لمحبي العلوم.. الفيزياء وراء "هدف القرن"

الأحد، 25 يونيو 2017 - 09:33

كتب : عمر ناصف

روبرتو كارلوس

كانت الساعة تشير إلى الدقيقة 21 من عمر مباراة فرنسا والبرازيل ضمن البطولة الودية التي أقامتها فرنسا في 1997 استعدادا لمونديال 1998 عندما أحتسب الحكم ركلة حرة مباشرة لصالح رونالدو بعد خطأ من تدخل مزدوج من لوران بلان وباتريك فييرا.

روبرتو كارلوس يتقدم لتسديد الركلة الحرة من على بعد 40 مترا من مرمى الحارس فابيان بارتيز ويسدد كرة قوية تسكن الشباك وسط ذهول كل من في الملعب والمتابعين من أمام شاشات التلفزيون حتى يومنا هذا، من مسار الكرة الغريب بعد أن كانت في طريقها إلى خارج المرمى قبل أن تغير مسارها إلى داخل الشباك.

أصاب الذهول المتابعين من الهدف الذي اعتبره البعض "تحطيما لكل قواعد الفيزياء" ولكن علماء الفيزياء لم يتعجبوا من مسار الكرة وإن كانوا كذلك إن تم تسجيله قبل عام 1670، عندما سن إسحاق نيوتن القانون الأول للحركة.

قانون نيوتن الأول للحركة: الجسم سيظل يتحرك بنفس القوة والإتجاه إلى أن تؤثر عليه قوة خارجية.

نظريا، كرة روبرتو كارلوس لم ترتطم بشيء ولكن الهواء المحيط بالكرة كان أحد العوامل التي أدت إلى اتخاذ الكرة لهذا المسار.

روبرتو كارلوس ركل الكرة في جزءها السفلي الأيمن ليس فقط لإرسالها بعيدا على اليمين ولكنه جعلها تدور حول محورها مما شكل منطقتي ضغط هوائي حول الكرة، التي بشكل طبيعي تدور حول محورها.

على اليمين يوجد منطقة ضغط هوائي مرتفع نظرا لأن الهواء عكس اتجاه الدوران، مما يزيد من المجهود المقاوم.

بينما على اليسار الدوران يسير مع اتجاه الريح مما يجعل الضغط أقل على الكرة التي اتخذت مسارها نحو الضغط المقاوم الأقل.

يسمى هذا "تأثير ماجنوس"، وإسحاق نيوتن كان أول من تحدث عنه بعدما لاحظ دوران كرة التنس أثناء ضربها في أحد المرات التي كان يمارس فيها اللعبة خلال عام 1670.

هذا هو التفسير الفيزيائي لكل حالات دوران الكرة في الألعاب الرياضية المختلفة وروبرتو كارلوس يعتبر المثال الذهبي بسبب دقته في تسديد الكرة بالقوة اللازمة لجعلها تدور حول محورها وتغير مسارها في الوقت المناسب معلنة عن هدف اعتبره البعض هدف القرن الـ20.

التعليقات