إلى تغيير سرواله وجواربه، إذ كان متشابها مع الألوان التي ارتداها زملاؤه اللاعبين.

مولينا كان يعيش الموسم الأفضل في مسيرته حينها، إذ قاد أتليتكو مدريد لثنائية الدوري والكأس الأخيرة في تاريخه، بل حصد جائزة ريكاردو زامورا كأفضل حارس مرمى في المسابقة الإسبانية المحلية.

المثير للدهشة، أن مولينا في 12 دقيقة على الجهة اليسرى لـ إسبانيا، قدّم أداءً مُبهِرا ومثيرا للإعجاب.

بل كاد مولينا أن يسجل هدف الانتصار في الدقائق الأخيرة بتسديدة أرضية مخادعة مرت بجوار القائم بقليل.

إجمالا، لمس مولينا الكرة 8 مرات في الدقائق القليلة التي لعبها، وأعطى 5 تمريرات صحيحة صوب زملائه.

بعد المباراة، أوضح المدرب كليمنتي تفاصيل إضافية عن كواليس إشراك مولينا: "لوائح المباراة نصت على إشراك 4 لاعبين بدلاء بالإضافة إلى حارس مرمى، وأنا اعتقدت أنه مسموح لي إشراك 5 لاعبين بالإضافة إلى حارس مرمى، ولذا أجريت كل تغييراتي دون أن أدري".

وأكمل:"عندما أصيب لوبيز، طلبت من سيرجي إجراء الإحماء، عندها اكتشفنا عدم أحقيتنا في الدفع بها".

وأضاف: "ذهبت للتحدث إلى مولينا وشرحت له الوضع وقد استقبله بشكل جيد".

قرار كليمنتي الجدلي دفع خيسوس خيل رئيس أتليتكو مدريد وقتها إلى انتقاد مدرب منتخب إسبانيا واعتبار قراره غير مسؤول.

ليأتي رد كليمنتي حادا كعادته: "ليس ضروريا أن يُعجَب بقراراتي".

كليمنتي أوضح: "من الأفضل دائما أن نلعب بـ11 لاعبا وليس 10 لاعبين".

وعند سؤاله عن سبب تفضيله مولينا للمشاركة كجناح، وليس أندوني زوبيزاريتا الحارس الأساسي للمنتخب، أجاب: "زوبيزاريتا كان سيظهر بشكل سيئ عن مولينا".

هل كان من الممكن أن يُصيب مولينا نفسه في مركز لا يعتاد عليه؟ كليمنتي يجيب بسخرية: "لا يمكننا التفكير في ذلك، فقبل 5 سنوات أصبت إصبعي أثناء تحضير القهوة، كنت في منزلي".

السؤال الأكثر فكاهة: هل كان من الممكن أن ينسى مولينا مركزه، ويمسك الكرة بيده بحكم التعوّد؟

كليمنتي ينهي مقتضبا: "بالطبع لا، ألا تلاحظون أنه لم يكن يرتدي قفازا؟".

من جانبه تحدث مولينا عن غرابة الظهور الأول بقميص إسبانيا: "بدا الأمر غريبا عندما طلب مني كليمنتي المشاركة في هذا المركز، ولكن فور أن تأكدت من أنه يتحدث بجدية، قلت له سألعب في أي مكان".

وأكمل: "كليمنتي تمتع بثقة كبيرة حتى يُقدم على هذه الفعلة، كانت تجربة غريبة، ولكن من الرائع دائما أن ألعب للمنتخب الوطني".

واعترف: "كنت أفضّل بالطبع أن تكون مشاركتي الأولى كحارس مرمى، لكن يجب عليّ تقبُل ما حدث، أنا سعيد بظهوري الأول، بالإضافة إلى أنني لم أرتكب أخطاء".

ومزح: "أعتقد أن النرويجيين لم يعرفوا أنني حارس مرمى".

بل كشف عن عدم تفضيله مركز حراسة المرمى عندما يلعب الكرة بعيدا عن فريقه: "ألعب كحارس مرمى فقط عندما يدفعون لي. عندما ألعب للاستمتاع أكون لاعبا عاديا في الملعب".

دخل مولينا القائمة النهائية ليورو 1996، لكنه اكتفى بمراقبة زوبيزاريتا، مسابقة ودعتها إسبانيا بركلات الجزاء الترجيحية من الدور ربع النهائي.

وفي مونديال 1998 ظل مولينا مهمشا لصالح زوبيزاريتا الذي سجّل ظهوره الدولي الأخير في الوداع المهين من الدور الأول.

ليحصل مولينا على فرصته الحقيقية أخيرا في يورو 2000، ويظهر في التشكيل الأساسي لأول مباراة.

كانت هذه المباراة هي الأخيرة التي يظهر فيها مولينا بقميص إسبانيا على الإطلاق، لأنه سيرتكب خطأ قاتلا في الدقيقة 66، سيكلّف بلاده نقاط المباراة.

المثير للدهشة، أن المنافس كان نفسه الذي لعب أمامه مولينا مباراته الدولية الأولى: النرويج.

البداية والنهاية كانت عبر بوابة النرويج، ومولينا كان كبش فداء هزيمة يورو 2000، ليبعده المدرب خوسيه أنطونيو كاماتشو عن التشكيل في المباريات الباقية لصالح سانتياجو كانيزاريس.

كيبا وعند سؤاله عن واقعة 1996 في المؤتمر الصحفي مساء أمس الجمعة قبل مواجهة تصفيات يورو 2020، رد قائلا: "كنت صغيرا للغاية ولا أتذكر، شاهدت فقط بعض اللقطات".

لن يحتاج كيبا أن يخلع قفازيه أمام النرويج، لكن مولينا اضطر إلى ذلك.

اقرأ أيضا:

طارق حامد: طفح الكيل.. لن أصمت مرة أخرى

حوار مطول – أحمد رمزي: كنت ضد رحيل جروس.. وعملي في الزمالك حاليا صعب

ديلي ميل: قطر تطمئن ليفربول بعدم استغلال صلاح دعائيا أو سياسيا

ليس ميسي أو كريستيانو.. مورينيو يختار أفضل لاعب في التاريخ

راموس يقترب من تحطيم رقم كاسياس ويطارد أحمد حسن

التعليقات