كتب : محمد يسري | الأحد، 11 فبراير 2018 - 11:48

مقال رأي - كيف تسبب فينجر في خسارة أرسنال لدربي شمال لندن؟

النني - أرسنال - توتنام

بعد تقديمه لشوط أول قد يوصف بالممتاز لما قدمه الفريق من انضباط دفاعي، لم يحضر أرسين فينجر في شوط المدربين ؛ فخسر أرسنال من توتنام في دربي شمال لندن.

خسارة أرسنال جمدت رصيد الفريق عند النقطة 45 ليستمر في المركز السادس ويبتعد عن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا؛ بل وربما يفقد فرصه إنهاء الدوري في هذه المراكز باعتراف من فينجر نفسه عقب خسارة المباراة. مما يعني أن أرسنال لن يشارك في دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي بعد غيابه عن النسخة الحالية، وبات الطريق للمشاركة هو الفوز بلقب الدوري الأوروبي هذا الموسم.

تأمين دفاعي وفشل هجومي

لم يعد فينجر يهتم بعد بالاستحواذ على الكرة أو فرض سيطرته على الخصم. لذا كان عنوانه في الشوط الأول هو الاعتماد على التأمين الدفاعي مع ضرب توتنام عن طريق الكرات المرتدة وعليه تواجد محمد النني مع جرانيت تشاكا وجاك ويلشير في خط الوسط مع وجود ميسوت أوزيل وهنريك مخيتاريان يمينا ويسارا على الأطراف خلف بيير هنريك أوباميانج.

التشكيل الذي دفع به فينجر أغلق كل المساحات على هجوم توتنام، وهو ما اعترف به ماوريسيو بوكيتينو بنفسه عقب نهاية اللقاء.

وقال بوكيتينو: "في الشوط الأول لم نخلق الكثير من الفرص لأننا وجدنا صعوبة في إيجاد المساحات".

وجود النني خلف تشاكا وويلشير أغلق عمق الملعب على توتنام، ليضطر فريق بوكيتينو للذهاب إلى الأطراف. لكن عودة أوزيل ومخيتاريان لمساندة ظهيري الجنب هيكتور بيليرين وناتشو مونريال جعلت مواجهات توتنام للاعبي أرسنال تكون في موقف 1 ضد 1؛ فكان الوصول لمرمى بتر تشك مستحيلا.

خريطة تحركات أوزيل ومخيتاريان في المباراة توضح عودتهم لتقديم الأدوار الدفاعية.

هكذا تحرك مخيتاريان.

وهكذا تحرك أوزيل.

نجح لاعبو فينجر في تنفيذ الشق الأول مما أراد وقدم أرسنال شوطا دفاعيا رائعا؛ لكنهم فشلوا في تنفيذ الجانب الأخر المتمثل في اللعب على الهجمات المرتدة. لماذا؟

لا يتمتع أوزيل ومخيتاريان بعنصر السرعة الكافي للتحول من الدفاع للهجوم، كما أن تنفيذ أرسنال للمرتدات لم يكن جيدا وكان بطيئا أيضا مثل أوزيل، بينما لم تكن سرعة أوباميانج وحدها قادرة على صنع الفارق في ظل بقاء يان فيرتونخين ودافنسون سانشيز في الخلف مع إريك داير.

البطئ لم يكن سمة الهجمات المرتدة فقط لأرسنال، بل كان حاضرا في عملية بناء الهجمة أيضا.

تمريرات أرسنال حين كان يستحوذ على الكرة كانت بطيئة وتقليدية بسبب تنظيم توتنام الدفاعي الجيد ولم تحمل أي تمريرة إبداعية خصوصا وأن أوزيل ومختياريان تمركزا على جانبي الملعب ولم يتواجدا في العمق إلا قليلا حين كان يتحرر أوزيل ويدخل إلى عمق الملعب ويذهب النني أو تشاكا بدلا منه في الناحية اليمنى مع بيليرين.

لهذا لم يخلق أرسنال سوى فرصتين فقط للتسجيل كانا عن طريق أوزيل في الشوط الذي حاز فيها الفريق على الكرة بنسبة 41% فقط.

