عالمي في مصر (3) - أنطوان بل.. حارس القرن الذي صنع مجد المقاولون العرب

الخميس، 10 ديسمبر 2015 - 12:23

كتب : عادل كُريّم

هم مجموعة من أبرز نجوم كرة القدم في العالم لكنهم مختلفون لأنهم مروا من هنا.. عبر بوابة الدوري المصري الممتاز.

هل تعرف أن هداف القرن الـ20 فرينتس بوشكاش عمل مدرباً للمصري البورسعيدي؟ هل تعلم أن مدرب الأهلي الشهير ناندور هيديكوتي كان هدافاً للمنتخب المجري ووصيفاً لكأس العالم؟ هل تعلم أن الدوري المصري شهد وجود ثلاثة لاعبين سبق لهم التتويج بالكرة الذهبية الأفريقية؟

في السلسلة التالية يسلط FilGoal.com الضوء على عدد من نجوم كرة القدم في العالم الذين شاركوا في "الايجبشيان بريميير ليج".. سواء كلاعبين أو كمدربين.

---

هناك مقولة في كرة القدم يؤمن بها البعض، إن حارس المرمى نصف الفريق. لكن في حالة أنطوان بل ولثلاثة مواسم قضاها في مصر وتحديداً في نادي المقاولون العرب، كان الحارس أكبر من نصف الفريق بكثير.

جوزيف أنطوان بل.. ولد بمدينة موانديه الكاميرونية يوم 8 أكتوبر 1954. في سن الـ16 بدأ مشواره الاحترافي مع كرة القدم مع فريق إكلير دوالا، ثم انتقل إلى أوريكس دوالا، ومنه إلى الكبير يونيون دوالا في عام 1975.

مع يونيون دوالا حقق أنطوان بل لقبين للدوري الكاميروني ولقباً للكأس، بالإضافة للقب بطولة إفريقيا للأندية الأبطال (المسمى القديم لدوري أبطال إفريقيا) عام 1979. وفي عام 1981 انتقل إلى فريق أفريكا سبور الإيفواري وحقق معه لقب الكأس في العام ذاته.

في صيف 1982 كان أنطوان بل ضمن قائمة منتخب الكاميرون المشاركة في بطولة كأس العالم بإسبانيا، إلا أنه لم يشارك في أي مباراة وجلس بديلاً للحارس توماس نكونو في المباريات الثلاث.

ومع نهاية المونديال كان يبدأ خطوة جديدة في مشواره، في القاهرة.

نادي المقاولون العرب تعاقد مع الحارس الكاميروني في إطار بنائه لفريق جديد قادر على المنافسة محلياً وقارياً، إلا أن تأخر الحارس في المونديال كلف المقاولون العرب عدم قيده في قائمته الإفريقية التي كانت تشارك في بطولة إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس في العام ذاته، بل وحققت اللقب الأول في تاريخ نادي المقاولون على الإطلاق.

وكان موسم 1982-1983 الإثبات الأكبر لقاعدة أن الحارس هو نصف الفريق، وربما أكثر من ذلك.

تألق أنطوان بل بشكل خيالي مع الفريق الذي كان يخوض موسمه الخامس فقط في الدرجة الممتازة. لم تستقبل شباكه سوى سبعة أهداف فقط طوال الموسم.

حقق المقاولون العرب 14 انتصاراً و6 تعادلات ولم يتلق سوى هزيمة وحيدة في الدوري (لعب الفريق 21 مباراة فقط بعد انسحاب نادي غزل دمياط من المسابقة وإلغاء كل نتائجه في الدور الثاني) ليجمع 34 نقطة، حصد بها لقب الدوري للمرة الأولى (والوحيدة) في تاريخه بفارق نقطة عن الزمالك ونقطتين عن الأهلي.

وأمام الأخير كانت ذروة تألق أنطوان بل. الحارس الكاميروني تألق بشدة في مباراتي المقاولون العرب مع الأهلي واللتين انتهتا بفوزه 2-0 و2-1 على التوالي ليقترب أكثر من اللقب، وكما قال علاء ميهوب لاعب الأهلي وقتها "كنا نلاعب أنطوان بل وحده".

وواصل أنطوان بل تألقه في المباراة الحاسمة أمام الزمالك في المراحل الأخيرة من الموسم والتي انتهت بالتعادل السلبي ليحرم الفريق الأبيض من التفوق على المقاولون.

حقق المقاولون العرب لقب الدوري، ثم واصل مشوار الدفاع عن لقبه في بطولة إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 1983 ليحتفظ باللقب للعام الثاني على التوالي، وكان أنطوان بل مع رفاقه ناصر محمد علي وسعيد الشيشيني وحمدي نوح وعلاء نبيل والغاني عبد الرزاق كريم نجوماً فوق العادة في القارة السمراء.

وبعد تألقه مع ذئاب الجبل سافر أنطوان بل مع المنتخب الكاميروني إلى كأس الأمم الأفريقية 1984 في كوت ديفوار.

ورغم غيابه عن مواجهة مصر الأولى في البطولة ثم مباراة توجو الثانية، إلا أنه استغل أخطاء الحارس الأساسي توماس نكونو ليحل محله في بقية مباريات الأسود في البطولة، وتألق في نصف النهائي ليتصدى لركلة ترجيح من لاعب الجزائر محمود قندوز قبل أن يسجل بنفسة الركلة الحاسمة.

وواصل تألقه في المباراة النهائية أمام نيجيريا ليقود الكاميرون للقبها الإفريقي الأول في تاريخ كأس الأمم.

المقاولون العرب حل خامساً في الدوري موسم 1983-1984 بعدما تراجعت نتائجه في الأسابيع الأخيرة للمسابقة والتي غاب عنها أنطوان بل لمشاركته مع المنتخب الكاميروني في أولمبياد لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي خرجت فيها الأسود من الدور الأول.

ومع عودته واصل أنطوان بل التألق ليقود المقاولون العرب لنصف نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس للعام الثالث على التوالي، قبل أن تتوقف الرحلة أمام الأهلي المتوج باللقب لاحقاً، وبالتعادل بهدف لكل فريق في مباراة الإياب بعد التعادل سلبياً ذهاباً.

وكان هدف محمود الخطيب التاريخي في مرمى أنطوان بل بمثابة نهاية رحلة الذئاب الإفريقية الثالثة.

ثاني أفضل لاعب

أنطوان بل أختير كثاني أفضل لاعب في إفريقيا لعام 1984 بعد مواطنه وقائد المنتخب الكاميروني ثيوفيل أبيجا ومتساوياً مع قلب دفاع مصر والزمالك إبراهيم يوسف في استفتاء مجلة فرانس فوتبول الفرنسية.

وفي عام 1985 أنهى أنطوان بل مشواره مع المقاولون العرب لينتقل إلى أولمبيك مارسيليا الفرنسي، وبالرغم من عمره الذي بلغ 31 عاماً وقتها وهو ما يعد سناً متأخراً للإحتراف في أوروبا بالنسبة للاعبين الأفارقة، إلا أنه فرض نفسه حارساً أساسياً لفريق الجنوب الفرنسي على مدى ثلاث سنوات ارتدى فيها قميص مارسيليا في 109 مباراة.

وقاد أنطوان بل المنتخب الكاميروني للقبه الثاني في كأس الأمم الأفريقية عام 1988 بالمغرب ولم يسكن شباكه طوال البطولة سوى هدف وحيد.

انتقل أنطوان بل عام 1988 إلى فريق تولون لموسم واحد، قبل أن ينتقل إلى بوردو الذي مثله في 75 مباراة على مدى موسمين، ليرتدي بعدها قميص سانت إتيان عام 1991 ولثلاثة مواسم لعب خلالها 99 مباراة بقميص الفريق. وفي عام 1993 وهو في سن التاسعة والثلاثين احتل أنطوان بل المركز الثاني في استفتاء فرانس فوتبول لأفضل لاعب في إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه خلف الليبيري جورج ويا.

تألق أنطوان بل في هذا الموسم أعاده من جديد لصفوف المنتخب الكاميروني ليشارك في مونديال 1994 بالولايات المتحدة وهو في الأربعين من عمره. وشارك بل في مباراتي الكاميرون أمام السويد والبرازيل قبل أن يترك مكانه لجاك سونجو في مباراة الفريق الأخيرة والتي خسرها بسداسية أمام روسيا.

وعقب خروج الكاميرون من المونديال أشعلت بعض الجماهير الغاضبة النار في منزل أنطوان بل في دوالا، ليقرر اللاعب بعدها إعتزال كرة القدم نهائياً بعدما ارتدى قميص منتخب الأسود التي لا تقهر في خمسين مباراة دولية.

وعقب اعتزاله لم يعمل جوزيف أنطوان بل في مجال التدريب ولا الإدارة، مفضلاً الابتعاد تماماً عن كرة القدم، فيما عدا عمله محللاً فنياً مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في مونديال 2010 الذي أقيم بجنوب أفريقيا. وقبلها في عام 2009 شارك أنطوان بل في حملة الأمم المتحدة للقضاء على الملاريا، مؤكدأ أنه شخصياً عانى من هذا المرض أثناء حياته كلاعب.

وفي نهاية القرن الماضي، اختار الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء جوزيف أنطوان بل للقب "حارس القرن" في إفريقيا متفوقاً على مواطنه توماس نكونو والمغربي بادو الزاكي.

التعليقات