الورقة الرابحة – خيسوس أم فيرمينو.. من يضع لمسة الختام المثالية لإيقاعات السامبا؟

الإثنين، 04 يونيو 2018 - 11:18

كتب : علي أبو طبل

جابرييل خيسوس - روبرتو فيرمينو

60 دقيقة من اللعب يخوضها جابرييل خيسوس في التجربة الودية قبل الأخيرة للسامبا أمام كرواتيا قبل الإتجاه نحو روسيا.

لا تسديدات على مرمى حارس المرمى سوباسيتش، ولا أي محاولات حقيقية للتهديد باستثناء الخروج من منطقة الجزاء والهروب نحو نصف الملعب لاستلام الكرة، حيث تنعدم خطورة مهاجم مانشستر سيتي تماما.

بعد حلول الدقيقة 60 من عمر المباراة، يدخل روبيرتو فيرمينو بديلا ليهدد مرمى كرواتيا في 3 مرات، ويسجل أخيرا قبل إنطلاق صافرة النهاية بثواني قليلة، وبطريقة إنهاء عبقرية اعتدنا عليها منه طوال موسمه مع ليفربول.

هل الإسم الشاغل لمركز المهاجم الصريح في تشكيلة البرازيل باتت تمثل صداعا في رأس المدير الفني تيتي، أم أن قراره محسوم من قبل؟

يتألق خيسوس منذ عام 2016، وتحديدا منذ أن كان لاعبا في صفوف بالميراس بالبرازيل، حيث استمر أداؤه المتميز مع المنتخب البرازيلي الأوليمبي الحائز على الميدالية الذهبية في منافسات كرة القدم بأوليمبياد ريو دي جانيرو 2016.

سجل خيسوس 4 أهداف في المنافسات الأوليمبية، وبعد التغيير الفني في المنتخب الأول برحيل كارلوس دونجا وقدوم تيتي، بات مهاجم مانشستر سيتي الحالي هو الخيار الأول في الهجوم البرازيلي.

15 مباراة دولية مع السامبا، سجل خلالها خيسوس 9 أهداف. يا له من رقم مميز!

كان ذلك كله قبل أن يقدم روبيرتو فيرمينو الموسم الأفضل في مسيرته الاحترافية رفقة نادي ليفربول.

يمتلك فيرمينو 20 مباراة دولية منذ عام 2014، وقد سجل 6 أهداف فقط مع السامبا، مع العلم أنه نال دقائق لعب أقل من خيسوس.

لماذا قد يفضل تيتي اللعب بجابرييل خيسوس؟

ربما تدور في ذهن المدير الفني للسامبا الفكرة الكلاسيكية للمهاجم، وهي أن يتواجد داخل صندوق الخصم، وأن يتمركز في المكان السليم تماما حيث يمكنه إنهاء الكرة في المرمى.

هذا ما اعتمده تماما بيب جوارديولا مع خيسوس في مانشستر سيتي. 13 هدفا سجلها اللاعب البرازيلي مع ناديه الإنجليزي المتوج بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وإن شاهدت غالبيتها فيمكن أن تستنتج أنها كرات سهلة في مرمى شبه خالي.

تبدو سهلة للوهلة الأولى، ولكن مع تفكير أعمق فيجب أن تشيد بذكاء خيسوس وتحركاته السليمة التي تتيح له الوضعية الأفضل للتسجيل بعيدا عن الرقابة.

هذا هو رأس مال خيسوس الأساسي، ولكنه يمتلك المهارة لخلق الفرص لنفسه، ومهارة صناعة الأهداف، كما يجيد اللعب والاستلام تحت ضغط من دفاع المنافس، ولكن ميزته الأساسية هي اللعب المباشر بتجاه المرمى.

هل تتوافر المزيد من الحلول مع فيرمينو؟

تصريح شهير أدلى به يورجن كلوب خلال الموسم الجاري عن لاعبه البرازيلي: "صلاح لاعب رائع معظم الوقت. ماني كذلك لاعب رائع معظم الوقت. ولكن فيرمينو رائع ويقدم أفضل مستوى ممكن في كل مباراة"

إن أردت أن تعرف مدى فائدة فيرمينو، فابحث عن السبب وراء تألق محمد صلاح هذا الموسم.

المصري سجل 32 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ولكن معظم تألقه والمساحات التي وجدت له حتى ينطلق نحو مرمى الخصم كانت بسبب تحركات فيرمينو.

البرازيلي لا يكتفي فقط بالاقتراب من وسط الملعب لاستلام الكرة، بل أنه يستطيع اختيار التوقيت الأمثل لفعل ذلك، والكيفية الأمثل لتحقيق ذلك بحيث يقوم بسحب أحد قلبي الدفاع معه لإيجاد المساحة المناسبة للجناح السريع القادم من الخلف.

ربما يجد نيمار الحلول الأمثل في تحركاته وتأثيره في حال وجد التفاهم المناسب مع فيرمينو.. فقط إن لعب كما يلعب مع ليفربول.

إن ذهبنا للمقارنة الرقمية، فستجد فيرمينو متفوقا بشكل كبير على المستوى الفردي.

