كتب : علي أبو طبل | الأربعاء، 02 مايو 2018 - 23:54

النهائي الأول لليفربول منذ 11 عاما .. في ليلة استحق روما فيها الإشادة

محمد صلاح

11 عاما مروا على آخر نهائي خاضه فريق ليفربول بدوري أبطال أوروبا، عندما خسر أمام ميلان بنتيجة 1-2 في نسخة 2007.

مرت أعوام شهدت الكثير من الانكسارات، ولكن ها هي تعود البسمة لجماهير ملعب "أنفيلد".

ليفربول يصل لنهائي دوري أبطال أوروبا، وربما يكون على أعتاب إضافة كأس خامسة إلى رصيده.

الخصم سيكون ريال مدريد الطامح لتحقيق اللقب لعام ثالث على التوالي في إنجاز تاريخي قد لا يتكرر، والمسرح سيكون في العاصمة الأوكرانية كييف في الـ26 من شهر مايو الجاري.

رغم ذلك، فإن فريق مثل روما يستحق التحية، ليس فقط على ما قدمه في مباراة الإياب، ولكن على كامل مشواره في البطولة بداية من دور المجموعات.

لم تكن ليلة كبيرة لمحمد صلاح، ولكنه بات المصري الأول الذي يصل لنهائي دوري أبطال أوروبا تاريخيا.

فماذا حدث أيضا في تلك الليلة السعيدة لجماهير ليفربول رغم تلقي الهزيمة؟

نقدم لكم أبرز ما لاحظناه في FilGoal.com خلال تلك المباراة.

- لا يهزم على ملعبه

قبل مباراة اليوم، امتلك روما رقما مميزا بعدم تلقي الأهداف على ملعبه "أولمبيكو" أوروبيا هذا الموسم.

هذه السلسلة كسرت بالفعل بأقدام ساديو ماني ورأس جورجينيو فينالدوم، ولكن روما احتفظ بسلسلة أخرى.

رغم الإقصاء، فإن روما لم يخسر أي مباراة على ملعبه في البطولة هذا الموسم.

5 انتصارات حققها ذئاب العاصمة على ملعبهم هذا الموسم أوروبيا بإضافة انتصار اليوم، بينما كان أتليتكو مدريد هو الفريق الوحيد الذي انتزع نقطة التعادل أمام كتيبة أوزيبيو دي فرانشيسكو أوروبيا.

موسم رائع في العموم قدمه نادي روما أوروبيا هذا الموسم، حيث كان من ضمن ضحاياه تشيلسي الإنجليزي، بينما كانت العودة من بعيد أمام برشلونة في ربع النهائي هي قمة ما يمكن تركيز الضوء عليه في مسيرة الذئاب المميزة.

- دجيكو لا يتوقف

للمباراة الخامسة على التوالي، يمكنك أن ترى اسم المهاجم البوسني إدين دجيكو ضمن قائمة المهدفين لروما في دوري الأبطال.

سلسلة بدأت منذ مباراة الإياب في ثمن النهائي حينما أحرز هدف التأهل أمام شاختار دونيتسك الأوكراني، ثم سجل ذهابا أمام برشلونة في "كامب نو"، وسجل خلال العودة التاريخية في "أولمبيكو" أمام الفريق الكتالوني، وسجل ذهابا أمام ليفربول ليكرر التسجيل إيابا.

8 أهداف هي إجمالي ما سجله مهاجم مانشستر سيتي وفولفسبورج السابق في البطولة هذا الموسم، وربما كان من أهم نقاط القوة في تشكيلة دي فرانشيسكو.

تريد هدفا؟

فقط يمكنك أن ترى كرة طولية من نايجولان أو دي روسي أو ستروتمان نحو منطقة جزاء الخصم، ودجيكو سيتكفل بالباقي.

أو ربما تجده ينتزع متابعة لتسديدة من زميل تصدى لها الحارس المنافس، كما فعل في مباراة أولمبيكو بامتياز.

بخلاف الهدف، قدم دجيكو مستوى كبير في مواجهة اليوم مساهما في ضغط متقدم على دفاع ليفربول، حيث فاز في 9 التحامات من أصل 13 قام بها وحصل على خطأين وأتم 14 تمريرة سليمة بنسبة دقة بلغت 60%، كما قام بالتسديد على مرمى لوريس كاريوس في مناسبتين، إحداهما كان هدفه الثامن في البطولة.

- نقطة الضعف في ليفربول

تضع جماهير ليفربول أياديها على قلوبها قبل أن يحين موعد المباراة النهائية في كييف أمام خصم بحجم ريال مدريد.

وربما يكون السبب هو تواجد الظهير الأيمن الشاب ترينت ألكساندر آرنولد، والذي يقدم مستويات مبشرة إجمالا ولكنه يفتقد للكثير من الخبرة.

عاشت جماهير الفريق الإنجليزي نفس الحالة قبل أن يحين لقاء مانشستر سيتي في ربع النهائي، ولكن الشاب الإنجليزي قدم مستوى دفاعي هائل على غير المتوقع في المواجهتين، ونال الكثير من الإشادة.

ذهابا أمام روما، لم يتعرض للكثير من الاختبارات في جبهته، ولكن المخاوف عادت من جديد مع مستواه في مباراة الإياب.

