كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 22 أكتوبر 2014 - 21:28

العراق عندها جماهير ألا تخجلون؟!

هل من المعقول أن تستمر مباريات كرة القدم بدون جماهير؟ وهل سيظل صمت الأندية وإتحاد كرة القدم على غياب الجماهير عن مدرجات الملاعب بداعي أن وزارة الداخلية ترفض ذلك؟

وهل ستظل وزارة الداخلية رافضة حضور الجماهير للملاعب بحجة أن مهام الوزارة ثقيلة وورائها ما هو أهم؟ وهل سيحرم القطاع الأكبر من الجماهير حضور المباريات بسبب خلافات شخصية مع بعض الجماهير؟

هذه أسئلة سيرفض الجميع الرد عليها سواء إتحاد الكرة أولجنة الأندية أو وزارة الداخلية، بدافع "شراء الدماغ" ولتذهب كرة القدم إلى الجحيم بالرغم من أن الأمر لا يحتاج سوى الإرادة والرغبة في إصلاح الحال المائل ليس في كرة القدم فقط ، بل في الحالة المصرية يشكل عام.

عودة الجماهير لملاعب كرة القدم أصبح أمرا ضروريا وملحا في ظل الأزمات المالية التي تعانيها الأندية، لأنها أحد المصادر الرئيسية والهامة لتمويل الأندية، فعلى سبيل المثال سيخسر الأهلي والزمالك ما لا يقل عن 20 مليون جنية في الموسم في حال استمرار غياب الجماهير، ولابد وأن تتحمل وزارة الداخلية مسئوليتها حيال ذلك ، ولا ترتكن إلى سياسية " شراء دماغها " التي أصبحت غير مقبولة.

ووزارة الداخلية صدرت للرأي العام صورة غير حقيقية عن أن عودة الجماهير أمرا مستحيلا هذا الموسم، بحجة أن الأوضاع الأمنية في الشارع المصري غير مستقرة، وهو أمر غير حقيقي، وإذا كان القائمين على أمر الوزارة غير قادرين على تأمين مباريات كرة القدم فليرحلوا في سلام.

إذا كانت وزارة الداخلية توافق على حضور الجماهير لمباريات المنتخب الوطني طوال الشهور الماضية، فبمقدورها تأمين حضورها في مباريات الدوري الممتاز، ولكنها ترفض ذلك بحجج واهية وغير مقبولة ، وإذا كان هناك أسبابا مقنعة لديها فلتخرج على الرأي العام وتوضحه، أما التخفي وراء أسباب سخيفة غير مقبول.

غير مقبول أن تستمر وزارة الداخلية في رفضها لحضور الجماهير بسبب بعض جماهير الأولتراس المشاغبة – من وجهة نظر البعض لأسباب شخصية – لأن تلك المجموعة لا يجب أن تفرض وجهة نظرها على المجتمع المصري، وإلا كانت الدولة خاوية ومهترئة ولا تستحق أن تكون دولة، لأن الدول المحترمة هى من تفرض هيبتها وقراراتها على الجميع ، ولا تسمح لأحد أن يفرض رأيه عليها.

ألا تخجل وزارة الداخلية ومن ورائها الدولة المصرية من حضور الجماهير مباريات الدوري العراقي بكل ما تعانية العراق من أزمات ومشاكل أمنية، في الوقت الذي ترفض فيه حضور الجماهير المصرية حضور مباريات الدوري؟! إلا إذا كان الأمن العراقي أفضل كثيرا من الأمن المصري، أو أن الحالة العراقية أفضل من نظيرتها المصرية، وفي إشارة غير طيبة للصورة المصرية.

استمرار إقامة مباريات كرة القدم المصرية بدون جماهير يعطي انطباعا بعدم استقرار الشارع المصري وهو ما يؤثر على كثير من النشاطات مثل السياحة والإستثمار التي تؤكد الحكومة المصرية ليل نهار إنها تسعى لجذبهما من جديد، وهو لن تحدث طالما إستمرت سياسات وزارة الداخلية بهذا الأداء.

رئيس الوزراء إبراهيم محلب، مطالب الأن بالتدخل في تلك الأزمة بصفته رئيسا للوزراء طالما أن وزير الداخلية رافضا للتدخل في تلك الأزمة التي تؤثر سلبا على وزارته وصورتها وهيبتها.

نقطة أخيرة:

للغاضبين من قرار مجلس إدارة نادي الزمالك بهدم إستاد " حلمي زامورا " لصالح إحدى الشركات السعودية وإقامة " مول تجاري " بدلا منه لمدة 32 عاما مقابل 2،2 مليار جنية، أقول لهم لا تغضبوا ولا تقلقوا، فكل شيئا سيبقى على حاله، وسيبقى " زامورا ".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات