مرشح جديد لتدريب بايرن ميونيخ.. الوفي المثير للجدل صاحب إعجازات فرايبورج

السبت، 10 مارس 2018 - 17:57

كتب : عمر الجراحي

كريستيان شترايش

عاد يوب هاينكس وأنقذ موسم بايرن ميونيخ، لكن العجوز المتقاعد سابقا أكد أنه لن يستمر في الموسم المقبل، فمن يكون خليفته في تدريب العملاق البافاري؟

تحدثت صحيفة بيلد الألمانية عن تواصل حدث بين إدارة بايرن ميونيخ وكريستيان شترايش، المدير الفني لفرايبورج، من أجل أن يتولى مسئولية تدريب الفريق في الموسم المقبل خلفًا ليوب هاينكس.

الخبر كان بمثابة المفاجأة والصدمة في نفس الوقت لمشجعي العملاق البافاري، فمن جهة اسم شترايش ليس بالمشهور ومن جهة أخرى هناك تشكيك واضح في قدرات المدرب الذي لم يخرج من فرايبورج تدريبيًا منذ عام 1995.

هاينكس مدرب البايرن تحدث قبل المواجهة المرتقبة بين البايرن وفرايبورج في البوندسليجا واصفا شترايش بـ"المدرب الاستثنائي" مما قد يكون بمثابة التأكيد أن صاحب الـ 52 عاما قد يكون على رادار إدارة أولي هونيس.

وفي الأيام الماضية، كان الثنائي توماس توخيل ويوليان ناجلسمان فقط هو المطروح من قبل الصحافة مع تفضيل واضح لتوخيل وإشارت على ذلك برفضه لأكثر من ستة عروض من مختلف الأندية الأوروبية، ولكن يبدو أن شترايش أيضا يمتلك حظوظًا واضحة.

في هذا التقرير نرصد لكم أبرز الأمور عن شترايش..

العاشق الوفي

يُعد شترايش مثالا رائعا في الوفاء لناديه، حيث أنه خاض أغلب مسيرته داخل فرق مدينة فرايبورج، وانتهى به المطاف بعد الاعتزال للعمل في فرق الشباب لفرايبورج منذ عام 1995 وحتى 2007 عندما تحول للعمل كمساعد لروبن دوت في الإدارة الفنية للفريق الأول.

من المعروف عن شترايش عشقه لفرايبورج، فعلى الرغم من تلقيه اهتمامات واتصالات من مختلف الأندية الألمانية إلا أنه يأبى الرحيل عن فريق مدينة الغابات السوداء، إلى جانب ثقة الإدارة الكبيرة به والتي تتبلور في تجديد عقد المدرب عند هبوط الفريق في 2015.

شترايش عمل كمساعد لروبن دوت، المدرب الذي قاد طفرة ملحوظة لفرايبورج وأعاده للبوندسليجا واحتل معه مركزا متقدما في الترتيب، ومع رحيله إلى باير ليفركوزن في عام 2011، رفض شترايش الرحيل معه وفضل البقاء والعمل كمساعد لمايكل سورج الذي لم يعمل سوى ثلاثة أشهر ثم أقيل وتولى شترايش المهمة مطلع عام 2012 وتمكن من تحقيق الهدف الأهم وهو البقاء في البوندسليجا.

رابع أفضل مدرب في ألمانيا

في ثاني مواسم شترايش كمدرب لفرايبورج، حقق الإعجاز بالفعل معه، إذ سجل المركز الأفضل على الإطلاق لفريقه في البوندسليجا، باحتلاله المركز الخامس وتأهله للدوري الأوروبي في موسم 2012/2013 وبفارق 4 نقاط فقط عن صاحب المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال، شالكه إلى جانب وصوله لنصف نهائي كأس ألمانيا قبل أن يخرج على يد شتوتجارت.

الإعجاز يكمن في أن أغلب لاعبي فرايبورج قادمين من الدرجة الثانية وأغلبهم أيضا من الشباب، إلى جانب ضعف ميزانية الفريق التي لم تتخط 10 ملايين يورو، هذا الأمر أهله لكي يُختار من قبل الجماهير كرابع أفضل مدرب في ألمانيا بعد يوب هاينكس المتوج بالثلاثية التاريخية لبايرن ميونيخ، ويورجن كلوب ولوسيان فافري مدرب بوروسيا مونشنجلادباخ.

هذه الطفرة كان من الصعب البقاء عليها، اضطر الفريق إلى بيع أكثر من لاعب وتعويضهم كالعادة باللاعبين الشباب، مما أدى إلى عودة فرايبورج مجددا إلى صراع الهبوط ولكن حقا كان من المميز أن يستمر فرايبورج في الموسم التالي بالدوري على الرغم من أن منافسيه "هامبورج وشتوتجارت وبريمن" يمتلكون إمكانات مادية وجماهيرية أكبر بكثير، مما يحسب في المقام الأول لشترايش.

