تكريس الحب يجلب الحظ بين جدران برشلونة يا أنتوني

الأربعاء، 13 مارس 2019 - 19:44

كتب : لؤي هشام

أنتوني بورجيس - برشلونة

هذه الليلة سيجلس بين 100 ألف متفرج منتشين بحماسة كبيرة في ليلة من تلك الليالي الكروية التي ينتظروها باشتياق، آملين في انتصار يداعب الأدرينالين ويُنسي بعضا من المعاناة.

وهو سيجلس بينهم بشعور مختلف.. شعور تندمج فيه كل تلك الأحاسيس وأكثر إذ سيضاف إليهم الشعور بالفخر والامتنان للظروف التي ساعدته على تحقيق حلمه.

بل قل إن لا شيء يذهب سُدى، وكل ما تفعله يأتيك مجددا بشكل أو بآخر، بصورة أو بأخرى، بنفحة أو منحة. المهم أن الحلم سيتحقق في النهاية وستمنحك التضحية فرصة التواجد بين جدران برشلونة.

_ _ _

في مكان آخر وأحداث أخرى.

يجلس الفتى الصغير على عُتبة الباب دافعا إياه بجسده.. ذاك الجسد الذي سيتلقى بضعة رصاصات في ظهره عقب عدة ثوان، دون أن يتزحزح موطئ قدم، والسبب خلف ذلك إنقاذ أرواح زملائه.

كان ذلك في فبراير من العام الماضي (2018). أنتوني بورجيس صاحب الـ15 عاما أنقذ أرواح زملائه في مدرسة دوجلاس الثانوية، في حي باركلاند بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، حينما ساعدهم على الهرب إلى أحد الفصول ومنع الجناة من الاعتداء.

رجل مسلح اقتحم المدرسة وأطلق النار على التلاميذ ليُسقط 17 قتيلا، والعدد كان من الممكن أن يصبح أكثر لولا شجاعة الفتى بورجيس الذي دفع الباب بجسده ومنعه من الدخول ليتلقى 5 رصاصات بالظهر والأطراف في سبيل ذلك.

20 تلميذا نجوا بأرواحهم في ذلك اليوم لكن أنتوني لم يكن محظوظا بنفس القدر وكاد يدفع الثمن حياته قبل أن ينجح بعد أشهر في التعافي، ويتحول معها إلى بطل في تلك القصة التي تناولها الإعلام الأمريكي مبرزا شجاعة الطفل الصغير ودوره البطولي.

ذاك الفتى كان طالبا في أكاديمية برشلونة بمدينة لاودرهيل في فلوريدا عام 2016، وتفاصيل الحكاية علمها النادي الكتالوني عن طريق الصحفي الإسباني سانتياجو سيجورولا ليقرر مسؤولوه التواصل مع عائلة أنتوني للمساعدة في توفير الرعاية الصحية.

برشلونة تابع مراحل علاج بورجيس، ومانيل أرويو نائب رئيس النادي السابق زاره في منزله ودعاه لزيارة ملعب كامب نو حينما يصبح قادرا على التعافي والوقوف على قدميه

والأمر لم يتوقف عند هذا الحد. ذاع صيت القصة حتى وصلت إلى أكاديميات برشلونة المختلفة في كل أرجاء العالم.. والجميع قرر أن يُظهر دعمه لأنتوني عبر رسالات مختلفة من التضامن.

كلمات تبعث على التشجيع والمساندة لمن هو في أشد الحاجة إلى ذلك. ورد الفعل لم ينته بعد في أرجاء النادي الكتالوني.

لاعبو الفريق الأول أرادوا أن يقدموا دعمهم هم أيضا، ولم يتوانوا عن فعل ذلك.

انتظروا قليلا.. الأفضل لم يأت بعد.

بعد 13 شهرا من تلك الفاجعة والتصرف البطولي كان أنتوني بورجيس قادرا أخيرا على رؤية حلمه يتحول إلى حقيقة.

أنتوني سيكون قادرا على رؤية لاعبي برشلونة بأم عينه من أرض الملعب، وسيحضر مواجهة برشلونة وليون في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

بعد التعافي تحققت الدعوة من برشلونة، وأنتوني وعائلته ذهبوا لزيارة ملعب كامب نو قبل يوم من المباراة.. سيحضروا اللقاء ثم يذهبوا إلى متحف النادي يوم الخميس ثم يقابلوا لاعبي برشلونة بأرض التدريبات.

حين تصبح قادرا على مقاسمة الآخرين عالمك.. حين تعلم أنك لا تستطيع أن تكبر بمنأى عن الآخرين.. حين تدرك اللحظة المناسبة لتبني المواقف الضرورية، فقط وقتها سيتآمر الكون بأكمله لتحقيق رغبتك.

فتكريس الحب يجلب الحظ يا أنتوني.

اقرأ أيضا:

في الجول يكشف حقيقة شائعة عينة لاعبا الزمالك الإيجابية في اختبار المنشطات

عامر حسين يوضح سبب تواجد حسام حسن في الملعب مع سموحة رغم عقوبة الإيقاف

اتحاد تونس لـ في الجول: حتى الآن.. ساسي ينضم للمنتخب بعد مباراة الزمالك ضد حسين داي

مجدي عبد الغني: هذه هي الملاعب المستضيفة لأمم إفريقيا.. وطلبات لجان التفتيش "بسيطة"

هل يسجل صلاح ثاني أهدافه في دور الـ16 بدوري الأبطال؟

التعليقات