انطلاقات تاريخية وأخرى مخيبة.. وشخصية البطل بأبرز ملامح الجولة الثانية في إنجلترا

الأربعاء، 23 أغسطس 2017 - 18:59

كتب : علي أبو طبل

تشيلسي - توتنام - ألونسو

جولة جديدة انقضت من منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، وبدأت بعض ملامح المنافسة في أن تتشكل.

المزيد من الأهداف والأرقام الشخصية، وبعض المفاجآت التي لا يخل منها جو الإثارة في البطولة.

بعض الأندية الكبرى لا زالت تعاني من بعض المشاكل، وأخرى تحقق إنطلاقات تاريخية.

ماذا حدث في الجولة الثانية؟ سنستعرض أبرز ما شهدته الجولة في هذا التقرير.

- مشاكل دفاعية مستمرة

يمكن اعتبار فريقي أرسنال وليفربول بمثابة نموذج موحد يمكن شرح نفس المشكلة عليه رغم اختلاف نتائجهما.

أرسنال تلقى هزيمته الأولى على يد ستوك سيتي، وليفربول عانى قبل أن يقتنص ساديو ماني فوزا صعبا في "أنفيلد" على حساب كريستال بالاس.

ولكن كلاهما يعاني من مشاكل دفاعية مستمرة منذ الجولة الأولى، بجانب ضعف الفاعلية الهجومية.

بطء في التغطية ومراقبة لاعب الخصم القادم من العمق، أمر كاد يكلف ليفربول نقاط المباراة كاملة بعدما سنحت فرصة وحيدة لكريستيان بنتيكي لكنه أهدرها فوق عارضة مينوليه.

أما ستوك سيتي، فاستغل فرصته الوحيدة والأبرز التي سنحت له للتسجيل عن طريق الوافد الجديد خيسي رودريجيز. ولم يتمكن أرسنال من العودة ليحقق ستوك انتصارا هاما يصلح به الأوضاع سريعا.

أرسنال يعاني دفاعيا، ولكن قد يكون حل مشكلته متاحا بعودة الأسماء الدفاعية الأساسية عوضا عن إشراك لاعبي مركز الظهير الأيسر في مراكز ثلاثي قلب الدفاع.

أما ليفربول، فلا يمكنه قضاء الموسم الحالي ما بين الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا بخط دفاع مكون من لوفرين وماتيب وكلافان فقط.

ليفربول فلت بنقاط المباراة في هذه الجولة، ولكن الأمر لن يكون بنفس السهولة عندما يلتقي الفريقان سويا في الجولة القادمة.

- انطلاقات تاريخية

يشارك هادرسفيلد تاون للمرة الأولى في تاريخه هذا الموسم في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.

رغم ذلك، فالفريق امتلك الجرأة الكافية لتحقيق إنطلاقة قوية تثبت أقدامه، وبقائمه من اللاعبين المغمورين.

رجال المدير الفني ديفيد فاغنر حققوا العلامة الكاملة في جولتين بانتصارين متتاليين على كريستال بالاس ونيوكاسل يونايتد.

بطل المشهد هذا الأسبوع كان الأسترالي آرون موي، والذي أحرز هدف المباراة الوحيد في شباك نيوكاسل.

الأمر يبدو رائعا أيضا عندما يخرج الفريق خلال الجولتين بشباك نظيفة.

ويست بروميتش ألبيون كذلك يحقق انطلاقة تاريخية بتحقيق 6 نقاط كاملة في أول جولتين، للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالدوري الإنجليزي الممتاز.

وبشباك نظيفة أيضا، يتألق خط دفاع كتيبة توني بوليس، وفي المقدمة المدافع الدولي المصري أحمد حجازي الحاصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة خلال الجولتين.

لا نعلم لأي مدى يمكن أن يظل هذان الفريقان متماسكين ومحققين لنتائج إيجابية. ولكن إنطلاقتهما استحقت الذكر والإشادة.

- شخصية البطل

قمة الجولة جمعت فريقي توتنهام هوتسبير وتشيلسي على ملعب "ويمبلي" في ديربي لندني مثير.

تشيلسي حامل اللقب تمكن من التفوق على وصيفه في الموسم الماضي في مشهد كان بطله الإسباني ماركوس ألونسو، ليتعدل مسار سفينة البلوز نحو ما هو أفضل قليلا.

المباراة أظهرت بدرجة كبيرة الفارق بين فريق يمتلك شخصية البطل رغم صعوبة ظروفه، وفريق آخر يفتقدها بشدة رغم امتلاكه لكثير من عوامل الأفضلية.

لم يستحوذ كونتي ولم يضيع فريقه الكثير من الفرص، ولكنه ببساطة أراد الفوز وحققه. فهذا هو المطلوب.

أما كتيبة بوتشتينو ورغم استحواذها على الكرة أغلب فترات المباراة، لكنها لم تمتلك الفاعلية الكافية للتغلب على دفاعات البلوز وحارس مرماهم كورتوا.

يرى البعض أنها نتيجة غير عادلة وأن توتنهام استحق نتيجة أفضل. ولكن كذلك يمكن اعتبار ما حدث بمثابة عقوبة لقلة طموح توتنهام. فمن يريد أن يصبح بطلا عليه أن يفوز حتى لو لم يكن في أفضل أيامه.

- إنطلاقة قوية لا تعني شيئا

"في الموسم الماضي ربحنا في أول 3 مباريات وفي نهاية الموسم حصلنا على المركز السادس. لذا فالفوز في أول مبارتين لا يعني أي شئ".

بكلمات واضحة، يبدو أن جوزيه مورينيو قد استوعب درس الموسم الماضي، وبالطبع فإنه يرغب في نهاية أفضل مما حدث خلال ذلك الموسم.

رغم ذلك، وجبت الإشارة إلى أن إنطلاقة مانشستر يونايتد تبدو أقوى هذا الموسم عن نظيرتها في الموسم الماضي. الانتصار برباعية في مبارتين متتاليتين ليس بالأمر الهين.

ولكن على الفريق أن يحذر من التفريط في بعض النقاط السهلة سواء بالتعادل أو بهزائم مفاجئة.

دفاع الفريق لم يتم اختباره بقوة حتى الآن. سبب أول قد يتم تفسيره بأن المنافسين لم يكونوا على هذا القدر من الخطورة. والسبب الثاني هو أن يونايتد سيطر على زمام أمور المبارتين بالفعل.

هل يستمر يونايتد في إنطلاقته القوية ويحقق علامة كاملة قبل التوقف الدولي؟

المنافس القادم سيكون ليستر سيتي الذي يحقق انطلاقة جيدة هذا الموسم، ويمكن اعتباره اختبارا جيدا وأقوى مما سبق لكتيبة مورينيو.

- روني إلى رقم 200

لا زالت فكرة الوصول لرقم 260، وهو عدد الأهداف التي أحرزها آلان شيرار في تاريخ مشاركاته بالبريمرليج، أمرا صعبا.

ولكن واين روني أصبح ثاني لاعب تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز يصل لحاجز الرقم 200.

شباك مانشستر سيتي شهدت ذلك الحدث الهام، لتصبح شاهدة على هدفه رقم 50 و150 و200 على التوالي.

الأمر المختلف هو أن هذا الهدف جاء بقميص إيفرتون، بعدما اعتاد أن يهز شباك السيتي بقميص مانشستر يونايتد خلال الـ14 عاما الماضية.

هل يعادل روني رقم شيرار؟ الأمر يحتاج إلى تسجيل 20 هدفا على الأقل في كل موسم من المواسم التالية.

- انطلاقات مخيبة

لطالما كان بورنموث فريقا يشكل حالة خاصة استحقت الإعجاب خلال الموسمين الماضيين تحت قيادة المدير الفني إيدي هوي.

لكن خلال جولتين من هذا الموسم، الفريق يتعرض لهزيمتين متتاليتين.

كذلك نيوكاسل يونايتد عاد إلى الدرجة الممتازة من جديد هذا الموسم تحت قيادة رافا بينيتيز، ولكنه لم يقنع في أول جولتين أيضا ونال هزيمتين تزيدان من تخبط الفريق.

الأمر لا يختلف لدى ويست هام يونايتد. كتيبة سلافين بيليتش عقدت عددا من الصفقات المميزة لتقوية صفوف الفريق، وفي المقدمة ماركو أرناوتوفيتش وتشيتشاريتو.

ولكن النتيجة كانت أيضا التعرض لهزيمتين متتاليتين في أول جولتين من عمر المنافسات.

هل تستطيع هذه الأندية التعديل من مسارها سريعا، ولا سيما وأنها الأندية الوحيدة بجانب برايتون الصاعد حديثا التي لم تحقق أي نقطة حتى الآن خلال جولتين؟

التعليقات