كتب : محمد خالد | الخميس، 22 يونيو 2017 - 20:06

تحليل - ليلة سقوط الأهلي في كازابلانكا‎

الأهلي - الوداد

خسر الأهلي من الوداد في المغرب لأن نجاحه توقف عند الدقيقة 45، ولم يستمر لـ90 دقيقة.

بداية المباراة

بدأ الأهلي اللقاء بطريقته المعتاة 4-2-3-1 أحمد حجازي وسعد سمير قلبا دفاع، أحمد فتحي ظهير أيمن وعلي معلول ظهير أيسر يلعب أمامهم ثنائي ارتكاز هما حسام عاشور وعمرو السولية وأمامه عبد الله السعيد ويلعب كجناح أيمن وليد سليمان وجناح أيسر مؤمن زكريا تحت المهاجم الوحيد جونيور أجاي.

بينما اعتمد الوداد على بالعروبي في حراسة المرمي أمامه النصيري ظهير أيمن وبدر جدارين ظهير أيسر ولاعبي قلب دفاع العطوشي ورابح أمامهم الثلاثي السعيدي ووجمال ايت وانس الأصباحي وثلاثي هجومي محمد أوناجم في اليمين وبن شرقي في اليسار وأونداما مهاجم وحيد.

الشوط الأول: نجاح خطة البدري

نجح حسام البدري في الشوط الأول في خنق الوداد تماًماً عن طريق الضغط العالي و الكثافة العددية في وسط الملعب وإلتزام وليد سليمان ومومن زكريا بالدور الدفاعى، فكانت خطته تتحول في الحالة الدفاعية إلي 4-5-1 وأحيانا إلى 6-3-1 بتواجد مؤمن ووليد كظهيرين ودخول معلول وفتحي للعمق بجوار سعد وحجازي ثم الأعتماد علي أنطلاقات وليد سليمان ومومن زكريا علي الأطراف، واستغلال المساحة الكبيرة خلف الظهير الأيسر للوداد بدر جدارين.

ساعد لاعبو الوداد الأهلي في هذا الأسلوب، فبدأ لاعبو الوداد المُباراة برتم بطيء و حالة من انعدام الثقة قبل أن يتغير كل ذلك مع بداية الشوط الثاني.

والمشكلة هنا أن الأهلي لم يستفد من خوف الوداد من سيناريو العام الماضي ولم يسجل في الشوط الأول.

مع نهاية الشوط الأول، كان يجب أن يدرك البدري أن خطته يجب أن تتغير لأن الوداد سيفعل كل شيء للتسجيل مع بداية الشوط الثاني خاصة بعدما رأي الأهلي ينهي الشوط الأول دون أي تسديدة.

باتت خطة الأهلي ولعبه على التعادل مكشوفا تماما للوداد الذي زال خوفه.

الشوط الثاني: انهيار بدني وتفوق الوداد

دخل عموتة مدرب الوداد الشوط الثاني بثقله، كان يعلم أن الوقت والرتم الذي يلعب به خصمه لا يسيران في صالحه أبدًا.

لذلك أخرج لاعبوه كل ما لديهم مطلع الشوط الثاني للتسجيل في هذا التوقيت، وكما كان متوقعا لم يستطيع الأهلي الاستمرار بنفس الأسلوب الذي يتطلب جهدا بدنيا وذهنيا مضاعفا لم يستطيع لاعبوه تقديمه عقب موسم طويل تخللته بطولة الأمم الأفريقية.

سرعان ما انهار تنظيم الأهلي و غاب الضغط علي حامل الكرة كما ظهر في لقطة الهدف الأول، اكتسح الوداد الملعب تماًماً عن طريق الضغط الهجومي القوي علي دفاع الأهلي و لم يحتج الوداد أكثر من دقيقتين حتي استطاع تسجيل الهدف الأول عن طريق فابريس أونداما.

تغييرات البدري

لم يضع البدري أي سيناريو بديل في حالة التأخر في النتيجة، فجميع التغييرات لم تقدم الجديد سواء صالح الذي دخل بديلا لوليد سليمان مع تحول السعيد للجناح الأيسر ثم التغير الثاني بنزول عمرو جمال بديل لعمرو السولية ورجوع السعيد كارتكاز ثان بجوار عاشور مما أفقد الأهلي وسط الملعب تماًماً.

ثم جاء التغير الثالث بنزول كريم نيدفيد البعيد عن المشاركة منذ فترة ليهدر أسهل فرص اللقاء، فشلت جميع تغيرات البدري ببساطة لأنة لم يتنح عن 4-2-3-1 دون النظر لأي اعتبارات خاصة بظروف المُباراة وحالة اللاعبين.

عبد الله السعيد

استمرار السعيد في الملعب بهذا المستوي لمدة 90 دقيقة أمر غريب، بل وإشراكه في ثلاثة مراكز في مُبارة واحدة أغرب.

العجيب أن السعيد لم يؤد دوره على الإطلاق في أي مركز لعب فيه، فكان المتسبب الرئيسي في الهدف الثاني فلم يقم بدوره في الارتداد الدفاعي مع أوناجم وتركة يتحرك من وسط الملعب إلي داخل منطقة الجزاء ليصنع هدف قتل المُبارة.

هذه المشكلة واجهها هيكتور كوبر مع منتخب مصر ضد تونس ولكنه تأخر في إخراج السعيد من الملعب، ليقول بعد المباراة: "ربما يكون هذا خطأ مني ولكنني أردت ترك لاعب قادر على صناعة الفرص".

هذه مشكلة الكرة المصرية في الوقت الحالي، لا تعتمد إلا على صانع الألعاب الكلاسيكي مثل السعيد من أجل صناعة الفرص رغم أن ريال مدريد مثلا لا يلعب بصانع ألعاب ولكنه هزم أقوى دفاع في أوروبا برباعية مع الرأفة!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات