سطيف 88 – هروب إلى البرتغال.. و"أخطاء فريدة" ضد طبيب نفسي جزائري

الإثنين، 22 أكتوبر 2018 - 13:07

كتب : فادي أشرف

شعار الأهلى الجديد

عبر تاريخه الإفريقي الطويل لم يخرج الأهلي من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا سوى 3 مرات، منهم مرة بالانسحاب في 1981 أمام شبيبة القبائل.

الخروج الثالث كان في مباراة يد مايكل إينرامو الشهيرة في 2010، أما الخروج الثاني فكان ضد منافس الأهلي في نصف نهائي النسخة الحالية وفاق سطيف، في 1988.

هل تظن أن الخروج بسبب يد إينرامو كان الأكثر إيلاما؟ اقرأ عن الخروج في 1988 ضد "فريق درجة ثانية".

"كان لتلك المباراة ظروف خاصة ومختلفة.. واجهنا سوء توفيق غريب".. حمادة صدقي الذي كان أساسيا في مباراة الذهاب ضد شباب سطيف مثلما عرف آنذاك.

الأهلي توجه إلى سطيف أولا بعد فوزه على ماتشيدجي الموزمبيقي في دور الثمانية، وكان فريق "النسر الأسود" في أسوأ أحواله.

هبوط وهروب إلى البرتغال!

"المقابلة الأسوأ في مشواري؟ مباراة السقوط في ملعب بولوغين في موسم 87-88، أين بقيت لنا دقيقة واحدة أمام مولودية العاصمة قبل أن أتلقى هدف قطوش". كساي حارس وفاق سطيف تحدث في حوار لجريدة الهداف، عن هبوط سطيف بهدف في الدقائق الأخيرة ضد مولودية العاصمة بعد موسم واحد فقط من تتويجه بالدوري!

بعد هذا الهبوط كان على سطيف مواجهة الأهلي في نصف النهائي، ويواصل كساي الحديث ليشرح لنا ظروف فريقه قبل هذه المباراة: "إحساس صعب جدا، كان أشبه بالزلزال عليّ، شيء صعب جدا أن تكون في المرمى في اللقاء الذي سقط فيه الوفاق، وهو الذي لم يعرف القسم الثاني من 1962 إلى غاية 1988. في نهاية اللقاء وفي غرف الملابس ذهب كلّ إلى وجهته، ولم نعد إلى سطيف".

"من ملعب بولوغين توجّهت مباشرة إلى مطار هواري بومدين ومنه كانت البرتغال وجهتي، كيف أعود إلى سطيف وبأيّ وجه نقابل الأنصار؟ فمن بولوغين مباشرة إلى المطار ومنها إلى البرتغال.15 يوما بالتمام والكامل، حتى زال عني الخوف من ردّ فعل الأنصار، وخفت وهدأت الأعصاب قليلا في سطيف، كنت أسأل هاتفيا عن الأجواء. جمهور الوفاق في تلك الفترة كان صعبا جدّا، ويختلف عن الجمهور الحالي، وحتى سلامة اللاعب قد تكون في خطر وقتها".

بعد كل ذلك كان على سطيف مواجهة الأهلي "أفضل فريق إفريقي على مر العصور" حسبما يقول الصحفي الجزائري دربال عز الدين في تقريره عن فوز سطيف بدوري أبطال إفريقيا في 1988.

"قدر النسر الأسود، أنه يحلق كلما اشتدت العواصف، فعندما باشر الوفاق السطايفي مغامرة كأس إفريقيا للأندية البطلة في مارس 1988 بقيادة المرحوم مختار عريبي لا أحد تصور أنه سيتوج باللقب، خاصة أن شهر يوليو من نفس العام، بعد أن بلغ فيه الوفاق الدور ربع الهائي من المنافسة الإفريقية تخلله أكبر زلزال في تاريخ النادي، الذي سقط لأول مرة إلى الدرجة الثانية في تاريخه، فظن الجميع بأن الحلم الإفريقي انتهى، وحتى وفاق الكؤوس أيضا تبخر".

كان حزن "السطايفية" منطقيا، وغضبهم الذي خشاه كساي أيضا. في تلك الفترة كان لسطيف فريقا تاريخيا. عدد كبير من اللاعبين انضم للفريق من فريق المدينة الصغير اتحاد سطيف، بجانب عودة الحارس عصماني من فريق اتحاد بلعباس بجانب عودة عدد كبير من النجوم من أندية مختلفة في الجزائر إلى الفريق ساهموا في تتويجه بالدوري في 1987، إفريقيا كانت الحلم التالي في المدينة الواقعة شرق الجزائر، لكن بدلا من ذلك هبط الفريق للدرجة الأدنى.

المقصية التي خدعت شوبير

الأهلي دخل مباراة الذهاب بتشكيل ضم أحمد شوبير وإبراهيم حسن وحمادة صدقي ومحمد سعد وهاني رمزي وربيع ياسين ومحمود صالح وبدر رجب وعمرو أنور وأسامة عرابي وأيمن شوقي، وبديلان هما طاهر أبو زيد وعادل عبد الرحمن.

أمام جمهور متحمس لم يصمد الأهلي. هدفان من نجمي الفريق رحماني، وآخر من غريب بركلة مقصية خدعت شوبير. هزيمة 2-0 وضعت الضغط على الأهلي للرجوع في النتيجة أمام 100 ألف متفرج في استاد القاهرة.

"كان لتلك المباراة ظروف خاصة ومختلفة وواجهنا سوء توفيق غريب ووقعنا بأخطاء فريدة أدت للخروج وهذه مباراة من الذكريات السيئة لي. كنا الأفضل خلال هذه المباراة في الجزائر ولكن.." حمادة صدقي عن مباراة الذهاب.

