هل بإمكاننا أن نطلق على هذا النجم لقب الأفضل في التاريخ وهو لا يزال يحطم الأرقام القياسية رغم بلوغه 32 عاما؟

أين يقع كريستيانو رونالدو بالضبط في تلك المجرة التي تضم عظماء الساحرة المستديرة بيليه ودييجو مارادونا ويوان كرويف وفرانز بيكينباور وليونيل ميسي وأخرين؟

تتعقد الإجاب على هذا السؤال نظرا لصعوبة المقارنة بينه وبيليه ملك كأس العالم ومارادونا أسطورة القرن العشرين لكن وضعه وجها لوجه أمام ميسي يحدث يوميا.

إذا توجهنا بالسؤال إلى كل متابع وعاشق لكرة القدم من اللاعب الأفضل في التاريخ؟ سنجد أن الغالبية العظمى ستختار أحد الأسماء الثلاثة السابقة.

لكن هل من الممكن أن يجيب أحد قائلا:"كريستيانو رونالدو"؟

ما الذي يضع هذا النجم في مقارنة مع العظماء؟ ماذا قدم وحقق ليحفر إسمه على جدران معابد كرة القدم؟

رونالدو ماكينة تهديفية تمشي على سطح الأرض، وكأن عمله المدون على هويته هو "تسجيل الأهداف". ولد في منطقة الجزاء ولا يعرف سوى هز شباك المنافسين.

"يستطيع التسجيل بكلتا قدميه وبرأسه والآن يسجل وظهره للمرمى. أراهن أنه قادر على التسجيل من مقعد متحرك. هو أم ميسي؟ أعتقد أن رونالدو أهم من ميسي" بيليه.

"ميسي ورونالدو متساويان لكن الأخير قادر على التسجيل من أي مكان" يورجن كلوب.

رونالدو هو اللاعب الوحيد في العالم الذي سجل في 7 بطولات دولية كبرى متتالية، منذ أن كان يافعا مع لويس فيليبي سكولاري في يورو 2004 إلى أن قاد بلاده للمجد في أمم أوروبا 2016.

سجل في كل مرة شارك بها مع البرتغال في اليورو وكأس العالم. لاحظ أنه لا يلعب لأحد المنتخبات العملاقة ورغم ذلك توج باليورو.

"المدافعون يخافون رونالدو أكثر من ميسي" مارادونا.

نجاح رونالدو مع بلاده بمثابة غيض من فيض إنجازاته على مستوى الأندية.

"رونالدو أثبت نفسه في 3 دوريات مختلفة. إنه الأفضل، إنه أكثر لاعب مكتمل رأيته" جوزيه مورينيو.

فهو حاليا اللاعب صاحب أكبر عدد من الأهداف في أقوى 6 مسابقات للدوري في أوروبا، سجل 367 هدفا. إضافة إلى أنه الهداف التاريخي للمسابقة الأقوى في العالم دوري أبطال أوروبا، سجل 105 هدفا.

رونالدو هو إمبراطور القارة العجوز على مستوى الأندية. أفضل هداف لريال مدريد أعظم ناد في العالم، سجل 407 هدفا، يسجل بمعدل 1.03 لكل مباراة مع الفريق، تخطى بذلك عمالقة الملكي ألفريدو دي ستيفانو وهوجو سانشيز وفرانك بوشكاش وراؤول جونزاليس وإميليو بوتراجينيو.

ما يميز رونالدو ليس فقط تلك الموهبة الربانية التي يمتلكها، وإنما إصراره واجتهاده على أن يكون الأفضل في العالم.

فنحن نراه ملكا في المستطيل الأخضر، لكن خارجه يعمل على تقوية قدراته وكأنه مدين بذلك لأحد. يعمل كأنه مدين لنفسه التي تقهر أي عقبة في طريقه إلى المجد.

فرونالدو "النحيل الضعيف" كما كانوا يصفونه صغيرا بات أفضل لاعبي كرة القدم بدنيا.

"رأيت تطور رونالدو منذ أن كان في الـ17 من عمره وأدركت كيف أصبح نجما. هناك لاعبين ولدوا ليكونوا عظماء بموهبتهم الفطرية لكن هناك عامل أخر وهو العمل حتى تصبح لاعبا مكتملا. رونالدو امتلك هذا الإصرار وتلك الرغبة وذلك الهوس ليكون الأفضل، كان منضبطا لأقصى درجة في التدريبات. هذه الرغبة المستمرة قادته مع عمله اليومي. حتى عندما كان يافعا في يونايتد كان قدوة للجميع" فيرجسون.

رونالدو الموهبة الصاعدة صاحبة الـ17 عاما التي أبهرت فيرجسون تزداد عشقا للشباك مع تقدمه في السن. فاز بأول كرة ذهبية عام 2008، و2016 على الأرجح ستكون من نصيبه. متى سيتوقف هذا اللاعب عن التسجيل؟ حين يبلغ 40 عاما؟

"ميسي لاعب لبرشلونة، لكن رونالدو بإمكانه تسجيل هاتريك لستوكبورت كاونتي. رونالدو اعتاد استنزاف نفسه ولا يزال. يريد فقط أن يصبح الأفضل في العالم" السير أليكس فيرجسون.

في 2013 طلبت مجلة وورلد سوكر من الصحفيين والمدربين واللاعبين السابقين أن يختاروا أفضل تشكيل في تاريخ كرة القدم، لم يكن هناك مكان لرونالدو.

جاء كالتالي، ليف ياشين وكافو وبيكينباور وبوبي مور وباولو مالديني وألفريد دي ستيفانو وزين الدين زيدان وكرويف ومارادونا وميسي وبيليه.

أعتقد أنه إذا أجري هذا الاستفتاء اليوم سيتغير التشكيل.

"أعتقد أن رونالدو تجاوز ميسي الآن" أرسين فينجر.

ميسي

ستظل المقارنة قائمة حتى يعلق أحدهما حذائه، من ملك كرة القدم في العالم الآن؟ والمستمتع بالمنافسة هو الجمهور. إن كان رونالدو هدافا عظيما فإن ميسي كذلك، فهو الهداف التاريخي للدوري الإسباني بـ349 هدفا.

سجل رونالدو في كل المباريات التي خاضها سواء مع النادي أو المنتخب بمعدل 0.7 هدفا لكل مباراة، بينما ميسي 0.8.

"أريد فقط التأكد أنه بشر مثلنا" جيانلويجي بوفون. "ميسي عبقري أكثر من رونالدو" فابيو كابيللو.

وبالنسبة للموهبة، فربما لم يشهد العالم لاعبا يتحكم في الكرة مثل ميسي. قد يفوقه رونالدو رقميا، قد يتساوى معه في عدد الكرات الذهبية مستقبلا، لكن تبقى موهبته أعظم.

"رؤية ميسي يلعب ممتعة وكأنك تصل إلى النشوة الجنسية. متعة مذهلة" لويس فيجو.

مشاهدة ميسي ممتعة للقلوب وملهمة للعقول، تسيل اللعاب وتأسر القلب، تجعل العينين جاحظة وتصيب الألسنة بالصمت، تماما مثل رؤية السحرة.

"إنه حلال للمشاكل، مغير للمباريات، أعظم من لعب كرة القدم. عمري 60 عام لم أشاهد ولن أرى مثله. الأفضل عندما كنت صغيرا كان بيليه، سيكون عظيما لو لعب اليوم، لكن ميسي يفوقه. وهو أيضا أفضل كثيرا من مارادونا" جرايم سونيس.

حقق ميسي كل شيء ممكن مع برشلونة في حقبة هيمن فيها الفريق على أوروبا كلها، قدم كل ما عنده للأرجنتين لكن خانته ركلات الترجيح مرتين في كوبا أمريكا وحرمته ألمانيا من رفع كأس العالم.

"لا أخجل من القول إنني كنت أتمنى أن يبتعد عني عندما نواجه برشلونة. لعبت في زمن إريك كانتونا وزين الدين زيدان وأندريا بيرلو وشابي هيرنانديز وكريستيانو رونالدو، الأعظم من بينهم جميعا هو ميسي" بول سكولز.

يرى البعض أن لقب المونديال مع الأرجنتين هو الشيء الوحيد الذي ينقص ميسي لكي يتوج ملكا على عرش الكرة، لكن هل إذا انتهت مسيرته دون أن يرفع هذه الكأس لن يكون من الأفضل في التاريخ!

"ميسي أكثر كمالا من رونالدو بالنسبة لي، على الأقل أكثر حسما. في اللحظات المهمة يظهر ويسجل. هل يستحق أن نطلق عليه الأعظم في التاريخ؟ نعم بالتأكيد" الظاهرة رونالدو.

وهناك من يرى أنه أفضل من مارادونا الأب الروحي للأرجنتين وأخر من قادها للتتويج بكأس العالم.

"أعتقد أنه تخطى مستوى مارادونا. يقوم بأشياء مذهلة وهو يركض بالكرة سريعا، هذا جنون" باولو مالديني.

"مارادونا ملأنا بالمشاعر، لكن ميسي أفضل منه دون شك" دييجو سيميوني.

"هل لا يزال أحد يجادل؟ ميسي هو المسيح" جاري لينيكر.

مارادونا

"بيليه هو قدوتي لكنني رأيت مارادونا يلعب. لا أشك أنه رقم 1. تعلمت منه الكثير فقط بالمشاهدة" روبرتو كارلوس.

إذن، هناك أهداف رونالدو، وهناك موهبة ميسي، فماذا عن هذا الأسطورة؟

ما وضع هذا اللاعب في مكانة أخرى من بين نجوم كرة القدم هو أنه كان فريقا بمفرده، هو من فاز وحده بكأس العالم، هو من صنع نهضة نابولي.

كان أقصر من ميسي لكن أقوى، يحاصره باستمرار لاعب أو اثنين لكن غير قابل للإيقاف. لا تلتقط الكاميرات مضايقات المدافعين المستمرة تجاهه لكن هذا لا يمنعه من هزيمتهم.

"مارادونا هو الأفضل. كنت أراه عن قرب في إيطاليا كل أسبوع، مستواه كان بعيدا عن الجميع. كان يفعل أشياء لا تصدق، يستطيع السيطرة على الكرة دون أن ينظر" رود خوليت.

إذا كان رونالدو قد زامل ريان جيجز وسكولز وسيرخيو راموس ولوكا مودريتش وكاكا ولويس فيجو، ولعب ميسي مع شابي وأندريس إنييستا ورونالدينيو وتييري هنري، فكم عدد النجوم الذين لعبوا مع مارادونا؟

لقد توج بالمونديال وحده، سحق إنجلترا وتخطى بلجيكا وقضى على ألمانيا وحده. لم يكن نابولي شيئا قبله، وأصبح من كبار أوروبا معه.

"الأفضل في التاريخ؟ مارادونا. هناك رونالدو وميسي الآن لكن ما رأيته من مارادونا لم يصل إليه أحد في تاريخ الكرة" ريان جيجز.

أراد الاتحاد الدولي لكرة القدم مع نهاية عام 2000 أن يجري استفتاء حول لاعب القرن فسأل الجمهور عبر الإنترنت وكانت معظم الآراء في صالح مارادونا على حساب بيليه.

اشتكى بعض المتابعين معللين ذلك بأن معظم من أدلوا بصوتهم لم يشاهدوا بيليه يلعب، فما كان من الفيفا إلا أن شكل لجنة "عائلة كرة القدم" من أعضائه لتقرر من يستحق جائزة لاعب القرن بناء على تصويت متابعي مجلته.

اختارت اللجنة بيليه، وبعد تصويت متابعي الإنترنت لمارادونا، تقرر أن يتشارك الثنائي الجائزة، وهو ما أزعج مارادونا كثيرا إذ قال:"الناس صوتوا لي والآن يريدونني أن أتشاركها مع بيليه، لن أقوم بذلك".

يقول كانتونا:"البعض يقول إن بيليه هو الأفضل لكن بالنسبة لي مارادونا دائما هو الأعظم. لقد فاز بكأس العالم 1986 وخسر نهائي 1990 وربما لو لم يتم إيقافه في 1994 لفاز به مرة أخرى. الفارق الأهم أن مارادونا لم يكن محاطا بلاعبين عظماء مثل بيليه، لقد حمل الفريق على كتفيه. إذا أخرجنا مارادونا من الأرجنتين لم تكن لتفوز بكأس العالم، لكنني أعتقد أن البرازيل كانت ستفوز به حتى في غياب بيليه".

لماذا لم يفز جيل ميسي بكأس العالم رغم أنه أفضل كثيرا من جيل مارادونا؟ الأخير يقارن بينه وبين ميسي فيقول:"أنا أرى الملعب كله، ميسي يركز على المرمى أكثر".

"مارادونا كان قادرا على أشياء لا يقدر أحد على القيام بها. ما أستطيع فعله بكرة القدم يقدر هو عليه ببرتقالة" ميشيل بلاتيني.

بيليه

مساكين من لم يشاهدوا هذه الجوهرة التي ظهرت في تلفاز الأبيض والأسود ولم تصورها كاميرات الـHD ولم تنل ملايين الـLikes على فيسبوك.

"بيليه هو اللاعب الوحيد الذي تخطى حدود المنطق" يوان كرويف. "بيليه هو أكثر لاعب كامل رأيته" بيكينباور.

أتذكر مشاهدتي للفيلم الوثائقي "بيليه للأبد" والذي روى فيه بيليه وزملائه السابقين في سانتوس كيف سجل أفضل هدف في تاريخه الذي مع الأسف كان في مباراة غير مسجلة ولم تذاع تلفزيونيا واجه فيها سانتوس فريق يوفنتوس وديا.

لكن FilGoal.com يقدمه لك.

إذا كان رونالدو هدافا فإن بيليه هو أحد القلائل الذين تخطوا الـ1000 هدف، وإن كان ميسي سريعا فإن بيليه كان يلقب بالفهد، وإن كان مارادونا قد رفع كأس العالم فإن بيليه هو صاحب الرقم القياسي.

"أفضل لاعب في التاريخ؟ بيليه. ميسي ورونالدو عظيمان لكن بيليه كان أفضل" ألفريدو دي ستيفانو.

ودعت البرازيل مونديال 1966 حين أصيب وغابت شمسها طويلا بعد اعتزاله، كان قصيرا لكن هدافا بالرأس، يتقن التسديد بكلتا قدميه، كان ماكرا قادرا على هزم المنافسين بعقله.

"ارتقينا أنا وهو لنلعب الكرة بالرأس، كنت أطول، لكن عندما نزلت إلى الأرض نظرت أعلى مذهولا، بيليه لا يزال في الهواء يضرب الكرة. وكأني به يستطيع البقاء في الهواء كما يحلو له" جياشينتو فاكيتي.

سيطر معه سانتوس على أمريكا الجنوبية وهزم أبطال أوروبا في كأس الإنتركونتيننتال، فريق فيه بيليه كان لا يمكن هزيمته. البرازيل 1970 هو أقوى منتخب عرفه التاريخ، بيليه كان قلبه النابض.

"الأفضل على الإطلاق هو بيليه، فهو خليط بين دي ستيفانو ومارادونا وكرويف وميسي، إنه من كوكب أخر" سيزار لويس مينوتي.

"بيليه هو الأعظم في التاريخ، هناك بيليه واحد فقط في العالم" كريستيانو رونالدو.

لن يتوقف الجدال عن الأحق بعرش الكرة، نحن محظوظون لرؤيتنا رونالدو وميسي باستمرار، الثنائي الأفضل في العالم في العقدين الأخيرين والذي يقارن بالأسطورتين الخالدتين بيليه ومارادونا.

فأنت من تراه الأفضل؟