كتب : أحمد عز الدين | السبت، 26 يناير 2013 - 06:35

الناس دي عايزة مننا ايه؟

"الناس المخربة دي عايزة مننا إيه يا كابتن مدحت"؟ هكذا سأل مشاهد بسيط شلبي الإعلامي الذي يفهم في كل شيء، وغالبا هذا المتصل المشاهد كان يتحدث عن الأولتراس.

دعونا من كيف انتهى هذا الموقف والسبة التي أطلقها صديق المتصل بمدحت ورد فعل شلابوكا.. ملحوظة: لو لم تفهم الجملتين السابقتين اكتب (شتيمة مدحت شلبي) على يوتيوب.

ما أود التحدث عنه هو ماذا يريد الأولتراس منا؟ وأكتب هذه الكلمات قبل النطق بالحكم في قضية بورسعيد بالمناسبة.

فسواء جاء الحكم مع أو ضد ما يريده الأولتراس، وبغض النظر عن رد فعلهم على المحكمة، فإن الهدف من هذه المقالة هو ألا تتكرر حادثة بورسعيد.

وهنا لن أتحدث عن الحادثة نفسها، بل عن الأولتراس.. ماذا تريد هذه الروابط الجماهيرية من الدولة وكيف نستطيع وضع حدود لها حتى لا تخرج عن النص.

أولا، بعض المعلومات السطحية

هل أفسد الأولتراس ملاعب كرة القدم؟

من المفهوم أن الإجابة لا، هم أعادوا الحياة لمباريات الكرة المصرية بعد مرحلة "هوبا هي هوبا ها ان شاء الله هنكسب".

وحين قرر أولتراس الأهلي مقاطعة المباريات بسبب لوائح سمير زاهر ناشد لاعبو النادي الأحمر الرابطة لتعود إلى المدرجات وتشعل حماسهم.

لماذا يتحدثون في السياسة؟

الإجابة هم يتحدثون عن أي شيء، لكن بلغتهم، لافتة وأغنية وهتافات.. فريق أبويل القبرصي يرفع علم اليونان لأنه يعتقد أن قبرص يجب أن تكون تحت الحكم اليوناني.

هناك أمثلة أخرى عديدة ليس هذا وقت سردها، هم في مصر دخلوا المشهد السياسي فقط لأنهم كأفراد شاركوا في الثورة، تماما مثل أن أقول الأهلي شارك في الثورة لأن أبو تريكة كان هناك.

لماذا هم في الشوارع طوال الأشهر الماضية؟

لأنهم لم يجدوا قانونا يحتويهم يعطيهم حقوقهم ويعاقبهم حتى لا يتمادون في الخطأ، بل وجدوا اشتباكات ودماء واسلوب إدارة فاشل معهم. وهنا لب الموضوع.

مش هتعلمني إزاي أشجع

أهم (بانر) رفعه الأولتراس، يحمل جملة تحكي تماما وضع تلك الروابط الجماهيرية حاليا في مصر مش هتعلمني إزاي أشجع.

اللافتة صنعها أولتراس أهلاوي بعد قرار اتحاد الكرة بتغليظ عقوبة الشماريخ إلى حرمان الجمهور من دخول الاستادات.

اتحاد الكرة ظن أنه سيتخدم الاسلوب الرادع كعلاج للأزمة المنذرة بمصائب في المدرجات.

لكن اتحاد الكرة لم يفهم هؤلاء الشباب، لم يفهم أن الشماريخ بالنسبة لهم ليست أداة عدوانية، وبالتالي هم غير مقتنعين بمنطق منعها فأصروا على دخولها وإشعالها.

لوائح اتحاد الكرة كانت غير عملية ومنطقية، فألغيت سريعا، تاركة الأولتراس منتصرين.. والمهزوم هو القانون.

وحين يهُزم القانون، يموت النظام.. ومن دون نظام أصبح لا حدود ولا ضوابط. وهذا يجيب عن لماذا دخل العنف في مرحلة ما لثقافة بعض الروابط الجماهيرية.

بداية جديدة

كان بإمكان اتحاد الكرة في مثال الشماريخ أن ينظر لتجارب مشابهة في الغرب، حيث يسمح الأمن بدخول الشماريخ لكن على بطاقة حاملها بحيث إذا استخدمها للعنف لقي الجزاء الكافي.

طبعا هذا في ظل نظام متكامل سنتحدث عنه لاحقا، فيه اسلوب تفتيش محترم ومحكم، وهو أمر غير صعب لو تم إلكترونيا، ومع مراقبة المدرجات بالكاميرات لتحديد المخطئ إن أخطأ أحد.

هذا القانون تم تطبيقه لفترة، ومع الوقت خفتت قيمة هذه اللعبة (الشماريخ)، وحينها تم منعها من الملاعب. هكذا احتوا الأزمة في بعض الدول التي عانت مشاكل مشابهة.

لكن في مصر، مسودة قانون الرياضة الجديد الذي أعده الوزير العامري فاروق يعامل الشماريخ مثل المخدرات، بالعقوبات نفسها!

يضع القانون المقترح من وزارة الرياضة حاليا عقوبة للسب في المدرجات بالسجن 6 أشهر! تخيلوا أن جمهور الأهلي أو الزمالك بأكمله قرر توجيه سباب للاعب، هل ستحبس 80 ألفا؟

لصنع بداية جديدة لكرة القدم في مصر، والخروم من الأزمة الحالية بعد ما ستسفر عنه قضية حادثة بورسعيد نحتاج أمرين، الأول هو وضع قوانين منطقية لمشاكل الكرة المصرية: الشماريخ، التفتيش، اقتحام الملاعب، التأمين.

وهذه القوانين سأسردها تباعا في مقالات مقبلة أو مقال واحد بحسب ما ستسفر عنه الأحداث.

أما النقطة الثانية لعلاج الأزمة، هي إدراك أن الأولتراس جزء رئيسي من كرة القدم ككل. مناقشتهم في القوانين التي تخصهم مثل الشماريخ ليست عيبا ولا بدعة، وكذلك في تعامل الأندية معهم.

في ألمانيا بعض الأندية قررت تجميع كل الروابط لانتخاب ممثل لها يحضر اجتماعات النادي التي تتعلق بالفريق ليشارك برأيه، وليساعده النادي في تلبية احتياجات رفاقه لدعم الفريق.

هذا هو المطلوب لو أراد كابتن مدحت ومن يديرون اللعبة والبلاد أن تعود كرة القدم في مصر، وأن تعود مصر أصلا.

للتواصل عبر تويتر:

https://twitter.com/AhmedEzzeldin13

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات