كتب : محمود سليم | الإثنين، 08 يناير 2018 - 23:23

مقال رأي - البدري في القمة.. كيف تخسر وسط ملعبك ثم تستعيده بفكرة

حسام البدري - الأهلي

كثيرا ما يكون الخطأ تكتيكيا، يرجع للمدير الفني بالأساس ويتم انتقاد اللاعب رغم أنه في موقف "المجني عليه".

فعلى سبيل المثال لو كنت ظهيرا والخصم يخترق جبهتك طوال الوقت يتم انتقاد أداءك الدفاعي بغض النظر عن أن السبب الحقيقي للاختراق أن ذلك الظهير يعاني وحيدا في جبهته أمام تفوق عددي للخصم في ظل عدم تراجع الجناح مثلا أو المساندة من لاعب الارتكاز.

الأمر بالمثل يحدث عن الأهلي هذا الموسم هناك ثغرة في المنطقة بين وسط الملعب وخط الدفاع هناك مشكلة يستغلها المنافس، ولكن الحقيقة أنها تظهر بسبب فكرة خصم في دخول جناح للعمق مثلا فهو لاعب إضافي من الصعب على الارتكاز غلق المساحات عليه وهو مطالب في الأساس بالضغط على ارتكاز الخصم.

مواجهة إيهاب جلال في أرضية الملعب تحتاج لأمرين أولهما الضغط العالي وثانيهما غلق المساحات بين خط دفاعك ووسط ملعبك حيث يحاول جلال استغلالها كثيرا، ومع ترك الكرة له والارتداد الدفاعي - لأنك لن تستطع تطبيق الضغط العالي طوال فترات اللقاء- فأنت بحاجة إلى مجازفة هجومية معينة لتجد محطتين تنجح في بناء المرتدات عليهما.

القرار الأول للبدري كان بتطبيق طريقة لعب 4-4-2 بتوظيف عبد الله السعيد مهاجما بجوار وليد أزارو مع إعطاء تعليمات بعدم ارتداد السعيد لمنتصف الملعب مهما كان الأمر وبالفعل في كل مرة استخلص لاعبو الأهلي الكرة وأرسلوا الطولية كان الثنائي السعيد وأزارو في مواجهة قلبي الدفاع علي جبر ومحمود حمدي الونش فقط في موقف هجومي رائع للأهلي، 2 ضد 2.

ولكن الوجه الآخر السلبي من القرار كان خسارة منطقة وسط الملعب، فمع تواجد طارق حامد ومحمود دونجا وأيمن حفني في وسط ملعب الزمالك كان أمامهم حسام عاشور وعمرو السولية فقط – وفي باقي الملعب تجد مؤمن زكريا أمام حازم إمام ووليد سليمان أمامه مؤيد العجان وعلي معلول يواجه محمد الشامي وأحمد فتحي أمام أحمد مدبولي وقلبي دفاع الأهلي يواجها باسم مرسي - بالتالي لاعب إضافي في دفاع الأهلي مقابل لاعب إضافي في وسط ملعب الزمالك وهنا رجحت كفة الزمالك، فدائما عند الضغط كان هناك لاعب حر للزمالك وهو ما أعطى الفريق سيطرة تامة على الشوط الأول ولكن دون خلق فرص حقيقية للتهديف.

البدري بعد ركلة الجزاء وتداركه للأمر قرر إجراء أول وأهم تغييراته في المباراة عن طريق دخول مؤمن زكريا من مركز الجناح الأيسر لمركز لاعب وسط الملعب المساند على يسار حسام عاشور والسولية على اليمين وتحول السعيد لجناح أيسر وبقي أزارو وحيدا في الهجوم أي تحول الفريق لطريقة لعب 4-3-3 أو كما يمكن وصفها بشكل أدق 4-1-4-1 بتواجد عاشور ليبرو في وسط الملعب يراقب أيمن حفني وأمامه الرباعي وليد سليمان يمينا والسعيد يسارا ومؤمن والسولية ثنائي وسط ملعب مساند يضغط على ثنائي ارتكاز الزمالك.

(الخريطة توضح التمركز كما ذكرت باستثناء تواجد السعيد فهو متوسط بين مركزيه كمهاجم في البداية ثم جناح في النهاية)

ومع ظهور ملمح للخطورة في بداية الشوط الثاني من الجبهة اليمنى للزمالك قرر البدري التدخل بإخراج السعيد وإشراك إسلام محارب ليشغل مركز مؤمن زكريا كلاعب وسط مساند أيسر ويتحول مؤمن للجناح الأيسر من جديد.

مع تقدم الأهلي في النتيجة بات الأمر غير مقلقا فقد أفسدت تفوقك العددي في معركة وسط الملعب ومن ثم يعمل الفريق على استغلال الأخطاء لتأمين النتيجة إن أمكن ذلك، صحيح أن البدري تأخر كثيرا لمدة 35 دقيقة في تصحيح الأوضاع وإدخال مؤمن للعمق وكان ذلك الأمر سيكلفه هدفا لولا إهدار باسم مرسي لركلة جزاء ولكنها بالطبع أمر يُحسب له بشكل جيد قراءته السريعة للمباراة والتدخل بحل رائع فمؤمن لاعب ذو مجهود وافر ويجيد الضغط والرقابة في وسط الملعب فهو ليس غريبا على ذلك المركز.

التعليقات