المشاغب على الخطوط وفي المؤتمرات الصحفية

تعير الصحافة الألمانية الكثير والكثير من الاهتمام لكلمات شترايش في المؤتمرات الصحفية، فمن المعروف أن مؤتمرات شترايش يتحدث فيها عن شتى أمور الحياة وأحيانا يتطرق إلى السياسة فيها، فعلى سبيل المثال، تحدث في مرة عن أزمة اللاجئين إلى جانب حب الصحافة لسؤاله عن الصفقات المختلفة للأندية وتقنية الفيديو التي لا تعجبه أيضًا.

شترايش حاله كحال مدربين كثيرين يعد من أكثر المدربين نشاطا على خط التماس ومع الحكم الرابع، ولكن من المثير حقا كيف أنه ينتقد التحكيم دائما في مؤتمراته الصحفية.

متعامل ممتاز مع اللاعبين في غرف خلع الملابس

"هل تظن أننا نتحدث مع المدرب فقط عن كرة القدم في غرف خلع الملابس؟ لا، نحن نتحدث عن دونالد ترامب وعن سياسات تركيا أيضا." هذا ما قاله نيل بيترسن مهاجم فرايبورج عند سؤاله عن شترايش، إذ يمتلك فريق الجنوب لاعبين من تركيا وأمريكا، وفي إطار محاولات المدرب التفاعل معهم يتطرق إلى الحديث في مثل هذه الأمور لإشعارهم بأنهم ليسوا غرباء في ألمانيا.

شترايش يحسب له علاقاته المميزة مع اللاعبين، فلم يخرج لاعبٌ من قبل منتقدا إياه، بل على النقيد الجميع يشيد به وبطريقة عمله.

أيضا يحسب لشترايش قدرته المميزة على تطوير اللاعبين، فمثلا دانييل كاليجيوري بدأ معه كظهير أيمن ثم حوله إلى جناح أيمن قبل أن ينتقل إلى فولفسبورج ويتألق هناك، تطويره لماكس كروزه الذي أهله للانضمام إلى جلادباخ ثم المنتخب الألماني مع ماتياس جينتر المدافع الدولي.

تتدرب تحت يدي شترايش مجموعة من اللاعبين المشهورين في البوندسليجا حاليا والمنتشرين في أندية كثيرة، مثل أدمير محمدي وفيليكس كلاوس وجوناثان شميدت وفلاديمير دارديا وأوليفر باومان ومؤخرا موهبة ألمانية كبيرة جدا كفيليب ماكس المنضم لدورتموند، إلى جانب جريفو لاعب جلادباخ الحالي وغيرهم، جمعيهم لاعبون جيدون وتطوروا بشكل ملحوظ في فرايبورج.

على الصعيد التكتيكي.. الهجوم فقط

كعادة أغلب مدربي ألمانيا، يحبذ شترايش طريقة 4/2/3/1 إلى جانب أنه من المدربين ذات الطابع الهجومي الذي من النادر أن تشاهد له مباراة مع فريق من نفس مستواه ويلجأ إلى الدفاع حتى ولو كان متقدما في النتيجة.

شترايش قريب إلى طريقة هاينكس، هو يحب تواجد جناحين أقوياء يستطيع من خلالهم مباغتة الفريق الآخر ومع كل موسم له ستجد معه مهاجم دائم يسجل عدد كبير من الأهداف يعتمد عليه كليا، كماكس كروزه وبيترسن وغيرهما، مما قد يفسر إعجاب هاينكس به.

في النهاية، يمكن القول أن شترايش مدرب مخضرم في البوندسليجا يعرف جيًا كيف يكسب النقاط، وفي لفريقه فرايبورج، يحب الهجوم ويمتلك علاقات مميزة مع لاعبيه ومصدر مثير بالنسبة للصحافة، تجربة إن حدثت لبايرن ميونيخ قد يكون فيها نوع من أنواع المجازفة، فروبن دوت المدرب الأسبق لفرايبورج والذي عمل شترايش مساعدا له كان مميزا أيضا في فرايبورج، ولكن بمجرد أن خرج تحول إلى واحد من أسوا المدربين في ألمانيا، ولكن يظل لشترايش بريقه الخاص الجاذب لأغلب الفرق الألمانية، إلا أن السؤال المهم.. هل يكون شترايش مناسبا لفريق بحجم بايرن؟ أم أنه مناسب أكثر لفريق متوسط يطمح لمركز متقدم؟ وهل هو أفضل حالا من مدربين كتوخيل وناجلسمان مليئين بالطموح ولم يتوقف سقفهم عند الاستمرار في ناديهم المحبب لقلبهم؟

التعليقات