ملامح التوقف الدولي - الأرجنتين.. أفكار سامباولي تهدد مسيرة التانجو

الأربعاء، 28 مارس 2018 - 17:24

كتب : لؤي هشام

إسبانيا - الأرجنتين

قبل نحو 4 سنوات وصلت بلاد الفضة إلى نهائي كأس العالم وكانت قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب العالمي قبل أن يسجل ماريو جوتزه هدف البطولة للألمان.

ليونيل ميسي

النادي : إنتر ميامي

والآن بعد مضي تلك السنوات الأربع تغيرت الكثير من الأوضاع داخل صفوف التانجو والفريق الذي وصل لنهائي 2014 شبحه هو من يظهر الآن، وما يعكسه مشواره في التصفيات والوديات.

ولكن المنعطف الحقيقي للمنتخب الأرجنتيني كان منذ تولي خورخي سامباولي المهمة خلفا لإدجاردو باوزا الذي قدم نتائج كارثية خلال رحلة تصفيات أمريكا الجنوبية، مع سامباولي انعقدت الكثير من الآمال ولكن الواقع كان مخيبا.

على صعيد النتائج استهل مدرب إشبيلية السابق مشواره بثلاث تعادلات متتالية في التصفيات أمام أوروجواي وفنزويلا وبيرو وأخيرا انتصار صعب على الإكوادور بفضل ثلاثية ليونيل ميسي الذي خطف بطاقة العبور لبلاده وحفظ ماء وجه الأرجنتين.

بعدها وخلال 6 مباريات ودية نجحت بلاد الفضة في الفوز بـ4 مباريات على حساب البرازيل وسنغافورة وروسيا وإيطاليا مؤخرا، والسقوط في مباراتين أمام نيجيريا وإسبانيا.

ولكن ما استدعى الحديث حقيقة عن مدى مناسبة أفكار الرجل الأصلع للتانجو جاء بعد الهزيمة الثقيلة والتاريخية أمام إسبانيا يوم الثلاثاء بستة أهداف مقابل هدف، والتي كانت بمثابة ضربة قاصمة لأفكار سامباولي ونهجه.

النتائج السيئة فتحت الباب أمام سؤال هل كان سامباولي هو الرجل المناسب لتولي المهمة؟ هل تعد أفكاره قابلة للتطبيق مع الأرجنتين؟ وإن كانت قابلة فهل هو الوقت المناسب؟

نتيجة بحث الصور عن ‪argentina coaches year by year‬‏

بعد رحيل باوزا عن مهمته وضع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم مرشحين نصب عينيه وهما سامباولي ودييجو سيميوني مدرب أتليتكو مدريد، ولكن رفض الأخير جعل خورخي الخيار الأوحد ليأتي بعد مفاوضات شاقة مع فريقه الأندلسي.

أفكار سامباولي التدريبية تعتمد على مدرسة الضغط العالي والقوة البدنية والهجوم بكثافة، كان ذلك ما كتب نجاحه مع منتخب تشيلي الذي توج بلقب كوبا أمريكا قبل أن يسير خوان أنطونيو بيتزي (مدرب السعودية الحالي) على النهج من بعده.

وسار خورخي على نفس الخط مع إشبيلية، لذا فالأمر واضح، سامباولي يمتلك هوية وفلسفة لن يتخلى عنها مع محطاته المختلفة أيا كان الاسم، وما يطرح التساؤل هو رغبة الاتحاد الأرجنتيني في التعاقد معه دون النظر إلى مدى مناسبته.

وفي مثل هذه الفلسفة وطريقة اللعب فإن الوقت هو العامل الأهم لتحديد مسار المشوار، وعلى النقيض تماما فإن مدرب تشيلي الأسبق تولى المهمة في وقت حاسم لا يستدعي الكثير من التغييرات ولكنه بدا أكثر تمسكا بطريقته ما فتح باب الشكوك مع كل خطوة في الطريق.

تغافل البعض عن ذكر أن الأرجنتين لم تكن مرشحا قويا للوصول إلى نهائي مونديال 2014، وتغافل البعض الآخر عن ذكر حقيقة أن النهج الدفاعي الذي أتبعه المدرب أليخاندرو سابيلا في البطولة هو ما ساعد على التأهل للنهائي.

نتيجة بحث الصور عن ‪alejandro sabella‬‏

ببساطة اتسم أداء التانجو في تلك البطولة بالواقعية أكثر من الجمالية رغم امتلاك أسماء هجومية بقيمة ميسي وأنخيل دي ماريا وجونزالو إيجوايين وإزكييل جاراي وسيرجيو أجويرو، ولم يحقق الفريق انتصارا بفارق أكثر من هدف طوال مشواره.

ولكنه في النهاية مع عدم امتلاك أسماء دفاعية بنفس الجودة كانت هذه الطريقة هي الأنسب والأكثر فاعلية. إذا هل تغير هذا الوضع في قائمة الأسماء المتاحة حاليا؟ الإجابة لا، والأدهى أن ما يطلب منهم لا يناسب إمكانياتهم بالأساس.

