ليفربول وتوتنام.. الحياة تعطيك فرصة ثانية وثالثة وتنتشلك من مستنقع الصعاب

السبت، 01 يونيو 2019 - 03:48

كتب : FilGoal

يورجن كلوب

يمكن للحياة أن تنطحك مرة وأخرى، لكنها لن تكف عن مد يديها بفرص إضافية. يمكنها أن تُضيِق عليك حبالها قبل أن تنفض عن عنقك بشكل مفاجئ. ويمكنَك أن تقطعها حيًا وسط طريق من الأشواك.. وصولًا إلى نهائي مدريد.

ليفربول زعيم الإنجليز قاريًا، يواجه مواطنه توتنام هوتسبير أحدث ضيوف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد أن أنهكت الحياة جسديهما، وفتحت لهما ذراعيها أخيرا يوم 1 يونيو 2019.

المواجهة المقرر إقامتها على ملعب واندا متروبوليتانو مساء السبت، هي النهائي رقم 27 للمسابقة في شكلها الحديث، والـ64 منذ انطلاقها أول مرة موسم 1955\1956.

يورجن كلوب سيضع خطة نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في حياته، مع أمل في نتائج مغايرة هذه المرة.

المدرب الألماني خسر نهائي 2013 كمدرب لـ بوروسيا دورتموند أمام بايرن ميونيخ. وخسر نهائي 2018 كمدرب لـ ليفربول أمام ريال مدريد، مواجهة لم يمر عليها الكثير حتى تحتاج إلى تذكير.

هذه المرة لم تتأخر الحياة عن كلوب قبل أن تمنحه فرصة جديدة مع نهائي آخر في دوري الأبطال، فبعد أن اضطر للانتظار 5 سنوات بعد السقوط الأول، 12 شهرا كانت مدة كافية حتى يتخطى السقوط الثاني في كييف.

أما محمد صلاح الذي كان أول مصري يظهر في نهائي دوري أبطال أوروبا، فـ 31 دقيقة كانت كل ما حصل عليه قبل عام من الآن، حتى غادر الملعب بكتف متضرر ودموع منهمرة وحلمين محطمين في آن واحد.

النجم المصري قضى ليالٍ طويلة من البكاء بعد واقعة "سيرخيو راموس"، وتساءل مرارا عن فرصه في ظهور آخر بنهائي أعرق بطولات الأندية على الإطلاق، لكن الإجابة جاءت سريعا جدا.. بعد عام واحد فقط.

الحياة لا تعطيك فرصا أخرى فحسب، بل تحملك في لحظات ضعفك أحيانا.

روبيرتو فيرمينو بعينٍ واحدة يدخل بديلا ويصحح خطأ صلاح في مواجهة باريس سان جيرمان المصيرية بدور المجموعات، انتصار ساهم في إكمال المشوار، وهدف أنقذ صلاح في يوم ليس من أفضل أيامه.

الحياة قاسية أحيانا، توقفك أثناء انطلاقك بسرعتك القصوى، تجذبك من ذراعك، أو تجرّدك من أبرز أسلحتك، ولكنك إن نهضت فستجد للطريق بقية.. عليك أن تقطعه حتى نهايته.

هذا الطريق كاد أن يُقطَع على ليفربول وتوتنام قبل عدة أشهر.

للمصادفة، كان ثنائي المباراة النهائية على بُعد تفاصيل دقيقة من توديع دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، لتُقتَل أحلامهما مبكرا.

لوكاس مورا كان بطلا في إياب نصف النهائي بـ هاتريك خيالي في شباك أياكس أمستردام، لكنه لم يكن دور البطولة الوحيد الذي لعبه الجناح البرازيلي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

على بُعد 5 دقائق من نهاية مباراة برشلونة وتوتنام في نهاية دور المجموعات، خطف مورا التأهل للدور الثاني مدركًا التعادل، ليعادل نقاط إنتر ميلان المتعادل في نفس الوقت أمام أيندهوفن.

8 نقاط لـ توتنام، و8 نقاط لـ إنتر، وأفضلية الأهداف المسجلة خارج الأرض في المواجهات المباشرة بين الفريقين حسمت تأهل الإنجليز بكثير من الحسابات المعقدة.

في نفس التوقيت، وبينما خطف لاعبو توتنام تأهلا قيصريا من قلب كامب نو، كانت دفاعات ليفربول تخوض معركة شرسة أمام هجمات متتالية من نابولي على ملعب أنفيلد.

في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وضع أليسون بيكر جسده كاملا في وجه تسديدة أركاديوش ميليك من مسافة قريبة، وأنقذ رأس ليفربول من وداع أوروبي مبكر.

ليفربول 9 نقاط، نابولي 9 نقاط، متعادلان في المواجهات المباشرة، متعادلان في فارق الأهداف، والأهداف المسجلة حسمت تأهل الإنجليز.

بعد أقل من 6 أشهر، لا يتذكر الكثيرون أمسية 11 ديسمبر المصيرية لقطبي الكرة الإنجليزية، لكنها أوصلتنا إلى نهائي مدريدي بين ليفربول وتوتنام في نهاية المطاف.

مصاعب توتنام لم تتوقف عند إصابة أفضل لاعبيه في فترات طويلة من الموسم، أو تخليه عن أحد أهم نجومه حتى ينجو من التجنيد الإجباري في كوريا، أو إجباره على خوض معظم مباريات الموسم بعيدا عن ملعبه، بل يكمن التعجب الأكبر في مصروفات توتنام بسوق الانتقالات.

إدارة داني ليفي أنفقت 0 جنيه إسترليني، واكتفت بالحفاظ على لاعبيها، مع التخلي عن موسى ديمبيلي في الشتاء، وماوريسيو بوكيتينو لم يمانع ولم يشتك.

قرار مصيري

يغيب هاري كين نجم توتنام عن صفوف الفريق منذ إصابته في ذهاب ربع نهائي أمام مانشستر سيتي، كان من المنتظر أن ينتهي موسمه مع السبيرز، لكن الفريق اللندني ذهب أبعد مما كان متوقعا، وأبقى موسمه قائما مع حلول شهر يونيو.

ماوريسيو بوكيتينو سيكون مطالبا باتخاذ قرار صعب، إما الدفع بنجمه منذ البداية، أو إبقائه على مقاعد البدلاء، هل يغامر ويخسره سريعا؟ أم يبقيه للدقائق الحاسمة والأوان قد يفوت حينها؟

واندا يستضيف

بعد عامين من افتتاح واندا متروبوليتانو ليكون ملعبا جديدا لـ أتليتكو مدريد، حان الوقت حتى يستقبل أهم مبارياته.

لم يكن الملعب صاحب فأل حسن على صاحبه، فودّع من دور المجموعات بالموسم الأول، وخرج من دور الـ16 بالموسم التالي، مفوّتا فرصة خوض النهائي على ملعبه.

أتليتكو لن يكون حاضرا في واندا، والأمر ينطبق على بقية الفرق الإسبانية، بما في ذلك ريال مدريد حامل اللقب في آخر 3 نسخ، وبرشلونة الذي فرّط في تقدمه الثلاثي أمام الريدز بنصف نهائي النسخة الحالية.

الملعب يتسع لـ 67 ألف و829 مشجع، وسيمتلأ بالصيحات الإنجليزية أمسية السبت.

شاهِد على سقوط كلوب

عندما خسر كلوب نهائي دوري الأبطال 2013، كان السلوفيني دامير سكومينا حكما رابعا.

مساء السبت، لن يكتفي سكومينا بإشهار أرقام اللاعبين على اللوحة الإلكترونية، بل سيكون صانع القرار بصافرته في أرجاء العشب الأخضر.

سكومينا كان شاهدا على هدف صلاح في مواجهة نابولي المصيرية التي كتبت لـ ليفربول العبور إلى الدور الثاني، ويدير نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في مسيرته.

الحكم صاحب الـ43 عاما، أشرف على 3 هزائم لـ ليفربول، وفوز، وتعادل أعقبه خروج بركلات الجزاء الترجيحية.

أما توتنام فلم يسبق له الفوز تحت قيادة تحكيمية لـ سكومينا، فتعادل مرتين وخسر مرة.

كلوب بسجل رائع أمام بوكيتينو

غير محظوظ في المباريات النهائية، لكنه يتفوق في أغلب مواجهاته مع بوكيتينو.

كلوب انتصر على بوكيتينو 4 مرات، اكتفى بالتعادل في مثلها، وخسر مرة وحيدة، وهزمه ذهابا وإيابا في دوري الموسم الحالي.

ليس الصدام الأوروبي الأول

سبق للفريقين أن التقيا أوروبيًا من قبل، في نصف نهائي الدوري الأوروبي 1972\1973.

وقتها فاز ليفربول ذهابا على ملعبه بهدف دون رد، وخسر 1-2 في أرض توتنام، ليمر إلى النهائي ويتوج على حساب بوروسيا مونشنجلادبخ.

تفاوت

وبينما يخوض توتنام أول نهائي له في دوري أبطال أوروبا، يلعب ليفربول النهائي للمرة التاسعة.

الريدز ظفر باللقب 5 مرات، وخسر النهائي في 3 مناسبات، منها 2 في آخر ظهورين له أمام ميلان وريال مدريد على التوالي.

التشكيل المتوقع

ليفربول:

حراسة المرمى: أليسون بيكر

الدفاع: ترينت أليكساندر أرنولد – جويل ماتيب – فيرجيل فان دايك – أندي روبيرتسون

الوسط: فابينيو – جوردان هيندرسون – جيمس ميلنر (جورجينو فينالدوم)

الهجوم: محمد صلاح – روبيرتو فيرمينو – ساديو ماني

توتنام هوتسبير:

حراسة المرمى: هوجو لوريس

الدفاع: كييران تريبيير – توبي ألديرفيرلد – يان فيرتونخن – داني روز

الوسط: موسى سيسوكو – هاري وينكس – كريستيان إريكسن – ديلي آلي

الهجوم: سون هيونج مين – لوكاس مورا

اقرأ أيضا:

الخطيب يشكل لجنة للتخطيط للكرة في الأهلي برئاسة طه إسماعيل

بالصور – جروس في ختام دورة السفارة السويسرية.. "أنا أُحب الزمالك"

تامر عبد الحميد لـ في الجول: رحبت فورا بقرار ضمي لجهاز خالد جلال.. الزمالك بيتي

في الجول يكشف تشكيل الجهاز الفني الجديد للزمالك

الأهلي لـ في الجول: معسكر إعداد أوروبي للموسم الجديد.. وننتظر قرار اتحاد الكرة لحسم القائمة

التعليقات