يمكنك أن تلاحظ هدف روما الثاني الذي أحرزه دجيكو في النهاية، وكيف مرت الكرة بغرابة من أقدام آرنولد لتصل إلى ستيفان الشعراوي الذي سددها لمرة أولى قبل متابعة المهاجم البوسني.

الموقف تكرر كثيرا، وروما استغل تلك الثغرة في دفاعات ليفربول ليشكل الكثير من الخطورة.

رقميا، انتزع آرنولد الكرة في 3 مناسبات وشتتها من مناطق الخطورة في مناسبتين وارتكب خطأ واحد، بينما كانت نسبة دقة تمريراته ضعيفة للغاية، حيث أتم 18 تمريرة صحيحة فقط بواقع 51%.

إسهاماته الهجومية تبدو منعدمة، حيث لم يسدد تماما على المرمى كما قام بتنفيذ 3 كرات عرضية كانت كلها بشكل خاطئ دون أن تصل لزميل.

خرج آرنولد بعد 89 دقيقة من اللعب ليحل ناثانيل كلاين بدلا منه لتأمين النتيجة في الدقائق الأخيرة، ولكن ظهير ساوثامبتون السابق ربما لا يكون جاهزا للعب أساسيا على آرنولد في المباراة النهائية.

يظل آرنولد هو الرهان الدائم لكلوب في هذا المركز، فهل يربح الرهان ويقدم الظهير الشاب مستوى استثنائي كما فعل أمام مانشستر سيتي، أم يكون ثغرة تمنح الكفة لريال مدريد الذي يمتلك جبهة منافسة قد تضم فرانشسكو إسكو وكريستيانو رونالدو؟

- محارب استثنائي

تسبب راديا نايجولان بتمريرة خاطئة مباشرة في أول أهداف ليفربول في مواجهة اليوم بأقدام ساديو ماني.

لكن ذلك لا يمنع تقديمة لمستوى هائل في المواجهة، وكللت مجهوداته بتسجيل هدفين مميزين، إحداهما من علامة الجزاء.

ليس فقط ما أحرز من أهداف، ولكن كمستوى إجمالي في وسط الملعب، يمكن على أساسه اعتبار لاعب الوسط البلجيكي واحد من أهم نجوم المباراة.

دقة تمريرات بلغت 81% من خلال 48 تمريرة تمت بشكل سليم، وتهديد مباشر على المرمى من خلال تسديدتين ترجمتا إلى هدفين، كما قام بمراوغتين بشكل ناجح.

ربح راديا 4 التحامات من أصل 12 بشكل سليم، بينما لم تكن له الكثير من الإسهامات الدفاعية عكس المعتاد، حيث كلفه مديره الفني بالزيادة الهجومية بشكل أكبر، تاركا مهمة الدفاع للمخضرم دانييلي دي روسي والشاب لورينزو بلجرينو، حيث كان الهدف الأساسي لروما هو تسجيل الكثير من الأهداف التي قد تتيح له العودة في نتيجة المباراة.

احتاج روما هدف واحد فقط لمعادلة الكفة، وربما لو لم يخطئ محارب النينجا في هدف ساديو ماني، لكانت نتيجة 4-1 مؤهلة مباشرة لروما نحو نهائي كييف، لكن في النهاية فإن نايجولان يستحق الإشادة على ما قدمه مع روما كامتداد لمستوى مستقر لعدة مواسم.

- الفرعون سيتحتفل في كل الأحوال

بعد مستوى كبير ذهابا بتسجيل هدفين وصناعة مثليهما، لم تكن عودة المصري محمد صلاح إلى "أولمبيكو" مبهرة.

تسديدة وحيدة على المرمى ومراوغتان ناجحتان فقط من أصل 5 محاولات، و16 تمريرة سليمة فقط بنسبة دقة بلغت 88% هي إجمالي ما قدمه صلاح في 90 دقيقة تنضم إلى مجموع من الدقائق لم تكن الأفضل له خلال موسم استثنائي.

تعرض صلاح لبعض المشاكل مع الرعاة في مصر، ويرجح البعض أنها أثرت بشكل مباشر على تركيزه في المباراة.

هل يبدو ذلك منطقيا؟ أم أنها مجرد حالة خمول انتابت فريق ليفربول ككل، الذي التزم أكثر بتأمين التأهل نحو كييف دون أن يبحث عن تسجيل المزيد من الأهداف أو أن يبذل المزيد من المجهود البدني؟

حالة خمول ربما كانت لتطيح بالفريق خارج البطولة لو استطاع روما العودة، والتي كانت قريبة بالفعل.

ولكن ربما ينطبق مبدأ المهم فالأهم هنا. صلاح بات أول لاعب مصري يتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

الأفضل في العالم؟

ربما الوصول للمباراة النهائية يدعم فكرة دخول نجم المنتخب المصري ضمن القائمة النهائية للمرشحين، لتنضم إلى إنجازاته هذا الموسم كأفضل لاعب إفريقي وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز باختيار اللاعبين وباختيار رابطة النقاد.

فقط 90 دقيقة أخرى في كييف على صلاح أن يقدم أفضل ما بوسعه فيها ليؤكد أنه من أفضل لاعبي العالم هذا الموسم.

التعليقات