فورزا كالشيو (4) - قوام إيطالي.. حلم ماروتا في يوفنتوس

الأحد، 06 أغسطس 2017 - 16:02

كتب : عمر ناصف

يوفنتوس

"أفضل المشروع الإيطالي" كانت تلك هي كلمات بيبي ماروتا المدير الرياضي ليوفنتوس حين تولى المهمة عام 2012، والتي كررها مجددا حين سُئل عن رأيه في الغزو الصيني لامتلاك الأندية الإيطالية.

ماروتا لم يكن متشددا في تلك النقطة بالتحديد، فكان الحفاظ على يوفنتوس إيطالي العادات والتقاليد أمرا صعبا وليس بالهين في ظل تراجع مخيف للكرة الإيطالية كليها ويوفنتوس معها.

خارج الملعب الأمور كانت أسهل، فإدارة الفريق إيطالية خالصة بقيادة أندريا أنيلي الرئيس وواحد من الأسرة المالكة للفريق منذ 1923 وحتى الآن مع أفكار اقتصادية جديدة على عالم كرة القدم. هناك بدأت ببناء ملعب خاص للفريق هو يوفنتوس ستاديم ليكون أحد مصادر الدخل الثابت بدلا من استئجار ملعب "ديل ألبي" من بلدية تورينو.

كل ما هو مسئول عن يوفنتوس إداريا هو إيطالي باستثناء شخص واحد فقط هو أسطورة الفريق السابقة بافل ندفيد نائب الرئيس صاحب الجنسية التشيكية ولكنه عاش بما فيه الكفاية في إيطاليا ليتطبع بطباعهم داخل وخارج الملعب.

أما كرويا فمدرب يوفنتوس منذ وصول ماروتا لم يكن سوى إيطالي بداية من لويجي ديل نيري ثم أنطونيو كونتي ومن بعده ماكسيميليانو أليجري، كلهم كانوا خيارات المدير الرياضي الإيطالي.

على أرضية الملعب الأمور كانت صعبة، فالمواهب الإيطالية شبه معدومة ولا يوجد نجوم إيطاليين قادرين على تقديم المطلوب منهم لتلبية طموحات ورغبات جماهير يوفنتوس.

"اللاعب الإيطالي هو الأساس لتحقيق يوفنتوس للبطولات" هذا هو الأساس الذي تعامل معه ماروتا منذ اليوم الأول مع يوفنتوس.

حاول ماروتا جاهدا منذ البداية بناء فريق إيطالي خالص في يوفنتوس ممزوج ببعض الأسماء الأجنبية، ولكن الفشل كان حليفه دائما، تعاقد مع لوكا توني وفابيو كوالياريلا وسيموني بيبي وأندريا بارزالي وأليساندرو ماتري وماركو موتا وإيمانويل جياكاريني وسبيستيان جيوفينكو ومانولو جياباديني ونيكولاي ليال وفدريكو بيلوسو والقائمة تطول.

أسماء إيطالية كثيرة ضمها يوفنتوس للفريق فكان أقصى ما حققه معهم هو لقب الدوري المحلي مع فشل كبير أوروبيا، نجوم الدوري الإيطالي من أصحاب الجنسية الإيطالية لم ينجحوا في تقديم مستوى جيد مقارنة باللاعبين الأجانب في الفريق فمنهم من فشل في الحصول على مركز أساسي ومنهم من فشل في تقديم أداء جيد يساعد الفريق على التقدم أوروبيا.

"الحصول على قوام من اللاعبين الإيطاليين يعطيك أفضلية على هؤلاء الذين يدفعون الأموال من أجل استقدام لاعبين أجانب" قال ذلك ماروتا في تصريح لتلفزيون فريق يوفنتوس في 2016.

قبل ذلك في 2015 وصل يوفنتوس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بقائمة تضم 12 لاعبا إيطاليا، 6 منهم فقط شاركوا لأكثر من مباراتين من أصل 12 مباراة لعبها الفريق وفي 2017 وصل إلى النهائي مرة أخرى ولكن هذه المرة ب9 فقط محليين منهم 6 أيضا شاركوا كأساسيين.

عدد اللاعبين الإيطاليين ينخفض في يوفنتوس ومساهماتهم أصبحت قليلة حتى أن خط الدفاع الذي كان إيطاليا خالصا في السنوات الماضية وجد المهدي بن عطية اللاعب المغربي ينضم إليهم ويصبح منافسا على مركز أساسي.

حتى ضم المواهب الشابة الصغيرة لم يكن حلا جيدا للفريق، فالسيدة العجوز كان يقوم بشراء أي موهبة إيطالية تظهر على الساحة سريعا لضمانها ولكن الفشل إما يكون النصيب أو رغبة اللاعب في الرحيل إلى مستويات أقل من أجل اللعب والظهور.

يوما ما كان يمتلك يوفنتوس تشيرو إيموبيلي هداف لاتسيو الموسم الماضي ومانولو جياباديني مهاجم ساوثامبتون ونصف بطاقة دومينيك بيراردي جناح ساسولو وامتلك الفريق المهاجم سيموني زازا بدون أن يقدم شيء يذكر إلى النادي كما هو حال النملة الذرية سيبستيان جيوفينكو.

يمتلك يوفنتوس الآن، ستيفانو ستورارو ورولاندو موندراجورا والثنائي وصفا في يوم من الأيام بمستقبل خط وسط إيطاليا، اللاعب الأول قدم أداء سيئا مع الفريق طوال الفترة الماضية والثاني تعرض لإصابة أبعدته طوال الموسم الماضي في انتظار ما سيكشف عنه المستقبل.

هذا الصيف خسر يوفنتوس أحد نجومه الإيطاليين وهو ليوناردو بونوتشي الذي رحل إلى ميلان، فوجب التعويض بإيطالي فكان ماتيا دي تشيليو مدافع ميلان أيضا، ماروتا تحرك بسرعة وضم الجناح الشاب فردريكو بيرنارديسكي من فيورنتينا ملبيا كل طلباتهم المادية حتى لا يفقده إلى الخارج كما حدث سابقا في مفاوضاته مع بيسكارا من أجل التعاقد مع ماركو فيراتي لاعب باريس سان جيرمان الحالي.

الشتاء الماضي تحرك يوفنتوس وضم قلب الدفاع ماتيو كالدارا من أتالانتا قبل أن يخطفه فريق أخر، مع الإبقاء عليه هناك للتطور أكثر والعودة إليهم كما فعل بالظبط منذ عامين مع المدافع الشاب دانيلي روجاني قلب دفاع الفريق حاليا.

المشكلة الأكبر التي تؤرق ماروتا حاليا هي مركز حراسة المرمى، فخليفة جيانلويجي بوفون حتى الآن في يوفنتوس غير معروف، بينما للكرة الإيطالية أصبح جيانلويجي ولكن دوناروما هو الخليفة المنتظر وهذا يلعب في ميلان المنافس والشرط الجزائي في عقده الجديد يتراوح من 50 إلى 100 مليون يورو على حسب المركز الذي سيحققه الأحمر والأسود الموسم المقبل.

نيكولا ليال كان حارسا شابا ضمه يوفنتوس منذ وقت طويل وظل في إعارات متتالية حتى وصل إلى إعارة لزولته السويسري هذا الصيف وهو من انضم في وقت سابق ليكون خليفة للعنكبوت في حراسة عرين يوفنتوس.

بالتأكيد ماروتا يصلي حاليا حتى يفشل ميلان في المشاركة أوروبيا الموسم المقبل ويخطف منهم حارسهم الشاب بالشرط الجزائي والعلاقات المتميزة مع وكيله مينو رايولا.

"الهوية الإيطالية هي الأقوى، لقد حقق يوفنتوس العديد من الإنجازات والبطولات سابقا بفضل تواجد قوام رئيسي للفريق من الإيطاليين هذا هو التاريخ" قال ذلك ماروتا أيضا.

أحلام وطموحات الرجل تصطدم دائما بتراجع اللاعب الإيطالي وسط هؤلاء أوروبيا، فأصبح من الصعب الحصول على لاعب محلي قادر على المنافسة الأوروبية رغم المحاولات الدائمة لضخهم في قائمة يوفنتوس ولكن يظل التفوق للمحترف الأجنبي.

المستقبل يبدو مبشرا قليلا لماروتا في ظل طفرة واضحة للمواهب الإيطالية في الكالشيو وماروتا يسعى جاهدا للحصول على كل ما أمكن لتدعيم صفوف يوفنتوس في محاولات لجعل قوام يوفنتوس "إيطاليا خالصا" كما يحلم.

التعليقات