كيف تهدم ما فعلته في الشوط الأول بسبب النني؟

هدف هاري كين الذي سجله بعد بداية الشوط الثاني مباشرة لم يتسبب في إنهيار أرسنال بقدر ما فعله فينجر نفسه في الفريق.

وجد بوكيتينو الحل للوصول لمرمى أرسنال عن طريق العرضيات المبكرة من منتصف الملعب فسجل منها كين وكاد أن يضيف الهدف الثاني بعدها بدقائق.

تلك الخدعة فعلها توتنام مرة واحدة فقط في الشوط الأول وكانت أخطر فرص الشوط لكنه لم يجربها ثانيا حتى سجل منها كين هدف الفوز في الشوط الثاني.

أماكن عرضيات توتنام.

بعد الهدف ولمدة 15 دقيقة سيطر توتنام، وبدلا من تحرير ظهيري الجنب وتقدمهم للأمام والدفع بألكسندر لاكازيت على حساب تشاكا واللعب بثنائي هجومي مكون من لاكازيت وأوباميانج وخلفهم أوزيل لكي يواجه تكتل دفاع توتنام، قرر فينجر سحب النني ومخيتاريان والدفع بأليكس أيوبي وأليكساندر لاكازيت وعدل من طريقته التي كانت أقرب لـ4-1-4-1 في الشوط الأول إلى 4-2-3-1 بعودة ويلشير بجانب تشاكا مع نقل أوباميانج إلى اليسار وتحويل أوزيل صانعا للألعاب مع وجود أيوبي في مركز الجناح الأيمن.

تغييرات فينجر هدمت كل ما فعله في الشوط الأول من تأمين دفاعي.

وجود النني كان سببا في ظهور أرسنال دفاعيا بشكل رائع لركضه الدائم خلف الكرة –حتى ولو لم يلمسها- وتغطيته للمساحات وهى الميزة التي لا تتوافر في تشاكا أو ويلشير.

بعد خروج النني لم يتحسن هجوم أرسنال؛ بل تهلهل خط دفاعه وفقد خط وسطه أي فرص في السيطرة على الكرة بسبب الضغط الدائم من ديلي ألي وسون وكريستين إريكسن على حامل الكرة.

وهنا صال وجال توتنام في وسط ملعب أرسنال دون أي رقابة أو تواجد دفاعي. وسيطر توتنام عن طريق موسى ديمبلي وألي وإريكسن وكين ثم لاميلا بعد نزوله بدلا من سون.

كما أن إيوبي احتاج 25 دقيقة كي يدخل أجواء المباراة وقدم فرصة رائعة للاكازيت في الدقيقة 90 لم يستغلها المهاجم الفرنسي الذي لم يدخل أجواء المباراة مطلقا وأضاع أخطر فرصتين لأرسنال في المباراة.

بجانب أن نزول لاكازيت أثر على أوباميانج الذي اختفي الجبهة اليسرى ولم يلمس الكرة سوى 10 مرات بعد نزول المهاجم الفرنسي الذي لمس الكرة 8 مرات فقط.

أثناء تلك الـ25 دقيقة كان توتنام هو الفعل. سواء بالاستحواذ على الكرة وتهديد مرمى أرسنال، أو بترك الكرة لأرسنال والعودة لمناطقه لسد المساحات وجعل تمريرات أرسنال سلبية بلا فائدة.

استمر فينجر في عملية تفريغ خط وسطه وسحب تشاكا ودفع بداني ويلباك في الدقيقة 86 ليصبح أرسنال يلعب بثلاثة مهاجمين على أن يقوم أوزيل وويلشير بتقديم الكرات لهم. لكن الأمر لم يفلح لأن قبل نزول ويلبيك دفع بوكتيتينو بفيكتور وانياما بدلا من ألي للتأمين الدفاعي.

هدم فينجر كل ما فعله في الشوط الأول بعد تغييراته في الشوط الثاني الذي تفوق فيه بوكيتينو ووجد الحل للوصول لمنطقة جزاء والفوز بالمباراة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات