أنا شريف إكرامي - (1) عن رونالدو والتضحية بالحلم.. وسر نجاح الأهلي ضد شيكا وميدو

الخميس، 01 يونيو 2017 - 16:43

كتب : أحمد الخولي

شريف إكرامى

نحن في غرفة خلع الملابس داخل قطاع الناشئين بالأهلي.. يدخل طفلا يدعى شريف إكرامي حزينا، يخلع قميصه بعد فشله في اختبارات النادي. يبدو أن الحلم "مهاجم مصر الأول" لن يصبح حقيقة.

"أنا شريف إكرامي.. أحكي لكم قصتي مع كرة القدم. والحلقة الأولى مع بدايتي في القلعة الحمراء".

FilGoal.com ينشر الحلقات تباعا.. وكل ما يلي يرد على لسان الوحش الجديد لإفريقيا:

--

كنت أشاهد أبي منذ طفولتي في الاستاد مع محمود الخطيب. ومع عادل إمام وسمير غانم في التلفاز. كان نجم شباك بمعنى الكلمة.

لكني لم أكن متأثرا بنجوميته.. كنت صاحب شخصية مستقلة، رغم أن القدر كان يجبرني علي السير في الاتجاه نفسه.

كان أبي يعمل خارج مصر في تلك الفترة. مع نادي الوحدة السعودي وكنت أنا وأمي وشقيقي أحمد يرحمه الله نعيش في مصر.

أحمد بدأ طريقه في عالم كرة القدم التي اختارها لأنه كان يتخذ إكرامي الكبير مثلا أعلى في كل شيء.

رونالدو Vs إكرامي

عندما بلغت الثامنة من عمري ذهبت إلى النادي الأهلي لكي أرى أحمد الذي كان يلعب مع فريق تحت 11 عاما.

هنا دبت غيرة إيجابية في قلبي. أستطيع أن الأخر النجاح كلاعب كرة قدم لو أردت.

في تلك الفترة كنت مفتونا بالمهاجمين.

حسمت قراري، دخلت اختبارات الأهلي ولكن ليس مثل أبي وأخي كحارس مرمي بل كمهاجم.

فشلت في الاختبار.

بعدما فشلت في الاختبار بدأت أتعلق بالحلم أكثر. لن أفشل مجددا، ظللت في النادي أشاهد أخي. وظللت أمارس كرة القدم بشراهة في المدرسة، أستعد لدخول الاختبارات من جديد. ستكون لحظة فارقة في حياتي.

ذهبت إلي اختبارات العام التالي حيث كان الكابتن محمود صالح يشرف عليها. وفشلت للمرة الثانية كمهاجم.

دخلت غرفة خلع الملابس أتألم بسبب الفشل. خلعت قميصي، ثم بعد تفكير لبرهة اتخذت قرارا غريبا. ارتديت قميص حارس مرمى وعدت للملعب.

أنا شريف إكرامي أخر يا كابتن. هل يمكنني الاختبار كحارس للمرمى؟

ونجحت.

ناداني كابتن مصطفي عبد الحكيم وقال لي اذهب سجل اسمك في الاستمارة فكتبت شريف اكرامي الشحات ففوجئ الجميع.

"أنت ابن إكرامي؟ لماذا لم تقل ذلك من البداية؟".

لم يعلموا أن والدي نفسه لم يكن يعلم أني سأدخل الاختبارات في الأهلي.

غالبا السبب ربما في نجاحي أني كنت أختبر مع من هم أكبر مني سنا كمهاجم. لكن كحارس مرمى كنت أتدرب مع نفس مرحلتي العمرية.

كان تكويني الجسدي يتناسب أكثر مع حراسة المرمي لأني طويل منذ الصغر.

ولأكون صريحا. بعدما دخلت عالم كرة القدم اكتشفت أني لا أنفع إلا كحارس للمرمى.

لكن على كل حال أطفأت ظمأ اللعب كراس حربة في مباريات الخماسي. ففي حياتي كان الظاهرة البرازيلية رونالدو مثلي الأعلى واللاعب الذي أحلم بأن أصبح مثله في يوم ما.

حتى الآن أحاول إرضاء رغبتي الجامحة في هذا من خلال اللعب في التقسيمة كلاعب مع الأهلي وليس كحارس للمرمى.

شوبير والحضري

بدأت المسيرة مع الأهلي وكان أحمد شوبير وعصام الحضري نجمي العرين الأحمر في الفريق الأول.. تعاهدت مع نفسي أن أصل لهذا المكان يوما ما. يجب أن أكون امتدادا لإكرامي.

الغريب أني لم ألعب أساسيا في فريق الناشئين 13 سنة لسبب فسيولوجي بحت إذ كان طول قامتي عائقا!

جميع زملائي كانوا أقصر مني. وفي بداية حارس المرمى تحتاج لسرعة رد الفعل واللياقة البدنية العالية وهذا يتوفر مع قصر القامة.

ولكن عندما بلغت 15 سنة بدا الطول يصنع لي الميزة والتفوق علي الآخرين.

من حسن حظي تولي احمد ناجي مهمة التأسيس. ولمدة 6 سنوات كنت أتدرب تحت قيادته وكان يهتم أولا بالجانب البدني بحكم أني ناشئ ثم العمل الفني.

ميدو وشيكا

بدأت اللعب مع جيل 82 وجيل 83 ثم مع 81 حين تم تجميعه في النادي.

معي في الفريق عماد متعب ومحمد الزيات وعلي ممدوح وعلي صقر.. وجيل 82 ضم وائل رياض وحسين علي وأسامة حسني.. وقبلنا جميعا حسام غالي من 81.

كنا جيلا مميزا على مستوى مصر. هناك نحن، وهناك حسني عبد ربه وأحمد فتحي في الإسماعيلي. عمرو زكي وآخرين.

لهذا مباريات قطاعات الناشئين في تلك الفترة كانت ملتهبة.

ضد الزمالك كنا نفوز بنتائج كبيرة في تلك الفترة. 5-1 وقد سجل ميدو في مرماي. وفزنا أيضا 3-1 وقد سجل ميدو أيضا الهدف الوحيد للفريق الأبيض في شباكي.

ميدو سجل في العديد من الأهداف. حتى حين ذهبت إلى الجونة لاحقا في حياتي أحرز أحمد حسام هدفا في شباكي!

كانت صدفة، لكننا كنا نفوز في أغلب المباريات أو كلها :)

كان الأهلي متفوقا على الزمالك لسبب هام.

في الزمالك دوما ما تجد لاعبين موهوبين. جمال حمزة كان يصعب حياة مدافعي الأهلي في قطاعات الناشئين. شيكابالا كان مميزا للغاية، ومن أول نظرة له توقعت أن يصبح لاعبا كبيرا.

لكن في الأهلي أيضا نمتلك موهوبين. والأهم أن كل لاعب في الفريق يعلم قيمة الجماعية.

متعب كان يسجل 40 هدفا وأكثر في الموسم هو ناشئ، لكنه أبدا لم يتصرف كنجم أوحد.

يعلم أن المجموعة هي البطل وهي التي تقودك للفوز. هذا كان سر انتصارات هذا الجيل في الأهلي، والتي امتدت بعد ذلك لهيمنة محلية رائعة.

التعليقات