كتب : عادل كُريّم | الأحد، 08 أكتوبر 2017 - 22:01

مقال رأي - كاس العالم .. كاس العالم

ربيعة - كهربا - مؤمن زكريا - مصر - الكونغو

الجمعة 17 نوفمبر 1989 ..

" اللهم تقبل منا وتب علينا .. اللهم وفق منتخبنا القومي يارب .. يارب نوصل كاس العالم يارب " ..

إمام مسجد الشفاء لم يكن الوحيد في مصر الذي دعا بهذا الدعاء في ختام خطبة الجمعة .. والطفل ذو الأعوام الأربعة عشرة أمّن مع الملايين على دعاءه .. لم يستحب والده لإلحاحه المستمر بالذهاب إلى ستاد القاهرة في هذا اليوم خوفا عليه من الزحام الشديد، بعد ان بات المئات ليلتهم بالفعل حول الملعب ..

الموسيقى الشهيرة المميزة لمباريات هذه الحقبة الزمنية بدأت على الشاشة .. ثم قطعت ليدخل صوت شادية وهي تغني "يا حبيبتي يا مصر" قبل دخول الفريقين لأرض الملعب .. الأسرة بالكامل تجلس في صمت وتوتر لا يقطعه سوى همهمات تحمل أدعية وآيات ..

ذكريات أعوام أربعة مضت تمر في الأذهان .. حينما جلس مع العشرات حول الشاشة في هذا المنتجع الصيفي بمطروح .. صيحات الفرحة بركلة الجزاء التي قد تعني تأهل الفراعنة على حساب المغرب توقفت فجأة حينما أهدرها جمال عبد الحميد .. ليبدأ الجمع في الرحيل من حول التلفاز رويدا رويدا تاركين الطفل وخاله ودموع محتبسة في العيون مع كلمة "ملناش نصيب المرة دي كمان" ..

الخال لم يكن هنا هذه المرة بعد أن رحل قبل عام على هذه الجمعة من نوفمبر 89 .. والكلمة تتردد في عقل الطفل مع السلام الوطني الذي يردده شوبير والتوأم حسن وربيع ياسين وجمال عبد الحميد ورفاقهم ..

"وجمال انما توصل لابراهيم حسن .. اوبااا .. فرحاوي .. ااا ..." .. صوت حسين مدكور يبدو مرتبكا وهو أقرب للتشجيع منه للتعليق ..

صوت اختفى تماما وصت صراخ ساد مليون كيلومتر مربع لم يكن فيها مجال إلا لصيحات الفرحة وأحضان بين ملايين المصريين ..

مشهد تكرر في ليلة من فبراير 1993 بعدما سجل حسام في مرمى زيمبابوي ليتأهل الفراعنة للجولة الأخيرة من التصفيات.

.. فقط ليقرر الفيفا إعادة المباراة في ليون التي كان فيها ما كان من مجدي طلبة..

مشهد انتظره في تصفيات 1998 قبل أن يستيقظ على جورج ويا وهو يشير إلى رأسه بذكاء .. احتفالات شارك فيها في شوارع القاهرة بالفوز على الجزائر بخماسية في تصفيات 2002 ، لكن المتأهل في النهاية كان السنغال .. لعنات انصبت على رأس تارديللي في 2006 وسباق لم ينجح حسن شحاتة في انقاذه ..

تذكرة حصل عليها بصعوبة في نوفمبر 2009 ليحجز مكانه في المدرج قبل 8 ساعات من بداية مباراة الجزائر الأخيرة في التصفيات .. هدف في أول دقيقة ، وثان منتظر لم يأت إلا بعد أن رج هتاف "كاس العالم" المدرجات والقاهرة كلها .. سعادة استمرت أربعة أيام في كل مكان قبل أن يقطعها عنتر يحيى ويحيلها إلى كابوس من جديد ويفرض على الأنوار المعدة للاحتفال أن تطفأ مرة أخرى ..

"ملناش نصيب المرة دي كمان" ..

طائرة إلى أكرا ليلة عيد الأضحى 2013 .. وصلاة العيد في الطريق إلى كوماسي .. ثم ليلة حزينة أخرى هناك .. يبدو ان "ملناش نصيب" هذه ستبقى إلى الأبد ..

ليلة العيد في 2017 كانت في المشاعر المقدسة .. وسط الدعاء لم ينس أن يسأل عن نتيجة مباراة مصر وأوغندا ..

"1-0 لأوغندا للأسف" كان نص الرسالة التي وصلته .. ملناش نصيب من جديد ؟ لم ينته الامر بعد ..

..........

"وجمال انما توصل لابراهيم حسن .. اوبااا .. فرحاوي .. ااا ... وكورة عالية ... الجول الأول ......."

مصر في كأس العالم .. مبروك

طالع أيضا -

ارفعوا رايات النصر.. مصر إلى كأس العالم

بشكل تقريبي.. أين سيقع منتخب مصر في تصنيف مستويات كأس العالم

بعد وصول مصر.. تعرف على موعد قرعة مجموعات المونديال وأسعار التذاكر

خدمة في الجول - كيف تسافر إلى روسيا وتحضر مباريات مصر في كأس العالم

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات