كتب : وليد الحسيني | الخميس، 02 أبريل 2015 - 20:11

الأهلي في 365 يوم!!

في 28 مارس 2014 اختارت الجمعية العمومية للنادي الأهلي التغيير بالتصويت لمجلس إدارة جديد برئاسة محمود طاهر وقائمته كاملة باكتساح واضح، لدرجة أن البعض رأىأن ما جرى في القلعة الحمراء بمثابة القفز على حقبة تاريخية سيطر عليها لاعبي كرة القدم تحفها المخاطر.

قوبل اختيار مجلس الإدارة الجديد بالأهلي بكثير من الشكوك في إمكانية نجاح الإدارة الجديدة، خاصة وأن أغلب الأعضاء ليس لهم خبرات كافة لقيادة ناد بحجم الأهلي.

راهن هؤلاء على فشل المجلس الجديد، ساهم في ذلك الأداء المهتز للفريق الأول لكرة القدم وهو عنوان النادي الرئيسي، ولكن بمرور الوقت ثبت مجلس الإدارة الجديد أركانه، وفاز ببطولة الدوري الممتاز ثم السوبر المحلي على حساب الزمالك، ثم فاز بالبطولة الكونفدرالية الإفريقية.

الفريق الأول لكرة القدم لم يكن الهم الأول لمجلس الإدارة الجديد، وإن كان من أولوياته لاسيما وأنه يعلم مدى أهمية كرة القدم للجماهير والأعضاء.

ورويدا رويدا كسب مجلس الإدارة الجديد ثقة أعضاء النادي ومن خلفهم الجماهير، بعد أن تسلم السلطة من نظام شاخ على مقاعده، وبدأت بصماته في الظهور لدرجة أحرجت منتقديه، كما لم يشرع مجلس الإدارة في تصفية الحسابات كما يحدث في بعض الأندية.

تسلم مجلس محمود طاهر مسؤولية النادي الأهلي وهو في حالة تثير الشفقة إداريا، فالديون تطارده والتي قدرت بـ 137 مليون جنية، منها 40 مليون جنية لاعبي الفريق الأول لكرة القدم فقط بالرغم من حالة الركود التي طالت الفريق الذي لم يشهد تجديدا مطلوبا، ولكن لم يخرج مجلس الإدارة ليتحدث عن كم المشاكل التي ورثها من المجلس السابق.

نجح المجلس الجديد - المشكوك في نجاحه من قبل البعض - في سداد ما يقرب من 63 مليون جنية، كما ضخ ما يقرب من 90 مليون جنية لتطوير النادي بفرعيه في الجزيرة ومدينة نصر، وافتتاح مجمع الإسكواش، وتوج جهوده في العام الأول بافتتاح فرع النادي الثالث بمدينة الشيخ زايد، كما شرع في إجراءات الفرع الرابع بالقاهرة الجديدة ، كل ذلك دون ضجيج.

الإنجاز الحقيقي لمجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود طاهر، لم يكن في التطوير الكبير الذي شهده النادي في عامه الأول، بل أنه نجح في تحويل النادي من مجرد ناد رياضي إلى مؤسسة كبيرة تعمل بمنهج استراتيجي، فلعب دورا في تطوير العلاقات المصرية – الجزائرية التي مرت بفترة عصيبة أثرت على علاقة الدولتين في نهاية عام 2009، كما أنهى مرحلة سيطرت نجوم كرة القدم على إدارة النادي.

وساهم الأهلي في تحسين العلاقات المصرية الأفريقية عن طريق رواندا، بالإضافة إلى مشاركته في القمة الإقتصادية التي عقدت مؤخرا في شرم الشيخ، وطرح مشروعه القادم استاد الأهلي الذي سيسع لـ 60 الف متفرج الذي سيكون بمثابة نقلة نوعيه في البنية الرياضية في مصر، كما لعب دورا اجتماعيا طالما طالبنا به نجوم كرة القدم بالمساهمة في مستشفى أطفال السرطان.

صمت مجلس إدارة الأهلي حيال موجة الانتقادات التي طالته من قبل أصحاب المصالح الذين أجبروا على الصمت أمام النجاحات التي حققها في 365 يوما فقط، ولكن هذا لا يمنع من أن هناك كثير من السلبيات تطول النادي سنتطرق إليها لاحقا.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات