كيف يبني جوارديولا مانشستر سيتي حول خابي مارتينيز

الإثنين، 26 يونيو 2017 - 10:38

كتب : محمد يسري

بيب جوارديولا - خابي مارتينيز

جوسيب جوارديولا لا يعد فقط أحد المبتكرين في عالم كرة القدم، بل من المجددين الأبرز في تاريخ اللعبة. استحدث أسلوب كرويف فأصبح برشلونة استثنائيا، وطور من مركز المهاجم الوهمي بمساعدة ليونيل ميسي ورأينا أمورا خارقة وقد نراه يضيف لمسته على مركز الليبرو إذا ضم خابي مارتينيز.

تقارير صحفية عديدة أشارت إلى اقتراب اللاعب الباسكي من اللعب لمانشستر سيتي. جوارديولا أراد مارتينيز في برشلونة لكن بايرن ميونيخ ظفر بخدماته قبل أن يتولى بيب تدريب النادي الألماني ويجد فيه ضالته.

قدرة مارتينيز على اللعب في مركز المدافع ولاعب الارتكاز ستضيف لتشكيلة مانشستر سيتي العمق الدفاعي اللازم، وستساعد جوارديولا على تنفيذ أفكاره التي فشل في تطبيقها في الموسم الماضي.

كارلو أنشيلوتي مدرب بطل الدوري الألماني لم يستفد من مارتينيز بالشكل الأمثل بسبب أسلوب المدرب الإيطالي الذي يفضل طريقة شجرة عيد الميلاد 4-3-2-1 وثلاثي خط وسطها المكون من صانع لعب خلف تشابي ألونسو ولاعب يجيد التحرك بين الخطوط كتياجو ألكانتارا وثالث قادر على تغطية مساحات كبيرة من الملعب والركض والدخول لمنطقة الجزاء مثل أرتورو فيدال.

ارتكاز على طريقة جوارديولا

افتقد جوارديولا للاعب ارتكاز يطبق أفكاره الموسم الماضي. في برشلونة كان لديه "اختراعه" سيرجيو بوسكيتس الذي فضله على يايا تورية، من قال عنه بيب أنه أفضل لاعب ارتكاز في العالم لديه القدرة على التمرير لصناعة الفرصة على الرغم من إنه لاعب دائرة وليس لمجرد التمرير، التمركز الرائع، الضغط على الخصم وافتكاك الكرات أرضية كانت أم هوائية، وفي بايرن امتلك مارتينيز وشابي ألونسو وفي مانشستر سيتي لم يجد أحدا.

تورية يجيد توزيع الكرات لكن كبر سنه وانخفاض لياقته البدنية لا يعطيه القدرة على الركض خلف الكرة لاستخلاصها، وإلكاي جوندوجان صانع ألعاب متأخر أكثر من كونه لاعب ارتكاز، حتى فيرناندينيو وبعد تطوير جوارديولا له لم يتخلص من تهوره بعد.

لذا يرغب جوارديولا في لاعب يجمع بين كل هذه الصفات. حاول مع بوسكيتس وفشلت المفاوضات، والآن يبدو أنه اقترب من ضم لاعب فاز بـ63% من الصراعات الهوائية ولديه دقة تقدر بـ65% في استخلاص الكرة.

ليبرو نحو المزيد من الهجوم

هل تعلم ما الفارق بين "ليبرو libero" و"سويبر sweeper"؟ الفارق هو التمركز، تلك النقطة الأهم في أسلوب جوارديولا. السويبر هو من يتواجد خلف قلبي الدفاع ويهتم بالواجب الدفاعي فقط، عكس الليبرو الذي يتمركز بين قلبي الدفاعي، تارة خلفهما وأخرى أمامهما ليتكفل بتحضير اللعب لبناء الهجمة.

صفات الليبرو نجدها في مارتينيز الذي أكمل 91% من تمريراته في الموسم الماضي، نظرا لقدرته على اللعب كقلب دفاع وإرتكاز.

ومع أسلوب 4-3-3 الذي يتبعه جوارديولا سيكون مارتينيز هو الرجل الذي يبدأ هجمات مانشستر سيتي من وضعية الدفاع، كيف؟

بثنائي في وسط الملعب في مركز 8، مثل كيفن دي بروين ودافيد سيلفا؛ يحتاج جوارديولا للاعب يقوم بحمايتهم، ليس قاطع كرات تقليدي ولا ممر جيد، بل خليط بينهما.

خابي مارتينيز سيكون ذلك اللاعب، بمثل هذا الرسم التكتيكي.

في الملعب، ومع اقتراب سيتي من التعاقد مع داني ألفيش والمفاضلة بين بنجامين ميندي ظهير أيسر موناكو وريان بيرتراند لاعب ساوثامبتون، سيوفر مارتينيز المرونة الخططية لجوارديولا لتطبيق أفكاره وتحويل الطريقة الرقمية لواحدة غير تقليدية، ليتحول الرسم من:

إلى:

في هذا الشكل يعود مارتينيز بين قلبي الدفاع أو يتواجد أمامهما قليلا، طرفي الملعب للأمام للهجوم، ودخول الأجنحة للعمق مع إعطاء الحرية لدي بروين وسيلفا في تبادل المهام بين صناعة اللعب للاعب ودخول الأخر منطقة الجزاء.

عيب واحد لهذا الأسلوب يظهر في بطئ دافيد سيلفا في الضغط على حامل الكرة، وقد يجد جوارديولا حله في إضافة لاعب وسط بجوار دي بروين للضغط على الخصم، خصوصا وأن مارتينيز ليس بارعا في الضغط العالي والاعتماد على سيلفا ضمن ثلاثي خط المقدمة لقدرته على التحرك خلف الدفاع ودخول منطقة الجزاء والتسجيل كما يفعل مع منتخب إسبانيا.

وهنا يهرب من الرقابة ويسجل مع سيتي.

3 مدافعين وجناح

مع مارتينيز وداني ألفيش من الممكن أن يعتمد جوارديولا على طريقة 3-4-3 تتحول إلى 3-3-4 بصعود ألفيش لمركز الجناح الذي لعب فيه مع برشلونة، وقد تكون 2-3-4-1 هى الأنسب لمانشستر سيتي بوجود مارتينيز وألفيش.

مارتينيز سيتمركز أمام قلبي الدفاع، وبجواره سيكون يمينا فيرناندينو للتغطية خلف ألفيش ويسارا ميندي أو بيرتراند ثم رباعي تحت المهاجم.

في الموسم الماضي كانت أسوأ نتائج مانشستر سيتي حين لعب بثلاثي في الخط الخلفي، أمام إيفرتون وليستر سيتي وتشيلسي. تنفيذ تلك الطريقة سيأتي بمساعدة العناصر الجديدة: مارتينيز، ألفيش وبيرناندو سيلفا والظهير الأيسر المنتظر بالإضافة للمهاجم جابريال جيسوس لقدرتهم على الضغط العالي وإبطال مفعول هجمات الخصم من عند عملية التحضير.

إضافة مارتينيز لتشكيل مانشستر سيتي ستعطي الفريق قاطع كرات لديه القدرة على التمرير وصناعة الفرص وسيوفر الحماية الكافية لعناصر الفريق للهجوم.

التعليقات