كتب : محمد البنا | الجمعة، 13 أبريل 2018 - 20:35

مقال رأي - الحوت الأبيض

الحوت الأزرق

انتشرت في الأونة الأخيرة لعبة "الحوت الأزرق" التي تبدأ بمراحل عددها 50 وتنتهي بالانتحار، ورغم أن بعض المهمات قد تكون عادية مثل رسم حوت على ورقة أو الاستماع للموسيقى.. إلا أن أغلب المطالب من المشارك فيها تعتمد على إيذاء النفس.

يرجع سبب اختيار اسم اللعبة بهذا الاسم إلى أن هناك تكهنات حول ظاهرة (حيتان الشاطيء) والتي توجد بين الحين والآخر نافقة، ويُعتقد أن الحيتان أقدمت على الانتحار برغبتها.

والغريب في انتشار اللعبة بين أوساط المراهقين، أن نهايتها معروفة.. ورغم كل ذلك مازالت تنتشر. اللعبة بدأت في 2013 من خلال مبرمج روسي درس علم النفس يدعى فيليب بوديكين.

تتمحور اللعبة حول كون المشارك فيها يقوم ببعض المهمات طواعية ورغبة منه.. أغلبها فيها إيذاء لنفسه حتى ينتهي به الحال إلى الانتحار مثل أول حالة أعلن عنها في عام 2015. هذا العام كان هو أولى خطوات الزمالك في تطبيق الـ50 خطوة –ربما أكثر- عندما افتعل رئيسه مرتضى منصور أزمات مع البرتغالي جوزفالدو فيريرا الذي حصد ألقابا لا يمكن أن ينساها له جمهور الملكي.

وما بين الاستغناء عن اللاعبين، وافتعال أزمات مع النجوم، قرارات متسرعة، سار الزمالك بسرعة هائلة نحو الانتحار.

في لعبة الحوت الأزرق يطلب (الجارديان أو الولي) من المشارك بعض الأمور التي قد تبدو عادية، من لا يستمع للموسيقى؟ من لا يرغب في الصعود على سطح منزلهم لتأمل النجوم؟

الأمر مشابه عندما أقدم مجلس مرتضى منصور في ضم 20 صفقة أو أقل بقليل كل موسم، تغيير قوام فريق كامل كل عام..

ثم يبدأ "الولي" في طلب المشارك ببعض الخطوات التي تؤذي نفسه بنفسه كإصابات أو قطع شفتاه أو إصابة نفسه بجروح طولية.. مثلما يحدث من مهاجمة بعض اللاعبين والتدخلات الفنية.

كل هذا لا يحدث في يوم وليلة.. بل تراكمات

الوضع الآن في فريق كرة القدم بالزمالك يبدو بائسا من كل الأطراف، سواء جهاز فني أقيل بقيادة إيهاب جلال، أو لاعبين يتحملون الخطأ الأكبر.. وإدارة تستمر في التعنت.

الجارديان

في لعبة الحوت الأزرق.. تم إلقاء القبض على مبتكر اللعبة وصدر ضده حكما بالحبس ثلاث سنوات.

رغم أن المشاركين يقومون بمحض إرادتهم، إلا أن هناك فردا مسؤولا يحرضهم على الانتحار.

الكل يعلم الأزمة المالية التي بدأ التحقيق فيها من قبل وزارة الرياضة والنيابة العامة بعد ثلاث سنوات من قرار مجلس إدارة بفتح حساب بأحد البنوك للتعاملات المالية بالعملة الأجنبية، الأمر الذي أسفر عن تعيين لجنة لإدارة الموارد المالية من قبل الدولة متمثلة في وزارة الرياضة.

كان هذا قرارا من نيابة الأموال العامة ولا يقدر أحدا في مصر على عدم تنفيذ القرار.. ولكن

إن كانت الدولة تهتم بنادي الزمالك حق الاهتمام نظرا لجماهيريته وتاريخه العريق، فلابد أن يكون هناك فصلا سريعا في القضايا التي يجرى التحقيق فيها، فإن كان هناك مخالفات مالية فحل مجلس الإدارة لابد أن يحدث في أسرع وقت ممكن.. وإن لم يكن فليستمر. النقطة هنا تكمن في سرعة اتخاذ القرار ومحاسبة المسؤولين عن وجود مخالفات.

لا يعقل أن يظل مجلس إدارة الزمالك لا ينعقد وسط صمت من الجهة الإدارية، أيا كانت الأسباب.. فالقانون واضح ولابد من إرسال محاضر اجتماعات لمجلس الإدارة.

لا أفقه في الأمور القانونية.. ولكن ما أفقه فيه هو أن الزمالك كنادي جماهيري كبير له باع طويل، لابد أن تكون هناك سرعة في التحقيقات لإنقاذ ما تبقى من القميص الأبيض صاحب الخطين الحُمر.

المشاركون

  • إدارة الزمالك يبدو أن الأمر لا يعنيها متعمدة في الدخول في خلافات مع اللجنة المالية التي تتحكم في كل جنيه يخرج من الخزينة، وبالتالي تتأخر المستحقات والرواتب للاعبين.. لا إقامة للمعسكرات لا لصرف مكافآت، وبالتالي حالة من الإحباط تضرب الفرق الرياضية.

ما فعله الزمالك أجبر حسام غريب رئيس جهاز اليد في طلب الدعم من وزارة الرياضة متمثلة في خالد عبد العزيز الذي استجاب لطلبه ووفر للنادي الأبيض المبالغ المطلوبة لاستقدام ثنائي معار للمشاركة في السوبر إضافة إلى تكاليف إقامة الفريق حتى تُوج في المسابقة هو أكبر دليل على تعنت الإدارة.

فصدر قرار بمنع حسام غريب من دخول الزمالك ثم تقدم باستقالته بعد ذلك.. كل هذا بسبب أنه لجأ لوزير الرياضة الذي حل الأزمة المالية – وإن كان ليس هذا التصرف الأمثل من الدولة-.

لكن الشاهد أن إدارة الزمالك أو مرتضى منصور –إن صح التعبير- تضايق من اللجوء للوزير وخروج غريب في وسائل الإعلام ليشيد بدعمه. فتمت إقالته.

  • لاعبو الزمالك في مقال سابق لي بعنوان (حتى لا تبدأ سنوات الزمالك العجاف ) في 2016.. حذرنا فيه من تكرار تغيير المدربين لأنه يُشعر اللاعبين بعدم المسؤولية تجاه فريقهم، فمهما ساءت النتائج سيتم تغيير المدرب.. أصبح يقينا لدي بأن المسؤولية قد انعدمت.

حازم إمام ومحمد إبراهيم "كباتن الفريق" توجهوا بعد الخسارة في ثلاث مباريات متتالية للمطالبة بمستحقات اللاعبين المتأخرة، بالتأكيد هذا حقهم، ولا يمكن أن تتأخر المستحقات بسبب خلافات إدارية لا دخل للاعبين فيها.. لكننا هنا نتحدث عن التوقيت.

ومن خلال تصريحات محمد إبراهيم فإن المستحقات المتأخرة تشمل أربعة أشهر فقط. أتذكر قبل 10 سنوات في الزمالك كان هناك مواسم كاملة تُلعب لم يُصرف فيها إلا مقدمات العقود فقط.. أؤكد أن هذا حق اللاعبين ولكن هل هذا التوقيت المناسب؟ من ثنائي هو من أبناء الزمالك أو الثنائي الوحيد المتبقي من أبناء النادي إن جاز التعبير.

يشاء القدر أنه مع صافرة نهاية مباراة الزمالك والأهلي في سوبر اليد الإفريقي معلنا تتويج الزمالك.. تهتز شباك محمود جنش بهدف أول للاتحاد ليؤكد أن من يشعر بقيمة القميص الذي يرتديه لا يعنيه تأخر مستحقات أربعة أشهر.. وللعلم فريق كرة اليد لم يحصل لاعبوه على مستحقات منذ فترة أطول.

ومن يخسر في الملعب هو اللاعب في النهاية وليس مجلس الإدارة أو المدير الفني.. الكل مسؤول لكن كما قال حازم إمام أيقونة الزمالك "أنتم تقللون من أنفسكم.. مش عارفين قيمة الزمالك. اللي بيجي الزمالك القرش فيه بيساوي 10 اللي بيمشي منه محدش بيفتكره".

أعذر بعض اللاعبين الوافدين من أندية صغيرة غير معتادة على اللعب للزمالك، لكن اللوم كل اللوم على من ارتدى قميصه واستفاد شهرة ومال، والنتيجة صفر.

  • الجهاز الفني بقيادة إيهاب جلال توفرت له العديد من المميزات التي لم تتوفر لغيره سواء تدخلات فنية من الإدارة أو صفقات لم يطلبها.. لكنه أصر أن يدخل رهانات فنية غريبة أدت إلى هزائم متتالية وخروج من كأس الكونفدرالية وفشل في احتلال المركز الثاني وربما الثالث أيضا.

لم ينجح رهان إيهاب جلال في الاعتماد على بعض الأسماء التي حصلت على العديد من الفرص، وأسماء أخرى لم تظهر الكفاءة المطلوبة ولازالت تشارك.

إليكم كافة الخيوط.. وكل حسب مسؤوليته. لا يمكن أن تمسك خيطا واحدا وتغض الطرف عن آخر، وكل المشاركين في اللعبة يؤذون أنفسهم بمحض إرادتهم.. فقط تم وضعهم على أول طريق الانتحار!

ناقشني عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات