حكايات #في_الدوري - الأسطورة بركات يطفيء الشمعة 40

الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 - 17:56

كتب : مصطفى عصام

يوم السابع من سبتمبر لعام 1976، يوم غير تقليدي في تاريخ الكرة المصرية فهو يوافق ذكري ميلاد أسطورة من أساطير الكرة المصرية ساهمت في صنع العديد من حكايات #في_الدوري. أهلاً بكم في الحلقة الثامنة.

محمد بركات.. ملك الحركات!

يكتشفه اللواء محمود رستم و يُعجب به، فيضمه لفريق 13 سنة بنادي السكة الحديد بالرغم أن عمره عشر سنوات فقط وأصبح هدافاً لدوري القطاعات و دوري منطقة القاهرة.

لعب للفريق الأول بالسكة الحديد و هو بعمر 15 عاما فقط وشارك أمام الأوليمبي في الدوري الممتاز، وكما يقول دائماً بأنه "لحق شوقي غريب وهو بيلعب".

تحدث عنه صديقه محمد نعيم في مقال لجريدة العربي قائلاً: "بركات كان بيلعب في السكة الحديد وصيته سابقه من وهو 14 سنة، من وهو 14 سنة كان معروف وسط كل بتوع الكورة أن فيه حاجة قادمة اسمها محمد بركات، الكلام كان على سرعة مخيفة ومهارة غير معتادة بستايل غير معتاد، كان بيكسب الأهلي على ملعب مختار التتش فى الناشئين ودي حاجه اللي فاهمين كورة عارفين كويس أنها كانت وقتها حاجه مستحيلة أو تقريبا حرام شرعا".

وكما قال أيضاً عن مهارته غير المعتادة: " كل المشاهد الشديدة اللي عملها بركات فى ملاعب الكورة واستادتها متساويش عندى مشهد واحد حصل فى حوش مدرستنا اللى كان مايل جداً لدرجة أننا ممكن نتزحلق وإحنا ماشيين نقع على زلط وطوب جيرى صغير مؤذى.. مشهد فيه محمد بركات وهاني محسن ومحمد فتحي بيرقصوا مدرسة أمير الشعراء الثانوية بنين كلها، لقطة فيهم كانت عامله زى أفلام المحاربين الأسطورية بتاعة الصينيين اللى البطل فيها بيقتل عشرات بسيفه، محمد بركات بجسمه القليل واخد الكورة وبيخترق حوالي حاجة وعشرين عيل يمين وشمال وبيقلب فيهم ويكمل جرى بالكورة ووراه تقريبا فصل بحاله بيجرى وراه، وبالمناسبة بركات فيه حاجه غريبة جدا لأن هو عنده مهارات مبيطلعهاش إلا نادرا، بركات يقدر يقضيها كعوب وكبارى للصبح، بس هو تربية نوادى ومؤمن بالإنجاز والتخليص والفاعلية".

محمد بركات نجم نادي السكة الحديد وصل سعره عام 1995 أثناء التفاوض لـ150 ألف جنيه مصري، وهو ما ينبئ بأن هذا النجم سيسطع نجمه وقد يتخطى رضا عبد العال صاحب أغلي صفقة في الكرة المصرية آنذاك إذ انتقل من الزمالك للأهلي مقابل 625 ألف جنيه مصري.

كان محسن صالح من أشد المعجبين والمتيمين بمحمد بركات ولما لا وقد اختاره وهو في الـ17 ربيعا لدخول معسكر المنتخب المصري استعدادا لأمم إفريقيا بتونس، إلا أن نزلات البرد أبعدته عن المعسكر وكذلك اختاره في المباراة الودية بين منتخب مصر ومنتخب الصعيد في افتتاح كأس الرئيس، ولكنه أصيب بتمزق قبل المباراة بيوم.

ربما كان البعض يتذكر له لقطته الشهيرة مع الإسماعيلي أمام ماثاري الكيني في كأس الاتحاد الإفريقي عام 2000 وهو يركض علي مهاجم ماثاري المنفرد من نصف الملعب ويلحق به علي حدود منطقة جزاء الإسماعيلي ويشتت منه الكرة علي الرغم من تقدم الإسماعيلي بأربعة أهداف وهو مشهد ينم عن احترافية عالية من بركات.

يُصاب بركات إصابة خطيرة في كاحل القدم تطلبت مسامير عدة في قدمه ولكن مازالت روحه لم تخفو وعزيمته وإصراره في ممارسة كرة القدم متقدة فيذهب إلي كبري مدارس إشعال نيران المواهب في الكرة المصرية يذهب إلي الإسماعيلي في موسم 1997/1998 لم يظهر كثيراً في ذلك الموسم بسبب أيضاً التأثر بالإصابة.

ولكن في موسم 1998/1999 بدأ في الظهور وفي الانسجام في كرة الإسماعيلي الجميلة مع البرازيلي جورفان فييرا مدرب الزمالك السابق، وقدم مباراة عمره أمام الأهلي في الإسماعيلية علي الرغم من خسارتهم بهدفين إلا أنه كان شعلة النشاط ومصدر الخطر العظيم علي مرمي عصام الحضري وذلك قبل أن يعود جيل الإسماعيلي مع القدير محسن صالح.

