قصة سداسية اليونان التي أقالت الجوهري واستدعت التدخل الرئاسي "أسقطها من ذاكرتي"

الأحد، 25 مارس 2018 - 16:44

كتب : أحمد العريان

صحف اليونان عام 1990

"أسقط تلك المباراة من ذاكرتي ولا أريد أن أتذكرها" هكذا يعبر أحمد شوبير الحارس التاريخي لمنتخب مصر عن ودية اليونان 1990.

فترة التسعينيات كانت عامرة بالقصص المثيرة لكرة القدم المصرية، ولعل مباراة اليونان المقبلة للمنتخب فرصة لفتح صفحة قديمة كان لها أثرا على المنتخب لسنوات.

أشهر قليلة مرت بعد إنجاز المشاركة في كأس العالم 1990 واستقبال الجمهور للجوهري وأبنائه في المطار والشوارع، حتى بدأ المنتخب يستعد من جديد والهدف هو أمم إفريقيا ومعاودة بلوغ المونديال، لكن محطة في منتصف الطريق أوقفت كل شيء. هزيمة قاسية بسداسية والنتيجة إقالة الجوهري.

بعد الوصول لكأس العالم 1990 ورغم توديع البطولة من الدوري الأول، ارتفع سقف طموحات المصريين كثيرا، ووصل الأمر للجوهري يصرح "بعد أن بكينا لخسارتنا أمام إنجلترا.. سندخل كأس العالم 1994 للمنافسة عليها".

وفي ظل هذه الأجواء الحماسية والرغبة لتسارع الأيام كي يأتي كأس العالم 94 سريعا ونشاهد منتخبنا مرة أخرى يلعب مع كبار العالم، يستيقظ الجميع على هزيمة مذلة من بلد لم تبلغ المونديال الماضي من الأساس.

مباراة ودية بين منتخب مصر واليونان في العاصمة أثينا ووسط جماهير يونانية وإدارة تحكيمية للبلغاري لوبي سباسوف.

كانت الأمور تسير بشكل منطقي. اليونان متقدمة على أرضها بهدفين مقابل هدف حتى الدقيقة الـ79، وهنا يحدث الأمر الغريب! المباراة انتهت بفوز اليونان 6/1.

كانت تلك هي آخر مواجهة بين مصر واليونان، وFilGoal.com يسرد لكم قصتها بمناسبة مباراتنا الودية مع بلاد الإغريق بعد أيام.

منتخب مصر وقتها كان عائدا لتوه من مشاركة نادرة في كأس العالم، فيما كانت اليونان بعيدة عن الساحة الكروية منذ 1980 والظهور في أمم أوروبا.

أحمد الكأس مهاجم منخب مصر السابق يتذكر لـ FilGoal.com تفاصيل المباراة، فيقول "كانت مباراة صعبة وسط جماهير يونانية متحمسة وحكم غريب".

وأضاف "أذكر أننا كنا نسير بشكل طبيعي حتى الدقائق الأخيرة وهنا قرر الحكم تغيير النتيجة. قرارات عكسية وحالات طرد لنا حولت النتيجة إلى 6/1".

حكم المباراة أشهر بطاقة حمراء في وجه إبراهيم حسن ظهير أيمن منتخب مصر في الدقيقة الـ70. كانت النتيجة وقتها تشير لتقدم أصحاب الأرض بهدفين مقابل هدف، لكن بعد ذلك تحولت إلى 6/1 في 11 دقيقة.

الطرد لم يكن القرار الوحيد من حكم المباراة المؤثر على النتيجة، بل كانت مجرد بداية لاحتساب ثلاث ركلات جزاء في 10 دقائق حولوا النتيجة إلى هذا الفارق الكبير.

أحمد شوبير حارس منتخب مصر في تلك المباراة يقول لـ FilGoal.com: "مباراة للنسيان، مباراة سقطت من ذاكرتي ولا أريد تذكرها".

وأضاف "لا أذكر سوى ثلاث ركلات الجزاء احتسبهم الحكم المتحامل علينا، حولوا النتيجة إلى 6/1. أذكر أيضا لاعب اليونان سافاركوس الذي كان يسدد بوجه قدمه تصويبات لا تصد في ركلات الجزاء".

تلك المباراة لهذا الجيل اليوناني كانت مقدمة لعودة بلاد الإغريق إلى الساحة الأوروبية، فشاركت اليونان في كأس العالم 1994 لأول مرة في تاريخها.

التحامل التحكيمي لم يقنع اتحاد الكرة، والتأهل لمونديال 90 لم يشفع للجوهري، فتقرر إقالة الجهاز الفني من منصبه على خلفية تلك المباراة.

شوبير يقول "أسخف ما في تلك المباراة أنها تسببت في إقالة الراحل الجوهري. تلك الخطوة من اتحاد الكرة أضاعت علينا التأهل لكأس العالم 1994".

بعد تلك المباراة قرر اتحاد الكرة إقالة الجوهري وتعيين ديتريش فايتسا الألماني.

المدرب الألماني تولى تدريب منتخب مصر خلال دورة الألعاب الإفريقية، لكن المنتخب فشل تماما في تلك البطولة لتتم إقالته أيضا.

أحمد الكأس يقول "عاد الجوهري لتدريب المنتخب بعد دورة الألعاب الإفريقية بقرار رئاسي. الرئاسة تدخلت وقتها لإعادة الجوهري للمنتخب مرة أخرى بعد سوء النتائج".

عودة الجوهري في ولايته الثانية لمنتخب مصر أسفرت سريعا عن تتويج بالبطولة العربية على حساب السعودية في المباراة النهائية، لكنها لم تدم طويلا بعدما فشل المنتخب في بلوغ مونديال 94 بسبب الطوبة الشهيرة وإعادة مباراة زيمبابوي، وهنا قرر الجوهري نفسه الاعتذار عن عدم الاستمرار في منصبه.

هكذا كانت مباراة مصر واليونان الأخيرة الودية، والتي رغم أنها لم تزد عن كونها ودية، لكن ترتب عليها أثار كبيرة على المنتخب استمرت لسنوات.

المباراة التالية ستكون هامة أيضا أمام اليونان. نعم هي مباراة ودية، لكنها هامة جدا لإكساب لاعبي المنتخب الثقة، خاصة بعد خسارة البرتغال الأخيرة، وللثأر أيضا من نتيجة 92.

اقرأ أيضا

أسطورة ليفربول: أحيانا يفضل منظمو المباريات ألا يفوز صلاح بجائزة الأفضل

مدير المنتخب يكشف كواليس "غضب" ورسالة كوبر للاعبين بعد ودية البرتغال

وزير الرياضة: التليفزيون المصري سيذيع 24 مباراة من كأس العالم

اتحاد الكرة يوضح حقيقة "بند التعويض ضد إصابة رونالدو" في ودية البرتغال

كوبر يوضح سبب الدفع بالشناوي أمام البرتغال

كوبر: صلاح من أفضل 3 لاعبين في العالم.. ولو واجهنا البرتغال مرة أخرى قد نفوز

التعليقات