11 مايو من كل عام.. الوجه الدرامي الحزين لكرة القدم

الخميس، 11 مايو 2017 - 17:07

كتب : أحمد العريان

جورجي خيسوس يسقط على الأرض بعد هدف بورتو القاتل

مثلما هناك عيدا للحب وآخر للسعادة، ربما أن هذا هو ذكرى انعدام المسؤولية التي تؤدي لفقدان البطولة.

11 مايو من كل عام، تصادفت أن تتكرر الواقعة والنتيجة واحدة، أن يحرم فريقا من تتويج مجهوده طيلة الموسم ببطولة بسبب دقائق خرج فيها الفريق عن تركيزه.

في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات تحديدا في ملعب "دراجاو" معقل تنانين مدينة بورتو، يسقط رجلا عجوزا على الأرض متأثرا بهدف قاتل يسكن شباك فريقه في وقت قاتل.

هو ذاك الرجل الخمسيني الذي شعر بإقترافه جٌرما جسيما في حق جماهيره عندما قّربهم من حٌلم طال انتظاره وإذا به يسقط بأحلامه تلك على الأرض مٌصوراً مشهداً سيظل عالقا بتاريخ كٌرة القدم.

Powerful...

حديثي هنا عن هذا الرجل الذي حفر بيده اسما من ذهب سيبقى بجانب آوزيبيو وروي كوشتا وغيرهم من الأساطير لناد عريق، قبل أن يهدم كل ذلك بيده.

جورجي خيسوس مدرب بنفيكا، الذي قبل تدريب النسور في وقت كان من قبله على موعد مع الفشل لأربعة مواسم متتالية، أو بالأحرى لـ 15 موسما لم يتخللهم فوز بنفيكا بالبطولة إلا لمرتين وهو المٌسيطر المٌهيمن تاريخيا على البطولات.

خيسوس ومنذ عامه الأول نجح في إعادة لقب الدوري، وهي البطولة المٌحببة لبنفيكا ما جعله رجلا محبوبا في بنفيكا.

مر موسمان آخران مع الفريق فشل فيهما بتحقيق الدوري ولكنه كان يفوز ببطولات أخرى حافظت له على مكانه، حتى كانت اللقطة الأشهر في 2013.

كان بنفيكا يتصدر الدوري البرتغالي بفارق أربع نقاط عن بورتو قبل ثلاث جولات من النهاية، وفي الجولة الـ28 يتعادل بشكل غريب على أرضه أمام إشتوريل بهدف لمثله، ويصبح بحاجة إلى الفوز أو التعادل في اللقاء التالي أمام منافسه بورتو للحفاظ على الصدارة.

يوم 11 مايو وعلى ملعب "دراجاو" معقل بورتو يتقدم بنفيكا مبكرا عبر مهاجمه ليما، إلا أن بورتو يتعادل سريعا قبل نهاية الشوط الأول بهدف لمدافع بنفيكا ماكسي بيريرا في مرماه.

فريق العاصمة ظل مٌحافظا على تعادل كفيل بتقريبه من البطولة بشكل كبير، وفي الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء، ينجح البديل كيلفين بتسجيل هدفا قاتلا غير مسار البطولة لمدينة بورتو.

سقط خيسوس على ركبتيه في مشهد وصفته الصحف وقتها بـ "للحظة التي سٌحبت فيها روح خيسوس من جسده".

المصائب لا تأتي فرادى، وبنفيكا الأعلم بتلك المقولة بكل تأكيد، فلم تمر سوى أربعة أيام فقط حتى تعود الأحزان لدق أبواب بنفيكا وقلب خيسوس بنفس الطريقة.

في نهائي الدوري الأوروبي، يخسر بنفيكا من تشيلسي بهدفين مقابل هدف واحد، والمفارقة أن هدف تشيلسي جاء أيضا في الدقيقة الأخيرة من المباراة وسط نحيب الجماهير وذهول خيسوس من ضياع مجهود موسم كامل في بضعة أيام.

أسبوع العذاب في بنفيكا لم يتوقف عند ذلك، فاستمرت الصدمات عندما ذهبت حافلة بنفيكا بمجموعة من اللاعبين بلا روح يقودهم مدرب بلا عقل في أجسادهم إلى نهائي كأس البرتغال -البطولة الوحيدة المتبقية للنسور- وبنفس النتيجة التي كرهها الجماهير ونفس السيناريو يخسر الفريق بهدفين مقابل هدف واحد بهدف جاء مٌبكراً قليلا هذه المرة قبل نهاية اللقاء بتسع دقائق رغم أن بنفيكا كان هو السباق بالتسجيل في الأهداف.

وفي الوقت الذي حاول فيه خيسوس الحفاظ على اتزانه بعد تلك الصدمات، يجد نجمه الأول أوسكار كاردوزو يدفعه في صدره مٌحمله سبب الخسارة في كل البطولات وسط أنظار جميع من في الملعب.

صدمات الجماهير المتتالية ودموعهم لم تكن بالهينة عليهم بكل تأكيد، ما جعلهم منقسمين حتى على أحقية خيسوس في البقاء أو الرحيل عن الفريق، لكن من حسن حظ جورجي أن رئيس النادي لويز فيليبي فييرا كان من أنصار بقاءه، فقرر منحه فرصة جديدة وجدد عقده.

خيسوس لم يٌفرط في تلك الفٌرصة وخرج في أولى تصريحاته بعدها مٌعلنا التحدي بتصريحا مقتضب "سنعود".

هزائم بنفيكا مع خيسوس كانت مسار سٌخرية وتهكم، وصفه البعض بالمدرب الفاشل، ومال الآخرين لتلقيبه بالمنحوس، وبخلاف هؤلاء، كانت جماهير بورتو الأكثر غِلظة في سخريتهم، لم يكتفوا بادعاء تسببهم لٌقدة إليه، بل أنهم بجانب إدارة ناديهم عندما افتتحواً متحفا للنادي، وضعوا في مدخله صورة للحظة سقوط خيسوس على الأرض.

خيسوس عاد بالفعل، وفي الموسم التالي حقق ثلاثية الدوري والكأس وكأس الرابطة، لكنه خسر نهائي الدوري الأوروبي مرة أخرى بركلات الترجيح.

خيسوس بنى تاريخا عظيما مع بنفيكا، لكنه في النهاية لم يحافظ عليه، والسبب أنه ترك بنفيكا وانتقل لتدريب سبورتنج لشبونة غريمهم التقليدي.. انتقال لم يمنح خيسوس الجديد لأن بنفيكا ظل مسيطرا على البطولات إلى الآن، لكن فقط هدم شعبيته.

ليفربول

على الجانب الآخر وفي إنجلترا حيث البلد غير البعيد عن البرتغال، كان لليفربول قصة مشابهة.

لقب الدوري الغائب عن خزائن ثاني أكثر الأندية الإنجليزية تتويجا به منذ عام 1990 كان قريبا من العودة، لكن كريستال بالاس أراد غير ذلك.

في موسم 2013/2014 كان الدوري أقرب لليفربول عن أي وقت مضى مع برندان رودجرز، حتى أتت مباراة تشيلسي.

ليفربول خسر أمام تشيلسي بهدفين، في مباراة تبقى لقطة انزلاق جيرارد فيها هي الأشهر وقت إحراز ديمبا با الهدف الثاني.

وفي المباراة التالية كان الأمل مازال باقيا وإن أصبح أضعف، ليفربول تقدم على كريستال بالاس بثلاثية مقابل لا شئ.

ليفربول فقد الوعي، لا تفسير منطقي لما حدث غير ذلك. في الاثنى عشرة دقيقة الأخيرة، تحول تقدم ليفربول بثلاثية إلى التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق.

وبعد أن كان سواريز هو من يجلب الكرة من الشباك مع كل هدف يحرزه فريقه كي يعزز التقدم ويعوض فارق الأهداف مع مانشستر سيتي، كانت الدموع والأهات هي ما آل إليه الفريق عقب اللقاء بعد التعادل.

أحداث 11 مايو الدرامية ليست وليدة السنين الأخيرة، فالأمر يعود لعام 2002.

حين خسر باير ليفركوزين الدوري والكأس ودوري الأبطال، كان ذلك بنفس التاريخ.

باير ليفركوزين كان يتصدر الدوري الألماني طوال الموسم، وفي الجولة قبل الأخيرة وهو يقدم أروع مواسم الفريق تاريخيا، خسر ليفركوزين أمام نورنبيرج بهدف.

خسارة كانت كفيلة بتحويل لقب الدوري إلى دورتموند بدلا من ليفركوزين.

أما في الكأس، فكان النهائي يوم 11 مايو تحديدا، وخسر الفريق النهائي أمام شالكة بأربعة أهداف مقابل هدفين، رغم أنهم كانوا متقدمين بهدف مقابل لا شئ في أول الأمر.

الخسارة الأكثر ألما كانت في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.

ريال مدريد تقدم بهدف راؤول في الدقيقة الثامنة، فتعادل ليفركوزين سريعا عن طريق لوشيو في الدقيقة الـ 12.

لكن زيدان كانت له الكلمة الفصل، فسجل أحد أروع أهداف البطولة تاريخيا، مهديا اللقب التاسع من البطولة للفريق الملكي.

التعليقات