في الناحية التهديفية خلال موسم كامل في الدوري الممتاز في إنجلترا، يتساوى اللاعبان برصيد 13 هدفا لكل منهما، مع العلم أن خيسوس لعب 29 مباراة فقط بسبب غيابه لفترة بسبب الإصابة، بينما لعب فيرمينو 37 مباراة.

ماذا عن صناعة الأهداف؟

يتفوق لاعب ليفربول بشكل كبير، حيث صنع 7 أهداف طوال الموسم مقابل 3 لنظيره في مانشستر سيتي.

يتفوق فيرمينو كذلك في عدد الفرص المصنوعة لزملائه، حيث صنع 56 فرصة محققة وبفارق شاسع عن خيسوس الذي صنع 18 فرصة فقط.

الـ Key Passes أو التمريرات التي تفتح مساحات اللعب ما قبل صناعة الهدف، هو أمر يتفوق فيه فيرمينو كذلك بسبب تحركاته المميزة ورؤيته لجوانب الملعب بشكل مثالي.

حقق فيرمينو 49 تمريرة من هذا النوع، مقابل 15 فقط لخيسوس.

كيف يختار تيتي مهاجمه؟

توستاو، والذي يبلغ عمره حاليا 71 عاما، كان من ضمن كتيبة السامبا المتوجة بمونديال 1970، ويمتلك عامودا رياضيا صحفيا في بلاده باستمرار.

يكتب توستاو عن فيرمينو: "بجانب قدرته العالية على الإنهاء الأمثل للهجمات، فإنه قادر على جعل الأمور أسهل لزملائه لإنه يتحرك في كل مكان باستمرار. إنه أحد المهاجمين الذين لا يغلقون على أنفسهم داخل إطار تسجيل الأهداف"

إن كان تيتي يبحث عن الضغط المتقدم على دفاعات الخصم، ففيرمينو سيكون حلا مثاليا هنا أيضا، حيث نجح في استخلاص الكرة مع ليفربول بشكل ناجح هذا الموسم في 44 مناسبة مقابل 15 فقط لخيسوس.

في الناحية الفردية، يتفوق فيرمينو كذلك في المراوغات حيث نجح في المرور بالكرة في 45 محاولة ناجحة مقابل 24 فقط لنظيره.

وإن كان هناك نية للاعتماد على الكرات الهوائية، ففيرمينو هو خير من يثق فيه لكي يربح تلك النوعية من الالتحامات، حيث نجح في 43 التحاما هوائيا مع ليفربول مقابل 23 فقط لخيسوس.

خيار تيتي يعتمد على الطريقة التي يرغب في انتهاجها مع البرازيل.

إن كان يبحث عن حركية دائما وإيجاد مساحات أكبر للأجنحة وتعديد مصادر الخطورة، ففيرمينو سيكون خيارا مثاليا لتحقيق ذلك.

أما إن كان ينوي الاعتماد على تقديم كرة كلاسيكية بالاعتماد على نصف ملعب متماسك وتناقل الكرة بشكل مستمر وسليم وصولا إلى المهاجم المتمركز داخل منطقة الجزاء لإنهاء الهجمة، فإن خيسوس خيارا مثاليا هنا ويعرفه جيدا ويعتمد عليه منذ عامين.

جرت العادة البرازيلية قبل المونديال أن اللاعبين أصحاب أرقام القمصان من 1 إلى 11 هم الأقرب إلى التشكيلة الأساسية.

خيسوس يرتدي الرقم 9، أما فيرمينو فيرتدي الرقم 20، ويمكن أن تكون تلك دلالة على قناعات تيتي صعبة التغيير.

المدير الفني البرازيلي الذي أحدث ثورة في نتائج السليساو منذ توليه المهمة خلفا لدونجا يبدو مقتنعا ببعض الأمور التي يصعب التعديل عليها بسهولة.

فقد بدا مقتنعا منذ البداية بوجود باولينيو وريناتو أوجوستو في خط وسط الفريق رغم خوضهما لمنافسات الدوري الصيني بعيدا عن كرة القدم الأوروبية، أو حتى المحلية داخل البرازيل، ورغم ذلك فقد نجحت توليفته وبدت صلبة.

يمكن أن نتناقش حول من يسحق أن يبدأ أساسيا مع البرازيل كمهاجم في كأس العالم، ولكننا نعلم أن قرار تيتي محسوم منذ فترة كبيرة.

سجل لاعب ليفربول اليوم بقميص منتخب بلاده على ملعب "أنفيلد" في شباك كرواتيا، فكانت اللحظة مناسبة لسؤاله عن المنافسة بينه وبين خيسوس على المقعد الأساسي.

إجابة فيرمينو كانت دبلوماسية للغاية، حيث قال: "أنا جاهز 100% في أي وقت لمساعدة المنتخب في أي لحظة أشارك بها. قرار اللعب أساسي يبقى قرارا فنيا وأيا كان فأنا احترم ذلك"

بعيدا عن الدبلوماسية، يبقى فيرمينو بالفعل سلاحا هاما للمدير الفني البرازيلي على دكة البدلاء، ويمكن أن يحدث الفارق خلال أي لحظة يشارك بها بحلوله المتعددة التي يقدمها إن ضاقت السبل.

التعليقات