بعد أن لدغ مكتشفه - أهداف كاسيميرو الحاسمة تطور أم صدفة؟

الأربعاء، 09 أغسطس 2017 - 12:38

كتب : منار سرحان

كاسيميرو

دائما ما كان يصرح البرازيلي كاسيميرو لاعب ريال مدريد بأن متعته في كرة القدم هي مساعدة من حوله في الملعب وإذا كان يعتمد دوره على قطع الكرات فقط فذلك يكفيه وسيسعى بقوه لأن يؤدي هذا الدور الذي يكلفه به مدربه.

هل تغير دور كاسيميرو مؤخرا مع ريال مدريد وأصبح يكلف بأدوار جديدة؟ أم أن العرق البرازيلي "نقح" عليه من أجل بعض من المتعة الكروية؟

منذ وصوله لمدريد وانضمامه للفريق الثاني لريال مدريد بقطاع الناشئين كان يمتاز كاسيميرو بقوة في التدخلات وضغط مستمر على الخصم وهذه القوه لفتت نظر المدرب البرتغالي مورينيو الذي قرر أن يتغاضى عن العديد من اللاعبين الناشئين الذي قد جاء دورهم من أجل أن يتم تصعيدهم للفريق الأول، وقرر اختيار كاسيميرو لمعسكر الإعداد والتدريب، هذا الاختيار وكعادة أي شئ كان يفعله البرتغالي في إسبانيا أثار حفيظة الصحافة وتطور الأمر لأن اتهمه بعض الصحفيين بأنه قام بتصعيد كاسيميرو لأنه سيصبح أحد عملاء وكيل أعماله جورجي مينديز وهو نفس الاتهام الذي ناله مورينيو عندما قام بتصعيد فابينيو للفريق الأول بآخر مباراة له بإسبانيا كمدرب، ولكن تألق اللاعب مع موناكو أثبت صحة قراره.

بالعودة لكاسيميرو، استطاع البرزايلي خلال وقت قصير أن يلفت أنظار الجماهير إليه بعد أول مباراة له أمام ريال بيتيس ومع رحيل مورينيو بدأ في كسب تعاطف الجماهير بأدائه بالدقائق القليلة التي حصل عليها تحت قيادة أنشيلوتي بـ 12 مباراة في ظل اعتماده على شابي ألونسو وخضيرة، وليبلغ النادي عن عدم حاجته لكاسيميرو بالوقت الحالي ليخرج إلى بورتو على سبيل الإعارة، وليثبت الموسم الثاني لأنشيلوتي حاجة الفريق الشديدة للاعب مثل كاسيميرو في ظل عدم اقتناع المدرب الإيطالي ببديله إياراميندي.

وجاءت عودة كاسيميرو مرة أخرى لمدريد من خلال مدرب ثالث وهو رافائيل بنيتيث الذي بدأ الاعتماد عليه بشكل كامل وظهر كأنه القطعة المكملة لخط وسط مدريد، ولكن منظومة بنيتيث لم تنجح ونتائجه أتت بزيدان الذي قرر في البداية المشاركة بنجوم الفريق بخط الوسط واعتمد على لوكا مودريتش وتوني كروس وخاميس رودريجيز وأمامهم الـ BBC واستمر كاسيميرو على مقاعد البدلاء حتى اكتشف زيدان عقب الهزيمو من أتليتكو مدريد بالدوري، أن النجوم لن تدافع عن مرماه كما يجب، ولابد من العثور على عنصر "مضحي" وهنا ظهر دور البرازيلي بداية من مارس 2016.

كاسيميرو اعطى الحريه لمودريتش وكروس واستطاع أن يؤمن خط دفاع الفريق في حالة خروجهم للهجوم، وعلى وجه التحديد جانب مارسيلو، دور كاسيميرو كان واضحا وهو دور وحيد "قطع الكرة وإعطائها لكروس أو مودريتش".

هذا الدور لم يتغير منذ عودته من بورتو، ولكن البرازيل تطور تحت قيادة زيدان الموسم الماضي، وأصبح كاسيميرو يجيد بناء الهجمة بشكل أفضل فقام بصناعه 9 أهداف ومحاولاته على المرمى أصبحت في تزايد تدريجي ونجح في إحراز 8 أهداف تحت قيادة المدرب الفرنسي.

أهداف كاسيميرو "رقميا" قد تمر على القارئ بشكل عادي، فتسجيل 8 أهداف بفريق مثل ريال مدريد هو رقم قليل لفريق يسجل 100 هدف بالموسم، ولكن أهداف كاسيميرو كانت حاسمه في مشوار ريال مدريد لتحقيق آخر ثلاث بطولات على سبيل المثال.

وكان أول أهدافه مع ريال مدريد بالأسبوع الـ 29 من موسم 2015/2016 بمرمى لاس بالماس على استاد جران كانريا بالدقيقه 89 من المباراة ليساهم في استمرار ريال مدريد بالمنافسة على المركز الثاني مع أتليتكو مدريد في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من موسم كان يبدو خائبا لريال مدريد قبل أن ينجح الفريق في الفوز بدوري أبطال أوروبا بنهاية الموسم.

جاءت ثاني أهداف كاسيميرو المؤثرة في مرمى نابولي بدوري أوروبا حيث أحرز الهدف الثالث لفريقه بذهاب دور الـ16 بالسانتياجو بيرنابيو بتسديدة قوية لتنتهي المباراة بفوز ريال مدريد بنتيجة 3/1 ليساهم في أن يذهب ريال مدريد لإستاد سان باولو بنتيجة أكثر طمأنينة في سعيه وراء الحفاظ على لقب دوري أبطال أوروبا.

وبعد ما يقارب عام من هدف لاس بالماس نجح كاسيميرو في تسجيل هدف حاسم مرة أخرى بالليجا ولكن هذه المرة في مرمى أتليتك بيلباو ضمن مباريات الأسبوع الـ 28 بالليجا والفوز 2/1 بإستاد سان ماميس، ولكن هذه المرة ليستمر ريال مدريد في الاستمرار مع برشلونة في منافسة طويلة على لقب الدوري وتحقيقه في النهاية.

وظهرت أهداف كاسيميرو لأول مرة بنهائيات أوروبا بمرمى يوفنتوس بنهائي دوري أبطال أوروبا، إذ سجل الهدف الثاني بالدقيقة 61 من المباراة وساهم هذا الهدف في تحويل مجرى المباراة لصالح ريال مدريد والتي انتهت بنتيجة 4/1.

وأمس، أضاف لاعب الوسط المدافع لريال مدريد ثاني أهدافه بالنهائيات الأوربية بمرمى مانشستر يونايتد بقيادة المدرب الذي أعطاه لأول فرصه للظهور بالفريق الأول لريال مدريد، هدف كاسيميرو لأهدى ريال مدريد التقدم بالشوط الأول وأفضلية في المباراة التي انتهت بنتيجة 2/1 لصالح ريال مدريد بمقدونيا.

ولكاسيميرو ثلاث أهداف أخرى لم تكن بأهمية ما سبقها من أهداف حيث سجل بمرمى كل من ديبورتيفو لاكرونيا وغرناطة وانتهت المباراتين بنتيجة 5/0 و6/2 وأحرز كاسيميرو آخر الأهداف لفريقه بالمباراتين، وخسر ريال مدريد مباراة واحده عندما يسجل كاسيميرو، وكانت تلك أمام برشلونة بكلاسيكو الليجا، فالبرازيلي أحرز أول أهداف المباراة التي كانت انتهت بفوز برشلونة بآخر دقيقة بهدف ميسي، وبذلك أهدت أهداف كاسيميرو ريال مدريد 5 انتصارات حاسمه من أصل 8 مباريات سجل بها.

التعليقات