مايك آشلي.. "الكاذب" الذي عرض نيوكاسل للبيع مرتين

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 - 13:40

كتب : إسلام مجدي

مايك آشلي

"ليس لدي أموال لأصرفها في سوق الانتقالات، نرغب في تحقيق الربح". كانت تلك كلمات لمايك آشلي مالك نيوكاسل يونايتد في وقت سابق قبل أن يعرض النادي للبيع.

عرض آشلي نيوكاسل للبيع لم يكن الأول من نوعه ففي سبتمبر عام 2008 أصدر بيانا قال فيه :"سأعرض نيوكاسل للبيع، وآمل أن تحصل الجماهير مع المالك الجديد ما يريدونه خاصة من المال".

بعد ذلك قال متحدث نيجري باسم مجموعة من رجال الأعمال النيجريين أنه يرغب في شراء نيوكاسل يونايتد بمبلغ 400 مليون جنيه إسترليني، لكن بعد ذلك اختفى العرض تماما وظهرت مجموعة من جنوب إفريقيا وقدمت عرض بقيمة 350 مليون جنيه إسترليني لكن آشلي كان يرغب في 450 مليون إسترليني.

وفكر ناصر الخليفي والذي كان يصنف في المركز الـ48 في ذلك الوقت كأغنى رجال العالم لشراء نيوكاسل.

ووقتها ساءت أمور نيوكاسل أكثر بعد تعيين الأيرلندي جو كينيار الذي جعل الفريق يقبع في قاع جدول ترتيب الدوري.

ونشر آشلي بيانا قال فيه :"لم أشتر نيوكاسل لربح الأموال بل لحبي لكرة القدم".

منذ ذلك الحين والكثير من الأخبار تقال عن بيع النادي لكن دون أساس، وفيما بعد وصفته الجماهير بـ"الكاذب". خاصة بعد رفعه لسعر بيع النادي إلى 460 مليون جنيه إسترليني وذلك لأنه صرف حسب تصريحاته مبلغ 250 مليون جنيه إسترليني للاستثمار في النادي.

حكاية آشلي مع نيوكاسل بدأت منذ 10 أعوام وفي شهر يونيو من عام 2007 كان لمايك آشلي النسبة الكبيرة من حصة الأسهم في نادي نيوكاسل يونايتد مع مظاهرات حب وود من أنه الرجل الذي سيحول الفريق إلى تشيلسي جديد وسينافس قوة مانشستر يونايتد المالية كذلك.

تحول الأمر سريعا مع تملك آشلي لنيوكاسل فبعد فترة قليلة للغاية بدأ النادي في الانهيار والدخول في صراعات داخلية، أولا فقد كيفن كيجان صبره مع مايك آشلي ودريك لامبايس المدير الإداري بسبب طريقة الإدارة في الفريق وتعيين دينس وايز بسلطة أعلى من كيجان وبتحكم كامل في سياسة الانتقالات مما أضر بالفريق فقط بعد 233 يوما من توليه المهمة.

وصرح كيجان عن آشلي قائلا :"رحيل كريس هوتون المفاجئ يوضح أن نيوكاسل مرة أخرى بحاجة لبعض الاستقرار، لكنك لن تحصل عليه أبدا ومايك أشلي ودريك لامبايس يديران النادي".

وأضاف "آشلي لم يخفي سرا أنه يرغب في بيع النادي وقال ذلك مرارا لكن بسعر أكبر مما اشتراه، وأفضل يوم سيأتي حينام يقوم شخص ما بشرائه منه ويدير نيوكاسل كما تدار الأندية، النادي لن يصل إلى أي مكان تحت إدرة آشلي ودريك".

آشلي لم يكن على دراية كافية بكرة القدم ولم يدرس المشروع وارتكب العديد من الأخطاء وظن أنه سيتربح من النادي بطريقة سريعة ومن دون دفع أي أموال.

الجماهير بدأت سريعا في الانقلاب ضد آشلي، وبدلا من رؤيته كمنقذ للفريق بدا واضحا أنه شخص لا يعرف ما يفعله.

أضرت ولاية آشلي بالكثير من الضرر في القاعدة الجماهيرية لنيوكاسل يونايتد، ويأتي ذلك من معاناة الجماهير مع رؤية فشل الفريق المتكرر والهبوط مرتين إلى الدرجة الثانية في فترة أقل من 9 أعوام مما جعلهم يعزفون عن متابعة الفريق وبالطبع سيقلل ذلك من معدل دخل الفريق ماديا.

وتبع عزوف الجماهير عن مباريات نيوكاسل بقرار إداري سيء بإقالة كيجان وهوتون ثم بيع أندي كارول وجوي بارتون مما جعل الجماهير ترفع لافتة كتب عليها :"لن نعود إلى المدرجات طالما آشلي رئيسا للنادي". ولافتة أخرى هي الأشهر :"آشلي هو مشكلتنا الأكبر".

المتحكم الأول والأخير في صفقات نيوكاسل كان آشلي حتى أنه حينما أقال كيفن كيجان أصدر بيانا قال فيه :"في الحقيقة كيجان اتفق على عقد لكي يدير النادي فيما يخص الفريق وليس لكي يتواصل مع الإعلام حول من نرغب في ضمهم أو بيعهم من اللاعبين".

بعد ذلك وصف آشلي بـ"الديكتاتور" حتى أن بعض الصحف المحلية شبهته بنيكولاي تشاوشيسكو الديكتاتور الروماني.

تحدث آلان شيرار عن مشكلة نيوكاسل في عدم الإنفاق وسياسة آشلي المتبعة قائلا :"النادي قد تلقى بدلا من اللكمة أكثر من واحدة وبدا الأمر واضحا أنه بحاجة للإنفاق".

وتابع "نيوكاسل دخل في دوامة طيلة فترة ولايته وعانى طوال الوقت من عدم الثقة في قدراته".

وقال عنه أنطوني ستافورد الكاتب الإنجليزي في وقت سابق :"مايك آشلي ديكتاتور ولا يسمع سوى صوت نفسه، وحتى إن اجتمع الـ50 ألف مشجع وهتفوا ضده فلن يسمعهم".

تولى قيادة نيوكاسل في عهده 12 مدربا وأكثرهم استمرارية في منصبه كان آلان باردو المدرب البريطاني.

وصرح باردو عن آشلي قائلا :"لطالما أخبرته أنه كان مخطئا وأن العملية التي يدير بها نيوكاسل خاطئة للغاية، أوضحت الأمر خلف الأبواب المغلقة".

ويعد باردو هو المدرب الوحيد الذي نجح في ضم عدد من اللاعبين إلى نيوكاسل وأجبر آشلي على صرف بعض الأموال في فترته مثل يوهان كاباي ولويك ريمي وموسى سيسوكو وغيرهم.

وتحدث باردو مجددا قائلا :"رؤية المدرب مختلفة تماما عن رؤية الإدارة، لأنه ينظر إلى الفريق وما يحتاجه وما يجب أن يأتي أولا".

وأتبع "أعتقد أن مايك قد تعلم بعض الدروس وكذلك المدير الرياضي، وأظنه أصبح يعلم كيف هي لعبة كرة القدم".

لكن ذلك لم يحدث مطلقا عين جون كارفر لوقت قليل حتى نهاية الموسم ثم أتى ستيف ماكلارين لوقت أقل، وجاءت لحظة رافا بينيتث.

عبر رافا طيلة الوقت عن إحباطه من طريقة سير الأمور في نيوكاسل وقلة الصفقات خاصة بعد عودة النادي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وعانى الفريق كثيرا ودخل في حرب وساندته الجماهير.

وتحدث آشلي عن طريقة إدارة بينيتث "السيئة" للمباريات حسب وصفه، ليرد بينيتث أنه غير مهتم بما قاله ولن يغير طريقته أو عقلية لاعبيه من أجله.

في أول جولتين من الدوري الإنجليزي خسر نيوكاسل، وبعد ذلك بدأت الانتصارات 3 مباريات على التوالي، ثم خسارة وحيدة وتعادلين، نتيجة طبيعية لنادي صرف 42 مليون يورو لضم 5 لاعبين فقط في حين أن بينيتث طلب أكثر لكي يتمكن من فعل شيء في الدوري ويعيد للفريق صورته التي كان عليها في الماضي.

والآن ظهر مرة أخرى خبر عرض نيوكاسل للبيع، فهل يصدق آشلي هذه المرة أم أنها محاولة جديدة منه للحصول على مبلغ خيالي؟

التعليقات