كتب : محمد يسري | الأربعاء، 03 مايو 2017 - 11:39

ملامح ليلة رونالدو في دربي مدريد.. زيدان ليس أنشيلوتي يا سيميوني

زين الدين زيدان - سيميوني

هل يوجد سيناريو أفضل لبدء اللقاء من تسجيل هدف في الدقائق الأول واستغلال توتر الخصم؟

الإجابة المنطقية ستكون نعم، لكن في تلك الحالة، ربما تكون الإجابة لا، فالهدف الدقائق الأولى منع الخصم من اللجوء للدفاع كعادته وجعلك تترك له الكرة قبل أن تسجل الهدف الثاني لقتل المباراة ثم الهدف الثالث ليحطم نجمك أرقام قياسية.

ريال مدريد فاز على أتلتيكو مدريد بثلاثة أهداف دون رد في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بأقدام كريستيانو رونالدو.

والآن مع ملامح اللقاء

كريستيانو رونالدو

في مباراتي بايرن ميونيخ بالدور ربع النهائي، سجل هدفين، ووقتها كُتب في هذه الزاوية أن رونالدو يظهر في الوقت المناسب والحاسم لريال مدريد؛ ليحسم تلك المباريات.

والآن، لا داعي لتكرار الحديث والتغني بما قدمه وشرح ما تم شرحه من قبل بقدرته المذهلة على التواجد في منطقة الجزاء وتحويل الفرصة لهدف يفوز به ريال مدريد.

رونالدو لم يحول فرصة واحدة لهدف، بل حول 3 فرص لأهداف من 3 تصويبات فقط على المرمى لتكون نسبة نجاحه 100%.

ثلاثية رونالدو جعلته يحقق 14 رقما قياسيا يمكنك معرفتهم من هنا.

دربي بنزيمة الأفضل

جرت العادة أن مباريات الدربي أمام أتلتيكو مدريد تكون أقل اللقاءات إنتاجا لكريم بنزيمة، نهائي دوري الأبطال عامي 2014 و2016 خير دليل على ذلك.

لكن في هذا الدربي، ظهر بنزيمة بأفضل نسخة له، حيث ركض كثيرا لاستعادة الكرة والضغط على الخصم. مشهد كهذا والذي يطلب فيه رونالدو من بنزيمة الضغط معه على خصم لم يكن حاضرا في اللقاء مثلا.

الفرنسي لم يخسر الكرة تحت الضغط إطلاقا، ومرر كرة الهدف الثاني لرونالدو بعد التخلص من مدافع صلب مثل دييجو جودين.

التحرك والقيام بدوره الدفاعي والحفاظ على الكرة تحت ضغط كانوا أفضل ما قدمه بنزيمة، الذي لا يزال يعاني من عدم قدرته على إنهاء الفرص على المرمى بنجاح وأضاع فرصة التقدم على ريال مدريد، لكن ثلاثية رونالدو حرمته من أسهم النقد على تلك اللقطات وأنقذته من عدم التهديف.

بين إيجابيات وسلبيات إيسكو

الاستغناء عن الجناح ووضع لاعب إضافي في وسط الملعب كانت طريقة زيدان لتعويض بديل جاريث بيل.

إيسكو شارك وتحولت الطريقة من 4-3-3 إلى 4-3-1-2.

مشاركة الإسباني كان له تأثير إيجابي على الفريق، حيث ضمن للفريق الاستحواذ على الكرة كما أن مشاركة مع توني كروس ولوكا مودريتش وكاسيميرو أضافت له حرية التحرك وعدم الإلتزام بمركز معين في خط الوسط؛ فكان دائم الظهور لرفاقه لاستلام الكرة منهم وإعادة تمريرها، فاستلم الكرة من كروس 15 مرة ومررها لمودريتش 13 مرة. نلاحظ أن إيسكو مرر تمريرة واحدة فقط في اللقاء الذي خاض فيه 68 دقيقة.

لكن الأمر السلبي من مشاركة إيسكو تمثل في عدم وجود جناح لريال مدريد في الملعب أمام داني كارفخال بالتحديد في الجانب الأيمن، للمساندته دفاعيا والزيادة معه في الحالات الهجومية.

