كتب : أمير عبد الحليم | الأحد، 20 مايو 2018 - 01:14

مقال رأي - كيف يهدر الزمالك فرصة استغلال أزمة الأهلي

الزمالك - سموحة

بدلا من استغلال نهاية مثالية لموسم كانت بدايته عبثية، يختار الزمالك بكامل إرادته ألا يخرج من الدائرة المفرغة التي يتحرك فيها.

أنهى الزمالك موسمه بفوز على الأهلي في الدوري لأول مرة منذ 11 سنة ثم التتويج بكأس مصر بقيادة جهاز فني مؤقت، وينتظره 3 شهور دون أي ارتباط رسمي لاختيار مدرب جديد وإكمال قائمته التي لا تحتاج الكثير قبل بدء الاستعداد للموسم المقبل.

والزمالك استفاد معنويا بشكل كبير بتلك المكاسب وساعدته الظروف بسقوط غريمه في دوري الأبطال ورحيل البدري. ومن هنا احتاج الزمالك إلى أفضل تخطيط للموسم المقبل.

لكن الزمالك اختار - وليس للمرة الأولى - أن يفسد كل ذلك، ويكرر تجربة مؤمن سليمان ويعين خالد جلال بشكل دائم.

يهدر الزمالك فرصة رائعة لاستكمال صحوته واستغلال تعثر الأهلي الذي يعود للبناء من جديد بالبحث عن مدرب بعد رحيل البدري.

في مباريات كرة القدم، دائما الفريق الذي يحقق العودة لديه أفضلية. فلو سجل فريق هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول ففرصه في تحقيق الفوز في الشوط الثاني أقوى. وهذا ما يمر به الزمالك حاليا ولكن يرفض استغلاله.

وهذا ليس تقليلا من شأن العمل الذي قام به خالد جلال في الزمالك وحقيقة تتويجه بالكأس بعد موسم صعب كاد أن ينتهي بشكل كارثي، لكن العمل الفني الذي يحتاجه الزمالك أكبر بكثير مما تحقق.

-----

يقول زيدان الذي تأهل بريال مدريد لنهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي: "بالنسبة لي الفوز بالليجا هو الشيء الأجمل والأهم".

الفوز بالدوري يختلف تماما عن حسابات مباريات الكؤوس، أنت تريد فيها أطول فترة من الاستقرار. والنجاح في ذلك يترجم العمل الإداري والفني على مدار فترة تقترب من سنة.

يحتاج ثباتا في المستوى على مدار أكثر من 8 أشهر لا يتأثر بنتائج انتخابات أو تعيين لجنة مالية، وبالتالي هو مقياس النجاح للموسم.

ولذلك يبدأ الإعداد له من قبل بداية الموسم ثم يرتفع رتم الأداء تدريجيا مع مرور الجولات حتى يصل لذروته مع منتصف الموسم.

ولتحافظ على الرتم مرتفعا، تحتاج إلى قائمة متكاملة من اللاعبين تستطيع تجاوز المتغيرات التي تواجه أي فريق من إصابات أو إيقافات أو غيرها، ولذلك التعامل معها يحتاج إلى خبرات الجهاز الفني.

هذه الأمور قد لا تحتاجها في مباريات الكؤوس خاصة في مصر، بالنظر إلى أن الزمالك لعب ضد الإنتاج في ربع النهائي يوم 2 مايو وفاز بالكأس يوم 15.

وبالتالي، لا يمكن أن يكون التتويج ببطولة خلال 13 يوما مقياسا لنجاح موسم كامل أو تقييما لقدرات جهاز فني.

"لا، لا، لا سأختار التتويج بالدوري لسنوات طويلة لأنه يحدد لي الطريق الذي أسير فيه". هذا كان رد جوارديولا على سؤال هل يقبل استبدال لقب الدوري بالتتويج بدوري الأبطال.

-----

لأول مرة منذ 2011 تمتلك فرق الدوري المصري فرصة خوض فترة استعداد للموسم الجديد، وبعد خروج الزمالك من كأس الكونفدرالية يمتلك فرصة إعداد أفضل.

لو نظرنا لجدول الزمالك، فهو لا يمتلك أي ارتباطات حتى شهر أغسطس المقبل سواء بدأ بمباراة السوبر أو بالدوري. ومن هنا امتلك فترة كافية لاختيار مدرب جديد بعد المفاضلة بين أسماء مرشحة.

وبعدها يستطيع المدرب الجديد أن يضع بنفسه خطة العمل في موسم الانتقالات ويختار اللاعبين الجدد ويحدد الراحلين، ثم يتوجه بهم لمعسكر إعداد قبل بداية الموسم.

وبناء عليه، يكون المدرب الجديد مسؤولا بشكل كامل عن اختيار قائمة الفريق ويكون حسابه على النتائج أوقع وليس ظالما، وهي رفاهية حُرم منها نيبوشا على سبيل المثال الذي تعاقد معه الزمالك بعدما قدم رئيس النادي الـ18 لاعبا الجدد في صفوف الفريق.

هذا ينقلنا إلى نقطة أخرى كانت ستمنح الزمالك إعدادا أفضل للموسم من الأهلي.

فالأهلي الذي يبحث عن مدرب جديد هو الآخر، لديه مباراتان حاسمتان في دوري الأبطال في شهر يوليو.

هذا يشكل ضغطا مبكرا على المدرب الجديد يؤثر على الفترة التي من المفترض أن يقف فيها على مستويات كل اللاعبين قبل اختيار قائمته، كما لن يجد الوقت الكافي لإقامة معسكر إعداد بمشاركة اللاعبين الدوليين بعد كأس العالم.

خسارة الأهلي لمباراة منهما تعنى بشكل كبير توديعه لدوري الأبطال وهو ما يصنع بداية يسودها التوتر ستؤثر على أول تعارف بين المدرب والجماهير.

طريق مدرب الزمالك الجديد كان خاليا من هذه المطبات لو اختارت الإدارة الاتجاه لمدرب أجنبي كبير وليس الاستسهال بعد فشل المفاوضات مع جروس.

لكن المشكلة هنا أن الزمالك نقل الضغط ليكون على خالد جلال الذي بات الجميع ينظرون له الآن وفي أيديهم ساعات ليحسبون له كم سيستمر في منصبه.

-----

يقول مرتضى منصور رئيس الزمالك: "لست خائنا لأبيع خالد جلال بعدما تمسك جروس بعدم وجوده في الجهاز الفني". ولكن الحقيقة أن الخيانة ستكون بحرق مشروع مدرب جيد مثلما حدث مع مؤمن سليمان.

هل امتلك خالد جلال الخبرات الكافية لقيادة الزمالك الآن من الدرجة الثانية مباشرة ويستغل فرصة أفضل من الأهلي لا تتكرر كثيرا، هل يضمن رئيس الزمالك لخالد جلال أن يستمر موسما بأكمله على الأقل مهما كانت النتائج في البداية حتى لا يخونه فعلا؟

اعترف خالد جلال نفسه بأنه ركز على الجانب المعنوي مع لاعبي الزمالك خلال الفترة الماضية في أكثر من تصريح، وبالتأكيد الرجل لديه فكر فني لتطبيقه مع الفريق ولم يكن هناك فرصة لظهوره حتى الآن. ولكن كيف حكم الزمالك عليه ليجده مناسبا له!

ما هي الضمانات لنجاح الفكر الفني لخالد جلال مع الزمالك في الموسم المقبل. كلها أسئلة بلا إجابات وهي نفسها التي ترسم الطريق الذي يسير فيه الزمالك لإهدار فرصة مثالية.

ناقشني:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات