كتب : نادر عيد | الإثنين، 22 يونيو 2015 - 21:50

صراع الأهلي والزمالك.. والقرصان الإفريقي

"المركب اللي ليها ريسين تغرق". فما بالك لو هناك قرصانا ينتظر هذه المركب للانقضاض عليها.

المركب هي الكرة المصرية، "الريسين" هما الأهلي والزمالك. والقرصان هو المنتخب الإفريقي العتيد الذي يحرم كل مرة الفراعنة من كأس العالم.

لكن ما علاقة الأهلي والزمالك بعدم تأهل مصر لكأس العالم؟

لماذا يفشل المنتخب في تصفيات المونديال وينجح في كأس إفريقيا؟ (كان زمان طبعا، دلوقتي مفيش مشاركة في كأس إفريقيا أساسا).

القصة الطويلة لفشل منتخب مصر في بلوغ كأس العالم وفوزه بكأس إفريقيا تعود لطبيعة اللاعب المصري الذي يفتقد للاحترافية ويحتاج للكثير من الوقت من أجل التركيز وهو ما يتحصل عليه في الاستعداد لكأس إفريقيا.

أما بتصفيات المونديال، فلا يصل إلى نفس المستوى بعكس جميع الفرق الإفريقية القوية التي تقدس كأس العالم وتخطط من أجله ولا تعطي كأس إفريقيا نفس الاهتمام.

إذا ما السبب في ضعف مستوى اللاعب المصري، وما علاقة الأهلي والزمالك بذلك؟

مصر مليئة بالمواهب. منجم ذهب من اللاعبين إن جاز التعبير.

لكن هذا المنجم يخضع دائما لسطوة الكبيرين الأهلي والزمالك اللذان يأبيا إلا أن يتدهور حال كرة القدم المصرية بالقضاء على هذه المواهب.

الموسم أوشك على الانتهاء. الزمالك على قمة الدوري والأهلي يأمل في حدوث معجزة حتى يحافظ على الدرع.

لكن هناك منافسة أشد وأقوى خارج الميدان. منافسة أشبه بالحرب. حرب الصفقات وخطف المواهب واللاعبين المتميزين.

الأهلي يريد صالح جمعة، الزمالك يدخل في الصفقة. الزمالك يتحدث مع الإسماعيلي من أجل السولية، والأهلي يتحدث مع وكيل اللاعب. (مثلا يعني بعيدا عما يحدث في الواقع).

لماذا يتصارع الأهلي والزمالك دائما على نفس اللاعب؟ ألا يوجد العديد من اللاعبين الممتازين في كامل أرجاء أرض الكنانة؟

هل يتبع الناديان سياسة حرمان الأخر من الموهبة؟ أم أنهما بالصدفة يريدان نفس اللاعب دائما؟ هما في أمس الحاجة إليه حتى يكتمل بناء فريق الأحلام؟

هل أصبحت سياسة كل منهما إضعاف الأخر بغض النظر عن حاجة الفريق للاعب أم لا؟

وينعكس هذا بالسلب على منتخب مصر بفقدانه لاعبا موهوبا لمجرد أن الأهلي أراد حرمان الزمالك منه أو العكس؟

الأهلي تعاقد مع أنطوي ويريد إيفونا، ولديه عماد متعب وأحمد عبد الظاهر وعمرو جمال.

هل يحتاج لكل هؤلاء المهاجمين؟ هل سيلعب بثنائي هجومي بناء على خطة 4-4-2 اللتي عافى عليها الزمان؟

هل سيصبح الخبير متعب والغزال عمرو جمال أسيران لدكة البدلاء إذا جاء الجابوني ليجاور الغاني؟ ويفقد المصريان فرصة اللعب بقميص المنتخب؟

الزمالك يريد وائل فراج، يفاوض الجباس، تعاقد مع أحمد حسن مكي (كما يصرح رئيسه)، لديه خالد قمر وباسم مرسي، تمنى قدوم أنطوي، ويريد انتداب إيفونا.

أي من هؤلاء سيتقبل الجلوس احتياطيا لو ارتدى القميص الأبيض بعد أن كان نجما بفريقه السابق؟ وتذهب موهبة أخرى أدراج الرياح؟

الكبيران يجمعان كل المواهب، يضعان الكثير منها في الثلاجة، يهدران الكثير من الأموال، يضعفان المنافسة لأن كل اللاعبين المتميزين اجتمعوا بفريقين إثنين فقط، وتصبح الخيارات المتاحة للمنتخب أقل وأقل.

صراع الأهلي والزمالك على خطف اللاعبين بغرض حرمان الأخر من الموهبة، تعنتهما في إعطاء الفرصة للاعبين من أجل الاحتراف بالخارج، هما سببان رئيسيان لضعف مستوى اللاعب المصري وبالتالي ضعف مستوى المنتخب.

التاريخ شاهد على كثير من المواهب التي قتلاها الأهلي والزمالك بالتعاقد معها لمجرد منع المنافس من الحصول عليها. مواهب تركت على الدكة، أو لم توظف بالشكل الصحيح حتى تبخرت وأصبحت جزء من الماضي.

انظر للاعب مثل إسلام رشدي، لم يأخذ الفرصة إلا عندما أصيب أحد الأساسيين. موهبة رائعة، ضيع الأهلي على نفسه وعلى المنتخب الاستفادة منه موسم بأكمله.

نفس الأمر في الزمالك. كيف يجلس لاعب مثل طارق حامد على دكة البدلاء بعدما كان وصيفا للدوري وللكأس العام الماضي؟ وبعدما ارتدى قميص منتخب مصر؟

تجد الكثير من الأموال العامة المهدرة على هذه الصفقات تقدر بالملايين. فقط ارتفع سعر اللاعب بشكل خيالي لمجرد أن الأهلي والزمالك دخلا مزادا من أجل ضمه. ثم بعد ذلك، تدفن الموهبة، ويتم بيع اللاعب بثمن بخس.

تأتي لقضية أخرى تثبت فشل الإدارة الرياضية بمصر وتوضح ضعف رؤيتها وسوء تخطيطها، هي إصرار الأهلي والزمالك على الاحتفاظ باللاعبين المتميزين وعدم إعطائهم الفرصة من أجل الاحتراف عندما تأتيهم عروضا ممتازة من أندية كبيرة.

قصة محمود تريزيجيه حاليا الذي يصر الأهلي على الاحتفاظ به رغم أنه سيدر دخلا للنادي مع كل خطوة له في أوروبا، مثل استفادة المقاولون العرب من انتقال محمد صلاح لتشيلسي، استفادة وصلت لأكثر من 30 مليون جنيه مصري.

ألا يستطيع الأهلي تعويض لاعبا مثل تريزيجيه؟

أليس بإمكانه تفجير موهبة أخرى بنفس الكفاءة؟ ألا يمتلك الإمكانيات بقطاعات الناشئين من أجل التنقيب عن جواهر أخرى؟

أليس هذا النادي يتبع الدولة ومن المفترض أنه يعمل لمصلحة منتخبها الذي يحتاج للاعبين ينشطون بأعلى مستوى من كرة القدم بأوروبا؟

الزمالك أيضا لديه قصة قديمة تتعلق بتعنته في بيع الموهبة الرائعة محمد إبراهيم. بغض النظر عن فشل تجربته بالبرتغال.

إلى متى سيظل هذا المسلسل الكوميدي السخيف لنجمي الشباك؟ ومن المسؤول عن هذا "العك" الذي يخلق ضبابا كثيفا لا تستطيع من خلاله رؤية مستقبل الكرة المصرية؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات