كتب : إسلام مجدي | الخميس، 15 مارس 2018 - 13:55

مقال رأي - وداعا للمنطق.. أهلا بحرب عبد الله السعيد

عبد الله السعيد - الأهلي - الوداد

بعد شهرين من الصراع انتهى الأمر بتجديد السعيد للأهلي، لكنها لم تكن النهاية وفوجيء الجميع بعرض اللاعب للبيع بعد ساعات من التجديد.

بدأت القصة بيان رسمي على موقع النادي يقول إن رئيس المؤسسة يطالب لاعبيه بحسم موقفهما من التجديد. الأمر الذي أثار غضب الجماهير تجاه اللاعبين وأجج الأحداث.

فيما يخص تجديد العقود فقانون بوسمان الخاص برحيل اللاعبين في أخر موسم لهم مع أنديتهم دون تجديد واضح، إن دخلت عامك الأخير في عقدك مع النادي ومرت 6 أشهر ولم تجدد تعاقدك، يحق لك في آخر 6 أشهر أن توقع لأي فريق مجانا، تلك هي القاعدة وهذا هو نظام الاحتراف في العالم أجمع.

لا شك أن هناك حساسية كبيرة للكرة في مصر تحديدا أكثر من أي مكان آخر أو ربما نشعر بذلك لقربنا من دائرة الأحداث، لا يمكن أن يوقع لاعب من فريق إلى أخر إلا والحديث حول الحروب والقيم والأمر يتحول إلى معركة رغم أننا نطالب بدوري المحترفين منذ عدة أعوام.

بغض النظر عن المطالبة بدوري محترفين، كيف نتمنى وجود احتراف حقيقي في ظل الدعم الدائم لحالة الاحتقان بين الجماهير؟ خاصة في ظل غيابهم عن المدرجات ما يعني أنهم لا يمتلكون سوى مواقع التواصل الاجتماعي وحينها سنرى العديد من التهديدات، لذا إن عادوا يوما ما فالاشتباكات واردة طالما أن الحالة متأججة.

موضوع تجديد عقد أحمد فتحي وعبد الله السعيد أخذ حجما مهولا وطاقة كبيرة جدا من الجميع، أولا هما من أفضل لاعبي منتخب مصر ولا جدال على مستواهما الرائع، لكن هناك جانب غير منطقي كبير في تلك الهالة.

الشهرة والنجومية أمر مهم في هذا، نتحدث عن الجانب التسويقي، كلاهما تبرز صورته بجانب سؤال كبير بالخط العريض :"من يكون بديل فتحي والسعيد". حينها تجد نفسك بلا إجابة فتصاب بالحيرة. لكن هل هذا ممكن؟ بالطبع لا يستحيل ألا يكون هناك لاعب بلا بديل في العالم أجمع، سيأتي يوما ما وليونيل ميسي نجم برشلونة سيعتزل وحينها سيظهر بعد أعوام قليلة نجم آخر يخطف الأضواء، تلك هي كرة القدم وهذا أمر طبيعي، الأهلي لم يمت مثلا بعد اعتزال محمد أبو تريكة أسطورته، والأمر ذاته مع الزمالك وحازم إمام.

إدارة الأهلي فضلت التمسك بالثنائي، لكنها أيضا أرادت فعل ذلك بأقل سعر ممكن لتجديد العقود، من هنا كان يجب العمل بمبدأ العرض والطلب. لكن الحديث المتواصل عن انضمامهما سواء لأندية خارجية أو لناد منافس ليست خطوات تجديد بل خطوات ضغط.

إن كنت تريد اللاعبين لكنت أنجزت المهمة سريعا، لكن المماطلة جعلت الأمور تخرج عن السيطرة بعض الشيء، شهر ونصف من الأخبار المتكررة عن رحيل فتحي والسعيد، ما دفع الجماهير للهتاف ضد الثنائي في مواجهة هامة للغاية دون النظر بواقعية لمجرى الأحداث.