هذه النقطة جعلت ريال مدريد يستحوذ على الكرة بشكل سلبي في أخر فترات الشوط الأول وظهور البطئ في خط وسط الفريق في بدايات الشوط الثاني، بعد غلق أتلتيكو مدريد لمساحاته ولملمة أوراقه بعد توتر البداية، فرأينا لاعبو ريال مدريد يقومون بعمل مداورة للكرة، حتى وصلت لكيلور نافاس وأطاح به خارج الملعب بسبب الرقابة الفردية من الأتلتي على رفاق إيسكو.

كذلك استحالة وجود إيسكو في وسط الملعب ثم التحرك بسرعة إلى الجانب الأيمن واللعب كجناح أثرت على ريال مدريد، وبدأ أتلتيكو مدريد يهاجم الفريق من هذه الجبهة، بعد نزول ناتشو –الذي لم يهاجم إلا نادرا- بدلا من داني كارفخال المصاب لعدم وجود جناح يساند ناتشو في التغطية الدفاعية.

قرار زيدان بحسب إيسكو كان رائعا للغاية، لأن قبل خروجه وبعد نزول فيرناندو توريس ونيكولاس جايتان وأنخيل كوريا بدا أتلتيكو أخطر هجوميا واستخلص الكرة من لاعبي ريال مدريد أكثر من مرة في مناطق متقدمة ولجأ للمرتدات، لكن دفاع ريال مدريد أجهض تلك المحاولات وانهى نزول ماركو أسينسيو تماما على مرتدات أتلتيكو لأن ريال مدريد ترك الكرة لهم ليهاجموا وبقى في مناطقه واعتمد زيدان على المرتدات، ثم سجل بعدها بـ5 دقائق هدفا "قتل" الروخي بلانكوس نفسيا وبعثر أوراقهم.

زيدان فضل أن يتواجد اسينسيو "المهاري السريع" على الجانب الأيسر للعب على لوكاس هيرنانديز الذي لا يجيد اللعب كظهير أيمن، ونقل رونالدو للجانب الأيمن لمنع تقدم فيلبي لويس وإيقاف هجمات الاتلتي في الجهة اليسرى.

ليس أنشيلوتي يا سيميوني

هل أخطأ دييجو سيميوني في تغيير مراكز كوكي ويانييك كاراسكو في اللقاء ونقلهم من الجانب الأيمن للأيسر والعكس ليتم تشتيت ذهنهم واختلاط واجبتهم طوال اللقاء فقط؟ هل الخطأ كان في خروج ساؤول نيجويز وإقحام نيكولاس جايتان؟ الإجابة لا.

خطأ سيميوني الأكبر تمثل في عقليته التي واجه بها ريال مدريد زيدان. نفس العقلية التي كان يواجه بها ريال مدريد أنشيلوتي.

في الموسم الثاني لأنشيلوتي مع ريال مدريد، تفوق سيمويني على الفريق الملكي في 3 مواجهات من أصل 6، لدرجة أن الأتلتي بات عقدة، لكنها انتهت بمجيئ زيدان، وهو ما لم يلاحظه سيميوني.

مع أنشيلوتي كان "يطمع" سيميوني في المباراة، يعطي الكرة لريال مدريد، ويدافع جيدا ويغلق مناطقه، ثم يسجل من المرتدات؛ ويفوز بهدف أو اثنين أو حتى 4 أهداف. وهذا ما توصل إليه بعد 5 مباريات مع المدرب الإيطالي في موسمه الأول.

نفس الأسلوب اتبعه سيميوني مع زيدان، لكن المدرب الفرنسي عكس أنشيلوتي، لا يكابر ويتعلم من أخطاءه، خسر الدربي الأول بعد الاستحواذ على الكرة، فقرر أن يتركها في الدربي الثاني، وحسمه بركلات الترجيح، وفي الثالث فاز بالمرتدات، وفي الرابع تعلم من خطأه فحافظ على تواجد كروس في الدربي الخامس وأضاف له إيسكو.

أمام مدرب غير من أسلوبه في كل دربي، لم يغير سيميوني تفكيره، ولم يفكر حتى في استعادة عقليته الدفاعية القديمة والخروج من المباراة بأقل الخسائر على أن يكون الحسم في الإياب.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات