فيليب لام.. كرة القدم ستفقد 4 لاعبين باعتزاله

السبت، 29 أبريل 2017 - 22:44

كتب : فادي أشرف

احتفالات بايرن

قبل أن يقول بيب جوارديولا عن فيليب لام إنه "أذكى لاعب" قام بتدريبه، كان المدرب الإسباني قد قام بتدريب عمالقة مثل ليونيل ميسي وشابي وأندريس إنيستا وسيرخيو بوسكيتس وآريين روبن وفرانك ريبيري ومانويل نوير.

هنا، عليك أن تقف وتفكر، لماذا فيليب لام؟

إجابة هذا السؤال قد نجدها في مقال الكاتب تشارلي إكليشير في جريدة تليجراف، الذي كتب عن قائد بايرن ميونيخ الذي سيرفع هذا الموسم الدوري رقم 9 في مسيرة تضم 20 بطولة كبرى، تتصدرها كأس العالم 2014.

لكن بنهاية هذا الموسم، يعتزل فيليب لام تاركا وراءه إرثا ضخما من أشياء لن تجدها على يوتيوب، وهنا محاولة للقراءة في ذلك الإرث.

قبل أن يحط جوارديولا الرحال في بافاريا، كان من الطبيعي النظر إلى لام كظهير يمكنه اللعب على جهتي الملعب بسبب قدرته على اللعب بقدميه اليمنى واليسرى. لكن لام قام بإذابة الخط بين أن تكون مدافعا وأن تكون لاعب وسط قبل ذلك بكثير من الوقت.

في الوقت نفسه، لا يمكن إبخاس حق جوارديولا. في السوبر الأوروبي ضد تشيلسي عام 2013، قام جوارديولا بنقل لام إلى لاعب الوسط المدافع بناء على نصيحة مساعده دومينيك تورينت.

بايرن فاز في ذلك اليوم بركلات الترجيح، لكن كل كلمات جوارديولا بعد تلك المباراة، ولأسابيع وشهور بعد ذلك، هو الحديث عن مميزات لام.

"في مستوى أخر، عليك أن تلعب بأفضل لاعبيك في وسط الميدان، إذا فزنا بأي شيء هذا الموسم سيكون الفضل لتغيير مركز لام، أذكى لاعب قمت بتدريبه"، هذا فقط مقتطف من كلمات جوارديولا عن فيليب لام.

كان موسما رائعا في بافاريا وألمانيا، ثنائية محلية، نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وكأس عالم لعب لام نصفه في وسط الملعب قبل أن ينتقل للظهير الأيمن لترميم دفاع كان يبدو مترهلا، لكن منذ أن انتقل لام للعب فيه لم يستقبل سوى هدف واحد في 3 مباريات في كأس العالم – هدف البرازيل الوحيد في مباراة الـ7-1 التاريخية.

لام ليس واحدا من ممثلي نموذج لاعب الكرة الحديث، لن تجد ملخصا للمساته على يوتيوب أو احتفال خاص به في لعبة فيفا، لم يفز أبدا بلقب لاعب العام في ألمانيا ولن يقترب من البالون دور مهما حدث.

ما الذي يجعل لام مميزا إذا؟ في عام 2003، كان لام بعمر الـ19 ولاعبا في فريق رديف بايرن ميونيخ الذي كان يدربه هيرمان جيرلاند.

كعادة النادي مع لاعبيه المميزين، يحاول إخراجهم للإعارة. اتصل جيرلاند بمدرب شتوتجارت في ذلك الوقت فيليكس ماجاث مانحا إياه خدمات لام.

ما الذي سيجعل مدربا كبيرا بحجم ماجاث، مع شتوتجارت الذاهب إلى دوري أبطال أوروبا، يقتنع بضم لاعب شاب من بايرن ميونيخ؟ هذا السؤال جاء فعلا على لسان ماجاث، ليرد جيرلاند "لام يبدو وأن لديه 15 عاما، لكنه يلعب وكأنه بعمر الـ30، يمكنك أن تشركه في مركز الظهير الأيمن والظهير الأيسر، لاعب الوسط الأيمن ولاعب قلب الوسط".

بعدها بشهرين، واجه شتوتجارت مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا في مباراة فاجئ فيها الفريق الألماني فريق سير أليكس فيرجسون، ليطلب حينها ضم فيليب لام حسبما يقول جيرلاند.

"لام يلعب في أي مكان تضعه فيه، لم يلعب مباراة متوسطة وكل من يفهم كرة القدم معجب به، لام كان رائعا بالفعل في عمر الـ17، كان يستطيع فعل كل شيء، لم يكن هناك ما يمكنني أن أعلمه له، فيليب لم يلعب مباراة سيئة بالنسبة لي، لا يستطيع أن يلعب مباراة سيئة". هكذا يروي جيرلاند ذكرياته مع لام.

في محاولة أخرى لشرح لما لام لاعب مميز للغاية، يقول جوارديولا في كتاب "بيب كونفيدينتشيال": "هل رأيتم كم هو ذكي؟ يقوم بحماية استحواذنا وفي نفس الوقت يضرب بتمريراته خطوط الخصم".

الصحفي الألماني الشهير أولي هيسه يرى أن هبوط مستوى منتخب ألمانيا يعود لاعتزال لام الدوري: "في كل يوم، يحاول يواكيم لوف أن يعوض أحد أفضل لاعبي الوسط المدافعين، أحد أفضل ظهراء اليسار، وأفضل ظهير أيمن في العالم، ويده اليمنى في الملعب". 4 لاعبين في لاعب واحد. يكمل هيسه "لام لاعب يفهم اللعبة بشكل رائع، لدرجة أن المدرب الأفضل في العالم وصفه بأذكى لاعب تعامل معه. هذا هو فيليب لام".

أما لام نفسه فيقول في تصريحات لـ"ديلي ميل": "كرة القدم ككل تغيرت، انظر للفرق الكبرى وستجد كثير من لاعبي الوسط في الملعب. لا يوجد ظهير تقليدي الآن، لعبت كجناح ولعبت في وسط الملعب وكظهير، الأمر كله يعود لتكتيك المدرب".

بفضل لام، دور الظهير تغير بشكل دراماتيكي في أوروبا. المركز الذي كان يراه الكثير كمركز دفاعي، أصبح مركزا تبدأ من عنده الهجمات ويوقف أجنحة الخصم في الخلف.

تريد دليلا؟ قبل 10 أعوام، كان من الطبيعي أن يقال إن جاري نيفيل هو أفضل ظهير في الدوري الإنجليزي، الآن يتم الحديث عن لاعبين بنوعية هيكتور بيلليرين وكايل ووكر.

البرازيلي كارلوس ألبرتو، الذي كان ظهيرا ومثل لام فاز بكأس العالم قال: "لام لا يخطئ.. هل هو ماكينة؟ لا إنه فنان".

يقول لام عن نفسه إنه دائما ما وضع اهتماما كبيرا بالتكتيك، وإنه عمل على أن يكون لاعبا متطورا لأنه ضعيف بدنيا.

ربما أعظم ما سيتركه لام مع اعتزاله هو الفوز بكأس العالم، الأمر نفسه فعله فرانز بيكينباور ولوثر ماثاوس، الأقوى بدنيا كثيرا من لام والذان وضعا مع زملائهما كتالوج للاعب الألماني القوي بدنيا، لكن لام غير ذلك، كتالوجه وطريقته كان الذكاء وفهم لعبة كرة القدم، الأمر الذي جعل كل من عمل معه يضعه في مكانة أحد أفضل لاعبي جيله.

التعليقات