عام على كانتي في تشيلسي.. كيف نقل لقب الدوري من ليستر إلى لندن

الأحد، 16 يوليه 2017 - 16:33

كتب : عمر ناصف

كانتي

"أتطلع لتحقيق المزيد من النجاحات في مسيرتي مع تشيلسي" هكذا كانت الكلمات الأولى لنجولو كانتي بعد صفقة انتقاله من ليستر سيتي بطل الدوري الموسم قبل الماضي إلى تشيلسي.

معجزة ليستر التي حققها بقيادة المدرب كلاوديو رانيري كانت تعتمد في الأساس على وجود لاعب الوسط الفرنسي القادم من فريق كان الفرنسي الصغير بعد عملية بحث قام بها كشافي الفريق للتعاقد مع لاعب وسط بمميزات خاصة.

موسم أول لكانتي في إنجلترا مع ليستر سيتي، كان فيه صخرة في وسط الملعب لا يمكن تجاوزها، وقوة الثعالب كلها كانت تعتمد على هذا القصير القادم من أحد الأندية المتوسطة في فرنسا.

البعض اعتبر كانتي الأفضل في مركزه والأخر اعتبر تألقه البارز مجرد مصادفة كما هو حال فوز ليستر سيتي التاريخي بالدوري.

تشيلسي الجريح في ذاك الموسم قرر التعاقد مع نجولو كانتي وأقنعه بالانضمام إلى كتيبة المدرب أنطونيو كونتي الساعي إلى إعادة بناء الفريق الأزرق بعد موسم كارثي.

ذاك الصيف فقد ليستر سيتي البطل لاعب واحد فقط من تشكيلته هو كانتي، وهو بجانب ماركوس ألونسو وديفيد لويز فقط من انضموا إلى تشكيلة تشيلسي التي حصدت المركز العاشر.

النتيجة بنهاية الموسم كانت تراجع مخيف لليستر سيتي تبعه إقالة المدرب كلاوديو رانيري وإنهاء البطولة في المركز الـ ،12 بينما تشيلسي صعد بقوى مستعيدا عافيته منهيا الموسم بطلا للدوري بفضل كانتي في خط وسطه.

اللاعب الذي يعتبر لاسانا ديارا مثلا أعلى له على الرغم من تشبيه الجميع له بالنجم الفرنسي كلود مكاليلي "بما فيهم مكاليلي نفسه"، أظهر بأن الحظ ليس فقط هو ما سانده في ليستر وأن وجوده في أي فريق يعني البطولات والانتصارات، فلا يوجد بطل بلا صخرة في خط الوسط تتحطم عليها هجمات المنافسين ولا يوجد مثل كانتي يقوم بهذا الدور.

"يغطي 30% من مساحة الكرة الأرضية" هكذا يقولون عنه في إنجلترا نظرا لمجهوده الوفير وظهوره أمام لاعبي المنافس في أي مكان في الملعب لخطف الكرة وإنهاء أي خطورة مبكرة على مرماه.

دفاعات تشيلسي التي استقبلت 53 هدف الموسم قبل الماضي لم تهتز شباكها سوى في 33 مناسبة منذ وصول كانتي، تدخل بشكل صحيح على لاعبي المنافس في 126 مناسبة وفشل في استخلاص الكرة في 46 مناسبة فقط.

قطع خطوط التمرير على المنافسين 84 مرة ولم يرتكب سوى 52 خطأ فقط حصل فيهم على 9 إنذارات.

عدد تدخلات اللاعب انخفض من 233 تدخل مع ليستر إلى 172 مع تشيلسي والسبب في سيطرة الفريق اللندني أكثر على المباريات بمتوسط استحواذ 54%، بينما ليستر كان يملك متوسط استحواذ 44.8% فقط لذلك لا حاجة للكثير من التدخلات لإعادة الكرة.

كما ارتفعت نسبة تمريرات اللاعب الصحيحة من 81% مع ليستر إلى 88% مع تشيلسي في تطور كبير في الجانب التعاوني مع زملاءه وأصبح كل ما ينقص اللاعب فقط هو "الشخصية القيادية" طبقا لتصريحات سابقة لماكاليلي متحدثا عن خليفته في الملاعب.

وزاد التقدير لكانتي أكثر بعد فوز تشيلسي في اللقب، فلم يكن الحظ إذا ولا العمل الجماعي فقط هو السبب في فوز ليستر سيتي باللقب الموسم قبل الماضي ولكنه هذا الفرنسي القصير الذي لا يتوقف على الركض والذي منذ أن حطت قدمه الأراضي الإنجليزية وهو لا يتوقف عن رفع لقب الدوري الإنجليزي.

ظهر هذا جليا في عدد الجوائز الفردية التي حصل عليها اللاعب في موسمه الأول مع ليستر والتي كانت أفضل لاعب في الموسم في ليستر سيتي وانضمامه إلى تشكيلة الموسم في الدوري الإنجليزي وتشكيلة الأفضل في الدوريات الأوروبية.

حصد جائزة أفضل لاعب في الموسم مرة أخرى ولكن هذه المرة في تشيلسي وانضم مرة أخرى إلى تشكيلة الموسم في الدوري الإنجليزي والدوريات الأوروبية، ولكنه أضاف إليها جائزة أفضل لاعب في الموسم في الدوري الإنجليزي وجائزة لاعب العام من الاتحاد الإنجليزي وأفضل لاعب فرنسي يلعب في الخارج.

"بعد أول تدريب لكانتي معنا قام اللاعبون بتحيته وقمنا بإرسال الورود إلى ليستر سيتي لسماحهم برحيل اللاعب إلينا" قالها مايكل إيمينالو المدير الرياضي لتشيلسي بعد تتويج كانتي بكل تلك الجوائز.

يكمل كانتي اليوم عامه الأول على انتقاله إلى تشيلسي، ساهم فيها بإعادة الفريق إلى منصات التتويج مرة أخرى وحصد كل الجوائز الفردية الممكنة وأوضح للجميع أن تألقه في معجزة ليستر لم يكن وليد المصادفة بل العمل الجاد والتطور المستمر من اللاعب وأن مركزه الذي يعتبره البعض "منقرضا" في كرة القدم هو مفتاح الفوز بالبطولات.

التعليقات