كيف تأثر ليفربول أمام سوانزي سيتي بسبب رحيل كوتينيو

الثلاثاء، 23 يناير 2018 - 22:18

كتب : محمد يسري

فيليبي كوتينيو - برشلونة

"خسرنا المباراة في الشوط الأول ليس لأننا استقبلنا هدفا لكن لأننا فشلنا في الحفاظ على الاستحواذ" هكذا علق يورجن كلوب المدير الفني لليفربول على خسارة فريقه أمام سوانزي سيتي بهدف دون رد في الجولة 24 للدوري الإنجليزي.

الخسارة التي جاءت مباشرة بعد الفوز على مانشستر سيتي وإلحاق الهزيمة الأولى بكتيبة بيب جوارديولا في الدوري، لم تأت بسبب تهاون من اللاعبين أمام متذيل الترتيب لكن لغياب الحلول في صناعة الفرص التي يبدو وأن الفريق افتقدها بعد رحيل فيليبي كوتينيو إلى برشلونة، والتي أثرت بالسلب على مردود الفريق الهجومي تحديدا الثلاثي محمد صلاح، فيرمينو وساديو ماني.. كيف؟

كوتينيو كان أكثر من صنع فرصا للتسجيل بتقديمه 40 فرصة خلال 14 مباراة خاضها مع ليفربول في الدوري، وذلك بعدما تأخر تمركزه في الملعب من الثلث الأخير إلى خط الوسط لبناء الهجمات.

تأخر كوتينيو في الملعب كان بسبب وجود صلاح في الأمام.

حيث صرح كلوب سابقا أن صلاح يحتاج لصانعا للألعاب يمده بالكرات للتسجيل وهذا كان دور كوتينيو، ليس مع صلاح فقط عموما.

أمام سوانزي وعلى ملعب الحرية وبقيادة المدرب كارلوس كارفلهال، تراجع الفريق الويلزي إلى مناطقه ولم يبادر للهجوم كعادته، وهذا ما تظهره خريطة تحركات الفريق.

سيطر ليفربول في الشوط الأول، لكن دون أي خطورة على مرمى لوكاس فابيانسكي حيث لم يخلق سوى 3 فرص للتسجيل ولم يسدد سوى 4 مرات واحدة فقط من بينهم كان تحت القائمين.

في المقابل، محاولة واحدة لسوانزي على المرمى كانت كافية لأن يسجل الفريق في مرمى لوريس كاريوس.

لهذا يرى كلوب أن فريقه خسر الاستحواذ في الشوط الأول.

الهدف الذي سجله ألفي ماوسون ساهم في أن يتكتل سوانزي في الشوط الثاني بشكل أكبر، وألا يبادر للهجوم أو يخرج من مناطقه الدفاعية.

هنا ظهرت مشكلة ليفربول بشكل أكبر.

لم يجد ليفربول من يصنع فرصا حقيقة للتسجيل أمام سوانزي المتكتل فقط، بل لم يجد من لديه القدرة على بناء الهجمة في وسط الملعب من الأساس، لا إيمري تشان ولا جورجينيو فينالدوم لديهما القدرة على التمرير السليم وتوصيل كرات للمهاجمين.

صحيح أن دقة تمرير تشان وفينالدوم أكبر من كوتينيو، حيث أكمل الأول 86% والثاني 88% من التمريرات مقابل 79% لصانع الألعاب البرازيلي، لكن في مسألة صناعة اللعب لا ننظر لدقة التمرير بل لاتجاه التمريرة.

70% من تمريرات كوتينيو كانت للأمام، مقابل 51% فقط لفينالدوم و57% لتشان.

نسب تمريرات ثنائي الوسط لم تكن لتشكل أزمة في وجود كوتينيو في الملعب، لكن وجود أليكس تشامبرلين –بديل كوتينيو-تجعل ليفربول في حاجة لمن لديه القدرة على ابتكار في وسط الملعب بشكل أكبر من هؤلاء خاصة وأن 56% فقط من تمريرات تشامبرلين للأمام.

اضطر كلوب لتغيير طريقته الرقمية في الملعب بسبب عدم وصول الكرة للاعبي الهجوم. واعتمد طريقة 3-4-3، بعودة جو جوميز لخط الدفاع بجوار جويل ماتيب وفيرجيل فان دايك، على أن يتقدم أندي روبرتسون في اليسار وتشامبرلين في اليمين ويتوظفوا في مراكز الجناح المهاجم مع وجود تشان وفينالدوم في وسط الملعب إضافة إلى الثلاثي الهجومي.

محاولة كلوب كانت لفتح ملعب سوانزي بشكل أكبر لخلق مساحات أو ثغرات. لكن الأسلوب لم ينجح بسبب عدم قدرة ثنائي الوسط على خلق الفرص من العمق بجانب أن كارفلهال كان يتبع طريقة 5-4-1، التي ساهمت في تأمين الأطراف جيدا إضافة إلى سد عمق الملعب.

لكن كلوب أخطأ حين اتبع 3-4-3 بوجود فان دايك في يسار الدفاع وليس بين جوميز وماتيب في العمق لقدرته على تحضير الهجمات أو إرسال الكرات الطولية إلى الهجوم وهو ما تسبب في عدم نجاح الأسلوب الجديد.

فشلت خدعة كلوب، فعاد وغير الطريقة إلى 4-4-2 بالدفع بآدم لالانا بدلا من تشامبرلين على أمل أن يجد في قدمه بعضا من سحر كوتينيو، لكن لم يأت لاعب الوسط الإنجليزي بأي جديد.

عدم تمرير الكرات للأمام كان سببا في عدم ظهور صلاح بمستوى جيد في اللقاء. إضافة إلى أن كلوب جعله يتمركز في العمق بدلا من الطرف في محاولة لاستغلاله لأي مسافة بين المدافع والظهير في دفاع سوانسي سيتي.

وسواء تواجد صلاح على العمق أو الطرف، لم تتح له فرصة الحصول على الكرة في وضع يجعله يشكل خطورة على مرمى فابيانسكي. حيث صوب 5 مرات منهم مرة واحدة على المرمى، ولم يهدد المرمى.

فقط تلك الكرة كانت أخطر فرص صلاح خلال اللقاء لكنه لم يستغلها بشكل جيد بعد تمريرة رائعة من فان دايك.

وعلى مستوى خلق الفرص، كانت هذه أخطر الفرص التي صنعها صلاح لكن لم يستغلها ماني.

مشكلة ليفربول في صناعة الفرص ستتكرر في كل مرة يواجه فيها فريق يتكتل في الخلف ولا يخرج من مناطقه، لأنه سيستحوذ سلبيا على الكرة ولن يصل للمرمى خصمه، لهذا كان طبيعيا أن نرى ليفربول يفوز على مانشستر سيتي ويخسر من سوانزي.

التعليقات