اعتمد سامباولي خلال معظم مشواره على ثلاثي في الخط الخلفي مع انتهاج الضغط العالي ما أسفر عن مساحات شاسعة خلف الدفاع "الغير سريع" وبالتالي كانت تصنع هجمات المنافسين خطورة كبيرة.

تباعد المسافات أيضا بين الخطوط كان السمة الأبرز، وظهر عدم توافر اللاعب القادر على الربط بين خطوط الفريق بسلاسة في ظل أن ميسي يلعب بالأمام وكذلك يتعرض لرقابة لصيقة للغاية من الخصوم تحرمه من المساحات، وحتى مع قدرته الكبيرة على التمرير فإن زملائه ظهروا غير متفهمين لمهام.

كان ذلك تحديدا ما حدث خلال مشوار التصفيات قبل أن ينقذهم ليو بفعلته الثلاثية أمام الإكوادور، ولكن مع قدوم فترة الوديات استعدادا للمونديال لم يظهر أن الأمور باتت أفضل حالا.

صحيح أن الأرجنتين ظهرت أكثر تماسكا عما كان الحال في التصفيات ولكن في النهاية ظلت الأسماء التي تشارك غير قادرة على تطبيق أفكار سامباولي بنفس الجودة الطامح إليه مع عدم امتلاك الدفاعي لقدرة كبيرة على التمرير بكفاءة وبناء الهجمة، وظل خورخي متمسكا بفلسفته.

أمام كلا من إيطاليا وإسبانيا مؤخرا اعتمد المدرب الأرجنتيني على خطة 4-2-3-1 بعد فترة من الاعتماد على الثلاثي الخلفي وربما كان ذلك بسبب اعتماد كلا منتخبين على ثلاثي في الهجوم، وفي لقاء الأتزوري ورغم الفوز بهدفين إلا أن لاعبي التانجو وقعوا في الكثير من الأخطاء.

هنا خطأ في التمرير بعد التعرض للضغط، بجانب تباعد المسافات بين لاعبي الدفاع ما أدى لهجمة خطيرة انتهت بانفراد لورينزو إنسيني أمام كاباييرو ولكنه سددها مرتفعة.

أمام إسبانيا لم يختلف الوضع كثيرا، وغالبية أهداف السداسية جاءت بطريقة مشابهة. مساحات شاسعة في الخلف وخطأ في التمرير تحت ضغط ومن ثم هز الشباك.

في الشوط الأول ورغم التماسك النسبي عن نطيره الثاني، إلا أن أخطاء الرقابة الدفاعية كانت واضحة أيضا. ذلك ظهر في الهدفين الأول والثاني للاروخا.

اندفاع أوتاميندي في الهدف الأول تسبب في مساحة لدييجو كوستا مكنته من التسجيل

وهنا إيسكو بلا رقيب داخل منطقة الجزاء في الهدف الثاني

في الشوط الثاني ومع الاندفاع للتسجيل ظهرت المساحات بوضوح وظهر فارق السرعات مع مهاجم إسبانيا، الصور التالية تشرح الهدف الثالث والرابع والخامس (من تمريرة إثر ركلة مرمى) والسادس خطأ في التمرير بعد ضغط ومن ثم انفراد

قلبا الدفاع نيكولاس أوتاميندي وماركوس روخو اللذان استقر عليهما سامباولي في الوديتين لا يتمتعان بالسرعات الكافية وإن كان الأول أفضل في التمرير من الثاني.

والظهيران (حجر الأساس في الضغط العالي) هما فابريسيو بوستوس ونيكولاس تاجليافيكو ولا يبدو أنهما يتمتعان بجودة كبيرة أو خبرة دولية.

على سامباولي مراجعة أفكاره وأسلوبه قبل بداية المونديال لأنه إن استمر الحال على نفس المنوال فإن قادم المحطات بالمونديال قد تحمل خروجا موجعا.

طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - البرتغال.. حيرة الاستقرار على الهوية)

طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - إسبانيا.. الأهداف مستمرة ودليل استخدام إنييستا وإيسكو)

طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - إنجلترا.. مراكز جديدة برعاية ساوثجيت)

طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - تونس.. استفادات بالجملة والطيور المهاجرة تغازل المونديال)

اقرأ أيضا:

إيهاب جلال: شيكابالا وكهربا ومصطفى فتحي لاعبون من العيار الثقيل.. أهلا بعودتهم

ملامح التوقف الدولي - إسبانيا.. الأهداف مستمرة ودليل استخدام إنييستا وإيسكو

خبر في الجول – السعيد لن يعود للأهلي الآن بعد انتهاء معسكر الفراعنة

بالفيديو - مفاجأة "جيدة" من صلاح للأطفال.. "هل هو حقيقي" و"لا أحب لحيته"

أرقام في الجول – لن تصدق كم لاعبا تسلم الكرة أقل من السعيد الذي لعب 26 دقيقة فقط!

لاعب أرسنال السابق لـ في الجول: النني يلعب لأجل من حوله.. لهذا يحبه المدربون

التعليقات