واتفورد.. سنوات من التخبطات وانعدام الرؤية وخافي جارسيا ضحية جديدة محتملة

السبت، 27 يناير 2018 - 17:17

كتب : علي أبو طبل

خافي جارسيا

منذ عودة واتفورد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لا يسلم مدير فني من الإقالة مهما فعل.

حتى البرتغالي ماركو سيلفا، الذي يترك بصمة قوية في كرة القدم الإنجليزية منذ قدومه كمدير فني لهال سيتي في نهايات الموسم الماضي، لم يسلم من الإقالة.

الرجل البرتغالي أصبح مديرا فنيا لواتفورد في بداية الموسم الجاري خلفا للإيطالي والتر ماتزاري، التطلعات كانت كبيرة والبداية كانت جيدة بشكل كافي.

الأمور كانت تسير على ما يرام حتى حلول قرابة الجولة 13 من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز. الفريق حقق 6 انتصارات ولم يتلق أكثر من 4 هزائم، ويتواجد ضمن الأندية الـ8 الأولى في جدول الترتيب.

كل شيء اختلف حين بدأ الحديث في إيفرتون عن خليفة لرونالد كومان، وكان سيلفا هو المرشح الأبرز، بل كان هناك سعيا جديا من إيفرتون لكسر تعاقده مع واتفورد ودفع الشرط الجزائي.

بقى سيلفا مديرا فنيا لواتفورد على كل حال، وأصبح سام ألاردايس هو الرجل الجديد في القيادة الفنية للـ"توفيز"، ولكن لم يعد واتفورد فريقا متماسكا كما كان في بداية الموسم.

فوز وحيد للفريق في الدوري في آخر 10 مباريات، تلقى خلالها الفريق أيضا 7 هزائم واكتفى بتعادلين.

تراجع كبير وغير مبرر، ولكن لم يكن بالكارثي في ظل وجود الفريق في المركز العاشر في جدول الترتيب رغم كل ذلك، وبإمكان الأمور أن تتحسن.

خسارة أخيرة تلقاها واتفورد تحت قيادة سيلفا في الدوري الممتاز أمام ليستر سيتي بثنائية نظيفة مدت من استمرار سلسلة سلبية بالنتائج، لكن حسب كلمات المدير الفني البرتغالي نفسه، فإنه ظن أن وظيفته ليست في خطر وأن بإمكان الأمور أن تتحسن ببذل مزيد من المجهود رفقة لاعبيه.

تم إعلان إقالة سيلفا بشكل مفاجئ في منتصف الأسبوع الماضي، وبدا الأمر وكأنه أكثر من مجرد أزمة فنية، بل قد يكون أزمة أكبر في الكواليس وأن قصة إيفرتون وكأنها ألقت بظلالها.

الأمر لم يكن خفيا. بيان الإقالة الرسمي من النادي حمل المسؤولية بشكل مباشر لـ "المفاوضات الغير مبررة" من نادي منافس في المسابقة، وأنه منذ ذلك الحين حدث تراجع كبير في الأداء والنتائج واهتزاز كبير في التركيز، مما يخل بـ "أهداف النادي بعيدة المدى" حسب بيان النادي.

ليست المرة الأولى..

نادي واتفورد يتحدث للموسم الثالث على التوالي عن الأهداف بعيدة المدى، في ظل تغيير سنوي للقيادة الفنية للفريق.

الصربي سلافيسا يوناكوفيتش، المدير الفني الحالي لفولهام، قاد الفريق للصعود للدوري الممتاز منذ 3 سنوات، ولكن المكافأة في نهاية الموسم ذاته كانت إقالته وتعويضه بالإسباني كيكي سانشيز فلوريس، لأن الإدارة ارتأت أنه أقدر على تحقيق أهداف النادي بعيدة المدى.

المدير الفني الحالي لنادي إسبانيول حقق بداية رائعة مع واتفورد في أول مواسمه في إنجلترا، وتراجعت النتائج في النصف الثاني بشكل طفيف لكن الفريق أنهى الموسم في المركز الـ13 في موسمه الأول بعد الصعود.

الرجل الإسباني قاد الفريق بخلاف ذلك لتأهل تاريخي إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ولكن المكافأة في نهاية الموسم كانت الإقالة من منصبه وعدم الاستمرار.

في الموسم التالي، ارتأت الإدارة أن الإيطالي والتر ماتزاري هو الأنسب لقيادة أهداف النادي.

مدير فني مخضرم قاد إنتر ميلان ومن قبله نابولي في إيطاليا، ويستطيع دفع أحلام الفريق للأمام.. نظريا.

41 مباراة بمختلف البطولات انتصر فقط في 12 منها وتعادل في 7 وخسر في 22، حصيلة جعلت الفريق ينهي في المركز الـ17، وبفارق 6 نقاط فقط عن الهبوط، جعلت مسيرة ماتزاري لا تمتد في إنجلترا لأي موسم إضافي، رغم أنه سبق أن وقع عقد في بداية الموسم يمتد لـ 3 سنوات.

ربما أفضل ما حققه ماتزاري في تجربه الإنجليزية هو الفوز الذي انتزعه على غريمه السابق في الدوري الإيطالي، جوزيه مورينيو، بنتيجة 3-1.

الطموحات كانت كبيرة مع ماركو سيلفا الذي ترك بصمته سريعا في إنجلترا، ولكن الظروف آلت إلى الوضع الحالي، وعجلت من رحيله عن قيادة الفريق.

ضحية جديدة لإنعدام الرؤية الإدارية؟

لم تطل إدارة واتفورد في اتخاذ قرارها بشأن تعديل بديل ماركو سيلفا، وكان الإسباني خافي جارسيا.

الرجل الذي أتم بالكاد عامه الـ47 له مجموعة من التجارب في إسبانيا، أغلبها في فرق الرديف وأندية في الدرجة الثانية، قبل أن تتحسن مسيرته في الأعوام الأخيرة ويقود أوساسونا ومن بعده مالاجا الذين قضى معهم موسمين أنهى فيهما تاسعا ثم ثامنا في جدول الترتيب.

آخر تجاربه كانت في روسيا، حيث قاد فريق روبن كازان للمركز التاسع في الدوري المحلي، ثم أعلن انفصاله عن النادي في اتفاق ودي.

6 أشهر مرت على لاعب الارتكاز السابق في عدة أندية إسبانية أبرزها فياريال وريال سوسيداد بدون عمل، قبل أن يجد عملا في منظومة واتفورد.

يتسلم جارسيا فريق في المركز العاشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وعليه أن يعلم جيدا أنه ليس ببعيد عن منافسة الهبوط، وأن طموحات النادي بعيدة المدى تستهدف ما هو أفضل من الوضعية الحالية في الوقت نفسه!

عليه أن يعلم أيضا أن آخر من استمر في القيادة الفنية لذلك الفريق لقرابة الموسمين هو مالكي ماكاي ما بين عامي 2009 و2011، وأنه لا يوجد مدير فني منذ ذلك الوقت يستمر في قيادة واتفورد لأكثر من موسم، وأن الفترة من ديسمبر 2013 حتى يناير 2018، والتي شهدت 4 مواسم ونصف الموسم، شهدت كذلك 8 تغييرات فنية لواتفورد.

بكل تأكيد هي وظيفة الأحلام للرجل الإسباني مقارنة بتجاربه السابقة، وبلا شك سيكمل الموسم حتى نهايته على الأقل.

ولكن كيف ينهي الموسم؟ وهل يسيطر على زمام الأمور سريعا في ظل إدارة متخبطة ولا تعلم "الأهداف بعيدة المدى" التي تريدها تماما، وتستقطب موسميا ما لا يقل عن 7 لاعبين في قائمتها ويرحل في المقابل ما يقارب نفس العدد دون حفاظ حقيقي على قوام الفريق؟

منذ الآن وحتى نهاية شهر مايو القادم، نستطيع أن نعلم الإجابة وإلى أي مدى يمكن أن يترك الرجل ذو نسبة الفوز التي لا تتخطي 42 بصمته في البريميرليج.

التعليقات