تخيل أنك لاعب وقيمتك كبيرة وكل اللاعبين القدامى يشيدون بك ويقولون إنك بلا بديل وناديك يعترف بذلك، ألن تطلب المستحيل ليك يلبى من أجلك؟ تخيل أن الكل صورك على أنك الأهم على الإطلاق في تاريخ النادي، والبعض تحدث عن أهمية دورك أليس من حقك أن تطلب المزيد وإلا سترحل؟

أيا كان اختيارك فأنت ستتحمل نتيجته، مانشستر يونايتد رحل عنه لاعبون إلى مانشستر سيتي، هل هذا يعني محوهم من التاريخ؟ الأمر طبيعي ويحدث، ربما يغضب بعض اللاعبين زملائه لكن هل يدفعك ذلك لكرههم؟

روبن فان بيرسي طارد حلمه من أجل الفوز بلقب الدوري وانضم من أرسنال إلى مانشستر يونايتد، هل هذا يعني أنه أصبح مكروها إلى الأبد؟ ولا مكان له في عالم كرة القدم؟ الأمور ليست بهذا التعقيد، عالم كرة القدم تطور وتغير تماما وعلينا أن نعود إلى أرض الواقع.

كرة القدم أصبحت مجالا للأعمال وصناعة، لم تعد حول الانتماء والبقاء طوال 15 عاما لناديك، الآن الكل يبحث عن المال والصناعة، الأمجاد ستأتي مع الوقت ومعظمهم ليس قلقا.

نيمار رحل عن برشلونة إلى باريس سان جيرمان البعض قال إنه للخروج من ظل ميسي وآخرون قالوا من أجل مستقبل النادي الفرنسي، لكن الحقيقة كانت حول المال، هل يعيبه ذلك في شيء؟ سيتحمل النتيجة إلى النهاية.

لم يكن منطقيا من الأساس أن تقام ما سميت بـ"الحرب" بين الجميع من أجل لاعب واحد يحاول البحث عن أفضل طريقة ممكنة للاستفادة من مميزاته وهو في الـ32 من عمره.

من الطبيعي أن يبحث الجميع عن مصلحته، الأهلي والزمالك والسعيد والكل، لكن من غير الطبيعي وغير المنطقي أبدا أن تنشأ تلك الحالة فلا يصبح لنا ليل نهار حديث سوى ذلك.

ما لم يقله أحد حتى الآن من الطرفين أن ما يحدث حول ذلك العقد هو أمر خرج عن السيطرة من الجميع، طالما أننا أصبحنا نحيا في حقبة يسيطر عليها عنوان "قصف الجبهات" فطبيعي أن نودع المنطق.

قبل أن توقع مع لاعب عليك أن تسأل نفسك إن كان سيفيدك؟ إن كان ما ستدفعه سيمنحك فعليا الإضافة الهائلة؟ أم أن هناك خيارات أفضل وأكثر إضافة؟ في المقابل، إن كنت دفعت مبالغ طائلة لضم لاعبين وأيضا تحصلت على أخرى من بيع لاعبين فمن الطبيعي أن يحاول البعض الخروج عن سقف الرواتب.

في مانشستر يونايتد خرجت عدة تقارير تقول إن النادي يدفع راتب 500 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا للوافد الجديد أليكسيس سانشيز، لتخرج تقارير في المقابل تقول إن بعض نجوم الفريق وأبرزهم بول بوجبا غاضبين من قلة رواتبهم. يونايتد رفع السقف وبالتالي يتحمل النتيجة.

الأهلي دائما يقول إنه لا يقف على لاعب رحل وبالفعل أثبت ذلك كثيرا، فلماذا اكترث بهذا الحد وكل هذه الضجة من أجل السعيد؟ في المقابل الزمالك كان سيدفع مبلغ خيالي من أجل عبد الله لكن في ظل الأزمة المالية الحالية هل احتاج لذلك فعلا؟ الأمر كله كان من أجل "قصف جبهة" الأهلي أليس كذلك؟ لهذا كان العنوان "صفقة القرن".

إن كان تفكير إدارات الناديين انحصر في معركة بهذا الحجم لمدة ما يقرب من الشهر والنصف على لاعب واحد، فالأمر ينذر بعودة للوراء، خاصة مع تطور عالم كرة القدم فسنكون في التسعينيات والعالم أجمع في 2020.

للتواصل مع الكاتب

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات
مقالات حرة
مقالات حرة
مقالات حرة