ضحايا المونديال - مدرب اليابان ينقلب على "الملك كازو"

الثلاثاء، 01 مايو 2018 - 17:13

كتب : زكي السعيد

كازيوشي ميورا

عدم المشاركة، الانسحاب، عدم التأهل، المنع لأسباب سياسية.. تعددت الأسباب وبقيت النتيجة واحدة: عدم مشاركة اليابان في كأس العالم حتى نسخة 1998.

FilGoal.com يقدم سلسلة ضحايا المونديال التي تتطرق للاعبين حُرموا من المشاركة في كؤوس العالم السابقة.

في 28 أكتوبر 1993، حلت اليابان ضيفة على العراق في مباراة استضافتها الدوحة، والفوز بأي نتيجة كان يضمن لليابان وصولها للمونديال الأول في تاريخها.

بعد 5 دقائق، تقدمت اليابان بهدف سجله كازيوشي ميورا..

يُتبَع..

كازيوشي ميورا

قبل ذلك بعدة سنوات، تحديدا عام 1982، قرر مراهق ياباني يبلغ من العمر 15 عاما عبور المحيط الهادئ صوب البرازيل لممارسة كرة القدم في مستوى أعلى.

كازيوشي ميورا لعب لفريق يدعى أتليتكو يوفنتوس، أتقن اللغة البرتغالية وتحصل على رخصة قيادة، قبل أن يوقع على أول عقد احترافي عام 1986 مع فريق سانتوس.

مسيرته في البرازيل شهدت مروره على أندية بالميراس وكورتيبيا، قبل أن يغلق الفصل اللاتيني في مسيرته، ويقرر العودة لبلاده في العام 1990، وهو العام نفسه الذي شهد خوضه مباراته الدولية الأولى بقميص اليابان.

في 1992، استضافت اليابان كأس الأمم الآسيوية، وهي بالمناسبة مشاركتهم الثانية على الإطلاق في البطولة القارية، إذ سبقوها بمشاركة هزيلة في نسخة 1988 انتهت على خروجهم من الدور الأول.

ميورا المتمرس، وفي المباراة الثالثة بدور المجموعات أمام إيران، سجل هدفا متأخرا بالدقيقة 87 وصل باليابان للدور الثاني، قبل أن يظفروا بلقب البطولة لاحقا، مع فوز ميورا بجائزة أفضل لاعب في الدورة.

عودة لمباراة العراق

هدف ميورا في شباك العراق بالمباراة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 1994، كان رقم 13 له في تلك التصفيات، اليابان تنافست مع المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية على مقعدين، وبدا أنها في طريق مفتوح للوصول إلى مونديال الولايات المتحدة أمام العراق التي امتلكت حظوظ التأهل على الورق مع احتياجها إلى معجزة حسابية للتأهل.

في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، وبينما أشارت النتيجة إلى تقدم اليابان بهدفين مقابل هدف، ارتقى جعفر سلمان مسجلا هدف التعادل وقاتلا برأسيته آمال اليابان المونديالية.

في نهاية العام، ظفر "الملك كازو" بجائزة أفضل لاعب في آسيا، أول ياباني يحقق إنجازا مماثلا على الإطلاق، إلا أنه اضطر لمشاهدة مباريات المونديال في الصيف التالي عبر التلفاز..

الحلم الذي حطمه أوكادا

واصلت مسيرة ميورا ازدهارها في فترة التسعينيات، ولعب معارا لوقت قصير في فريق جنوى الإيطالي، لم يشارك كثيرا بسبب تهشم أنفه في أيامه الأولى مع الفريق، إلا أنه سجل هدفا في الدربي أمام سامبدوريا.

كازو هو أول ياباني يلعب في الدوري الإيطالي، وسيلحقه 9 آخرين.

في تصفيات كأس العالم 1998، سجل ميورا 14 هدفا، إلا أن غيابه عن التهديف في مباريات التصفيات الأخيرة أبعده عن تشكيلة المدرب تاكيشي أوكادا الأساسية، خصوصا بعد تعثر اليابان أمام الإمارات العربية المتحدة بالتعادل قبل جولتين على النهاية.

في الجولة التالية فازت اليابان على كوريا الجنوبية بقلب العاصمة سيول، وتأهلت إلى كأس العالم لأول مرة بتاريخها، وبات حلم مشاركة كازويشي ميورا في المونديال حقيقة.

أعلن أوكادا عن قائمة أولية تضم 25 لاعبا، ستتقلص لاحقا إلى 22 لاعبا قبل أيام على مونديال فرنسا، واسم كازو كان حاضرا بالطبع.

الصحف العالمية بدأت في الحديث عن اليابان ونجمها الشهير ميورا، كان أكثر اللاعبين المألوفين للإعلام الأوروبي، حتى أن تيري فينابلز مدرب إنجلترا السابق نوّه عنه في إحدى المؤتمرات الصحفية السابقة لمباراة ودية جمعت إنجلترا واليابان عام 1995.

بدا أن ميورا متمحسا لتجربة اللعب في كأس العالم بعمر الـ31، ظهر هذا جليا في تصريحاته قبل البطولة:

"عندما تزلف إلى أرض الملعب، يظهر أمامك حائط مرتفع فجأة، وعليك أن تكون خشنا للغاية حتى تقدر على تخطيه. الأهم دائما أن تؤمن بنفسك، وأن تقدم أفضل ما تملك".

وتحدث كازو عن حظوظ اليابان في المجموعة الثامنة رفقة الأرجنتين، كرواتيا، جامايكا:

"سيبدأ الجميع دون رصيد من النقاط، الأرجنتين لم تظفر بثلاث نقاط أو أي شيء بعد، لذا فرصة عبورنا للدور التالي ستكون قائمة دائما".

ومع إمكانية عدم مشاركته بشكل أساسي في ملاعب فرنسا:

"المدرب هو المسؤول عن اتخاذ القرارات، ولكني أؤمن بنفسي وسأحاول الوصول لإنجازات أكبر".

وفي فترة الإعداد السابقة للبطولة، سجل ميورا 3 أهداف في شباك إحدى الفرق السويسرية، بدا أنه يعمل جاهدا على حجز مركز أساسي في تشكيلة محاربي الساموراي.

حسنا.. ميورا لن يجلس على دكة بدلاء اليابان في كأس العالم، لأنه لن يتواجد في القائمة النهائية من الأساس.

في اليوم الأول من شهر يونيو 1998، أعلن أوكادا قائمة اليابان المونديالية الأولى على الإطلاق.. خالية من اسم النجم الأشهر بتاريخ كرة القدم اليابانية: كازيوشي ميورا.

صُدم المجتمع الياباني، وفرك الصحفيون الأجانب أعينهم بحثا عن الاسم المألوف لهم في قائمة اليابان والذي محوروا عليه تقاريرهم.

أما أوكادا، فخرج بتصريحات استفزازية بعد هذا القرار:

"(ميورا) بدا مذهولا أكثر مما كنت أتخيل عندما طُلب منه المغادرة. لا يوجد مكان له في خططي بكأس العالم. لم أستطع إيجاد مكان له حتى كبديل".

سجلت اليابان هدفا واحدا في 3 مباريات، مُنيت بـ3 هزائم، وودعت المونديال دون أن تترك بصمة واضحة، ليكون استبعاد ميورا من كأس العالم هو الخبر الأهم للمنتخب الآسيوي في تلك المشاركة الأولى.

خاض ميورا إجمالا 89 مباراة دولية بقميص اليابان، وسجل 55 هدفا، ويعد أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم الآسيوية.

في 5 مارس 2017، وفي عمر الخمسين وسبعة أيام، شارك كازيوشي ميورا في مباراة فريقه يوكوهاما أمام فارين ناجاسكي، ليصير أكبر لاعب محترف يشارك في مباراة كرة قدم على الإطلاق، محطما رقم الإنجليزي ستانلي ماتيوز الذي صمد منذ العام 1965.

بعد 7 أيام، سجل ميورا في تعادل فريقه أمام ثيسباكوساتسو جونما، وبات أكبر لاعب محترف يسجل هدفا على الإطلاق، وهو رقم آخر حمله السير ماتيوس لعدة عقود.

في يناير 2018، جدد ميورا عقده مع فريق يوكوهاما لعام إضافي.. مازال ممارسا لكرة القدم حتى اللحظة..

التعليقات