النتائج ساءت في الدور الأول موسم 1999/2000 إقالة جورفان فييرا ومحسن صالح يعود للإسماعيلي.. بركات يعود مجدداً ويقدم مباريات عمره خلال الدور الثاني من هذا الموسم فقد سجل 6 أهداف وصنع 8 أهداف لفريقه علي الرغم من لعب كجناح أيمن و في ليلة غاضبة في الإسماعيلية أحرز هدفاً ماكراً في مرمي الحضري و فاز الإسماعيلي لأول مرة منذ موسم 1993/1994 علي الأهلي في الإسماعيلية و أكمل بدوره المأساة علي الأهلي في الإسماعيلية. وهزموه في الكأس بفضل بركات و أوتاكا ثم سحق المقاولون بالأربعة في النهائي.

مر موسم 2000/2001 مثل الذي مضى تألق ملحوظ لبركات ويكون ثنائيا خطيرا مع حمام إبراهيم في اليمين أوسيد معوض ناحية اليسار ولكن كل الفارق أن جيل بركات في الإسماعيلية أصبح ولأول مرة منذ سنوات هو المورد الأساسي للمنتخب القومي دون غيره ليكون بركات هو رأس السهم الذي عاد بالإسماعيلية للأمجاد مجددا.

ما زاد من عظمة وتاريخ محمد بركات أنه كان السبب الرئيسي في خروج الدوري مجددا عن حصار الأهلي والزمالك الذي استمر لعقد من الزمان تقريبا وقاد فريقا عظيما للفوز بالدوري موسم 2001/2002 وقدم بركات مباريات العمر فلم ينس أحد هدفه الماراثوني في مرمي الزمالك وسط حصار من وائل القباني وإبراهيم حسن أو إنفراده بالحضري ولعب الكرة ماكرة في أجمل صدامات الدوري والتي عرفت بمباراة القرن.

إلي جانب أدواره المؤثرة في تحويل المباراة من التعادل أمام جولدي إلي الفوز في أخر أنفاس الأسابيع الأخيرة من المسابقة وتلك المباريات كان الاحتفاظ فيها بالثلاث نقاط ضمانا لانتزاع الدرع الغالي.

هدف بركات في الزمالك

مباراة الأهلي والإسماعيلي 4/4

قرر العثمانيون بعد الموسم بيع بركات للخليج صال وجال مع الأهلي السعودي وحقق معهم البطولة العربية ولكن تم بيعه للعربي القطري لم يفعل شيئاً يذكر سوي صناعة هدف لباتيستوتا تفاوض معه الأهلي بعد موسم كارثي لبركات وللأهلي معاً وقتها عمره قد شارف علي الـ28 عاما وانضم بركات للأهلي في صفقة توقع الكثير فشلها.

هدف باتيستوتا من صناعة بركات

ولكن كعادة بركات يخرس ألسنة المنتقدين والمشككين في موسم 2004/2005 يحرز ثلاث أهداف في الإسماعيلية فلا يحتفل امتنانا لجمهور الدراويش الذي صنعه، أصبح نجم الشباك الأول في موسم 2004/2005 مع أبو تريكة ليكونا معا حكاية من أجمل حكايات الدوري تضاف لحكاية بيبو و المجري وحسام و حازم.

استمر تألق بركات في موسم 2005/2006 مع الأهلي في الدوري إلى جانب انتزاع اللقب الأفريقي الغائب منذ ديسمبر 2001 يذهب الأهلي إلى اليابان ولا يقدم الأداء المقنع، بركات ورفاقه لاعبين محليين فينتقم بركات أشد انتقام في الدوري ويحسمه مبكراً للأهلي كالعادة.

تمر الأيام وأهداف بركات في الدوري الحاسمة والملحمية لا تزال عالقة في الأذهان بركات يفك الاشتباك أمام إنبي موسم 2006/2007 بركات يحسم الدرع مع رفاقه في المحلة موسم 2007/2008 وبركات يرفع الحرج عن الأهلي في أول مباراة بعد رحيل عصام الحضري بعرضية متقنة في الدقيقة 93 لرأس فلافيو الذهبية بركات يعود أمام المحلة موسم 2008/2009 في القاهرة ويحرز الفوز في الدقيقة 94 ويرفع الحرج عن الأهلي قبل السفر إلي اليابان، بركات ينقذ الأهلي من الخسارة أمام غريمه التقليدي " الزمالك " في دوري 2009/2010 بعد اختراق رائع في الدقيقة 92 من جبهته المفضلة "أحمد غانم سلطان".

بركات يحتفل بالدوري بالصدارة في الدوري أمام الإسماعيلي موسم 2010/2011 بالعلامة رقم 8 المفضلة للرقم الذي أعطي له صاحبه الكثير والكثير.. بركات يعود مجدداً للتألق موسم 2011/2012 قبل حدوث مذبحة بورسعيد.

يعود الدوري إلي بنظام المجموعات من جديد في موسم 2012/2013، بركات يحتفل بطريقته في أخر مباراة محلية له مع إنبي بأجمل أداء له طيلة مشواره مع الأهلي بهدفين ولا أروع في شباك عبد المنصف ثم أخيرا بركات يعلق الحذاء وينتهي مشوار جميل في الدوري بعمر الـ37 عاما.

التعليقات