"كان الوفاق من دون تحضير ولعب المدرب مختار لعريبي دور الطبيب النفساني، الذي شحن البطاريات وتمكن رفقاء غريب من تحقيق انتصار، لم يصدقه أحد بثنائية كان قد أبدع فيها غريب بمقصية رائعة في هدف التأكيد الثاني". الصحفي الجزائري دربال عز الدين عن الفوز التاريخي لوفاق سطيف.

"كان من الممكن أن تتضاعف النتيجة!"

بعد أسبوعين في استاد القاهرة، أشرك الألماني فايتسا تشكيلا ضم أحمد شوبير وإبراهيم حسن ومحمود صالح ومحمد سعد وهاني رمزي وربيع ياسين وبدر رجب، وقوة هجومية ممثلة في علاء ميهوب ومحمد عبد الجليل وأيمن شوقي.

اختيارات فايتسا الهجومية تسببت في حصول فريقه على ركلة جزاء سجلها علاء ميهوب بنجاح.

يقول ربيع ياسين لـFilGoal.com"أتذكر جيدا مباراة وفاق سطيف. فقد سجلت هدفا بالرأس ولكن ركلات الترجيح منحت الفريق الجزائري تذكرة العبور إلى الدور النهائي من البطولة وقد كانت ظروف الفريق مختلفة مع وجود مدرب جديد وقتها".

ياسين أضاف الثاني للأهلي والطبيعي والمتوقع أن الأهلي ذاهب لهدف ثالث للمرور إلى النهائي، باعتراف الجزائريين.

ننتقل للصحفي الجزائري دربال عز الدين الذي يقول "وجد السطايفية أنفسهم أمام أحسن فريق إفريقي لجميع العصور، في قلب القاهرة أمام قرابة مئة ألف مناصر، وعجزوا عن تحمل الضغط فتلقى عنتر عصماني هدفين، كان من الممكن أن يكونا مضاعفين بسبب توتر أعصاب اللاعبين، إلى أن انتهت المباراة ولجأ الناديان إلى ضربات الترجيح".

المدرب لعريبي كان له قاعدة غريبة هي وأنه طالما لم يتلق حارس مرماه هدفا لا يغيره، خاصة وأنه كان يملك 3 حراس متميزين هم عصماني ورحماني بجانب الأكثر لعبا في موسم فوز الفريق بالدوري الجزائري، كساي.

ضد الأهلي، جاء الدوري على الدولي عصماني الذي تصدى لركلتين أهدرهما محمد عبد الجليل ومحمود صالح ليكتب تأهل سطيف للنهائي وبعدها فوزه على إيوانيانو النيجيري (الذي أصبح هارتلاند بعد ذلك) ليتوج باللقب الأول، الذي ألحقه بلقب ثاني بعد عام واحد من تحقيق الأحمر لآخر ألقابه في البطولة.

حتى لا يتكرر ما حدث في 1988

يقول ربيع ياسين "مباراة الأهلي يوم الثلاثاء القادم صعبة ولكن الأهلي يملك خبرات الأدوار النهائية وقد سبق له الفوز باللقب خارج أرضه ونتيجة مباراة الذهاب تمنح الفريق الثقة وليس التفوق".

وأردف "من لا يحترم قدرات الأهلي يعاقبه الأهلي بشدة والفريق يملك عناصر جيدة للغاية خاصة في الخط الأمامي".

خطة المصيدة

"لكي يفوز الأهلي عليه أن ينفذ خطة المصيدة.. الفريق الجزائري سوف يسعى للتسجيل ويهاجم بضراوة وهنا يأتي دور خبرات الأهلي في امتصاص هذا الحماس واستغلال المساحات خلف خطوط المنافس كما حدث في مباراتي الترجي التونسي والنجم الساحلي بالموسم الماضي". هكذا يرى ربيع ياسين فرصة الأهلي في المرور بعد الفوز ذهابا 2-0.

أما حمادة صدقي فمن واقع خبرته في مواجهة سطيف بالجزائر في 1988 ومشاهدته للقاء الذهاب "وفاق سطيف فريق مميز جدا خصوصا إن شراسته تكمن في اللعب على ملعبه وتزداد الصعوبة عندما يستقبل فريقا من الخارج ومع ضغط الجماهير المتعصبة لفريقها تصبح الأمور صعبة".

"على الاهلي أن يكون حذر من قدرات بوقلمونة وجابو لأنهم مميزين للغاية وعلى دفاع الاهلي اليقظة الدائمة منهم خاصة إنه فريق يجيد نقل الكرة لملعب الخصم".

مفتاح الفوز بالنسبة لصدقي يكمن في"هدف واحد من الاهلي سوف يقتل المباراة ويزيد من صعوبتها ومن غير المسموح على الإطلاق إهدار الفرص كما حدث في مباراة الذهاب".

شارك في إعداد التقرير: حسام نور الدين

اقرأ أيضا

يوسف: الأهلي لا يخشى النجيل الصناعي ضد وفاق سطيف.. تركيزنا على النهائي

الإعلان عن حكم الكلاسيكو - بطاقات حمراء وإقالة لمدريد.. وسجل متوازن لبرشلونة

بريزنتيشن: ندرس تخصيص طائرة خاصة لـ الأهلي.. وموقف رعاة القميص

حوار في الجول - مختار عن أمنية "الكعب العالي" ضد الزمالك.. "وأرشح الإنتاج بطلا للكأس"

الزمالك: كل اللاعبين مستمرون لنهاية الموسم.. "جروس لا يملك رفاهية التغيير"

رئيس الهلال السعودي: قربت يا كينو

التعليقات