حكاية جارديم - صانع انتفاضة موناكو.. من تدريب يد إلى نصف نهائي الأبطال

السبت، 29 أبريل 2017 - 21:47

كتب : محمد البنا

يارديم - موناكو

"لا أعلم إن كنت في نهاية المطاف سأصبح فيرجسون موناكو أم لا" ليوناردو جارديم المدير الفني للفريق الفرنسي الذي حقق انتفاضة رائعة هذا الموسم بالوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا وتصدر الدوري حتى الآن.

تحت قيادة المدرب البرتغالي صاحب الـ42 عاما، فبعد أن بدأ دوري الأبطال بخسارة بثلاثية نظيفة أمام باير ليفركوزن، نجح في إنهاء المجوعة الخامسة متصدرا، ثم واجه مانشستر سيتي وتفوق على بيب جوارديولا وعبر إلى ربع النهائي ليقصي بروسيا دورتموند.

هذا الرجل الملفت للنظر أصبح من الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم.. ولأن الدوري الفرنسي لا يحظى باهتمام الكثيرين، ربما يكون هو سببا في عدم تسليط الضوء على جارديم

مدرب واعد؟

هناك أدلة قبل وصول جارديم إلى فرنسا على أنه سيصبح مدربا واعدا.. وهي:

- أنهى مع براجا بالمركز الثالث في الدوري البرتغالي موسم 2011-2012، والثاني مع فريق سبورتنج لشبونة المكون من عدد كبير من اللاعبين الشباب في مفاجأة غير متوقعة بموسم 2013-2014.

- انتقل إلى أولمبياكوس في الدوري اليوناني موسم 2012-2013 ورحل عن الفريق بعد ستة أشهر بدون هزيمة مبتعدا بـ10 نقاط في صدارة الترتيب.

- تأهل مع موناكو لنصف نهائي دوري الأبطال، ومازال متصدرا لقمة الدوري الفرنسي برصيد 83 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن باريس سان جيرمان الوصيف قبل أربع جولات من النهاية.

شهادة النجوم؟

رصد موقع الاتحاد الأوروبي (يويفا) آراء نجوم موناكو الحاليين حول مدربهم ليوناردو جارديم.. وكانت كالتالي:

رادميل فالكاو: "جارديم مدرب ذكي جدا ويقرأ المباريات بشكل جيد، يفهم اللاعبين جيدا ويعرف ما يحتاجونه بسرعة.. طريقته هذه ساعدته على إدارة مهارات اللاعبين الحاليين للفريق وهم صغار السن والذين يحتاجون فترة للنضج، لكنه صبور وهاديء بشكل كافي لتطوير هؤلاء اللاعبين".

وأضاف الهداف الكولومبي "هذا لعب دورا رئيسيا في مستوى وأداء الفريق الحالي وأحد أسباب صدارتنا للترتيب في الدوري الفرنسي".

تيموي بكايوكو: "هو جاهز دائما لتقديم المساعدة، في بعض اللحظات لم نكن على وفاق تام.. لكنه مدرب مؤثر جدا وساعدي في التطور كثيرا على المستوى التكتيكي".

مدرب كرة يد!

على غرار مواطنيه جوزيه مورينيو وأندري فيلاش-بواش، المدرب المولود في فينزويلا لم يمارس كرة القدم على المستوى الاحترافي كلاعب.

فبعد دراسة جارديم للتربية الرياضية، قام بتدريب الأطفال وفرق للسيدات وتولى تدريب فرق كرة يد أيضا خلال مسيرته الأولى.

تولى فريقا كاماتشا وتشافيز على مستوى الكبار في مدينة ماديرا، وكان الإعلان عن اسمه مع بيرا-مار بالصعود بهم إلى الدوري الممتاز نقطة التحول في مسيرته.

فتولى جارديم تدريب براجا وقام بنتائج مبهرة أنهى مع الفريق المركز الثالث قبل التوجه لليونان ثم العودة إلى سبورتنج لشبونة.

ومع مجموعة من اللاعبين صغار السن حقق نتائج رائعة وأنهى في المركز الثاني، وفي الموسم التالي انضم نجم الزمالك محمود عبد الرازق "شيكابالا" للتدريب تحت ولايته قبل أن يصله عرض موناكو ليرحل عن الفريق.

وعندما وصل جارديم "المجهول" إلى موناكو في 2014 كانت الأسئلة حول "هل أنت قادر على أن تجعل موناكو ينافس باريس على لقب الدوري؟"

ربما إجابته وقتها أثارت السخرية من الإعلام الفرنسي بسبب لكنته الفرنسية المختلطة باللكنة البرتغالية.. لكن قيادته للفريق ونتائجه الحالية ليست نكتة!

أسلوب عمله

من تصريحات نجوم موناكو فإن المدرب يمنحهم الحرية والراحة في الانطلاق وإظهار إبداعاتهم، وأيضا يمنح الفرصة للاعبين صغار السن.. لكن ماذا عن أسلوب تدريبه؟

لا يستغنى جارديم في تدريبه للاعبين على كرة القدم، حتى في حصص اللياقة البدنية، كما أنه يركز على الحالة النفسية للاعبين وبث الروح الحماسية في الفريق.

دائما ما يضع جارديم هدف أمام أعين لاعبيه للقتال من أجله والسعي ورائه، وقد نجح في ذلك حتى الآن.

يقول فابينيو لاعب موناكو الذي حوله جارديم من ظهير إلى لاعب وسط على ذلك: "الأمر نجح بالنسبة لي وللفريق".

أما كيليان مبابي أحد ظواهر الموسم الجاري في عالم كرة القدم والهداف المتألق بجوار فالكاو في هجوم موناكو يقول عن جارديم : "أحب أن أتحرك في الملعب كثيرا، والمدرب يعطيني الحرية لأفعل ذلك سواء على اليمين أو اليسار أو العمق".

أفكار جارديم

ثلاثة تصريحات للمدرب البرتغالي ربما تسطر عناوين حول أفكاره حول ثلاثة اتجاهات..

التدريب: "أؤمن بأن الجوانب البدنية والفنية والتقنية لا تنفصل أبدا، أقوم بالعمل على الجوانب الثلاثة في آن واحد" جارديم يتحدث عن أسلوب تدريبه وهو ما يفسر أنه يقوم بتدريبات اللياقة البدنية بكرة القدم.

المستقبل:

"أنا في قمة تركيزي مع موناكو، ولا أفكر في المستقبل.. مازال يتبقى لي عامين في عقدي الذي ينتهي 2019 وأشعر براحة كبيرة هنا ولا أعلم إن كنت سأصبح أليكس فيرجسون موناكو في المستقبل أم لا".

المنافس:

"لا يهم من نلعب ضده، باريس سان جيرمان.. توتنام هوتسبر.. مانشستر سيتي، أيا كان.. الأمر متعلق بالـDNA الخاص بالفريق. سنلعب بالطريقة التي نلعب بها".

التعليقات