كتب : فادي أشرف | الإثنين، 24 أبريل 2017 - 00:27

الخطايا السبع لزيدان في ليلة الكلاسيكو

زيدان

في فيلم Se7en، الشهير في العالم العربي بفيلم الخطايا السبع، عاقب القاتل "جون دو" ضحاياه لارتكابهم خطية واحدة من الخطايا السبع.

Image result for jack doe se7en

لكن في مساء 23 أبريل في مدريد، عاقب ليونيل ميسي زين الدين زيدان لارتكابه 7 خطايا في ليلة واحدة.

العقاب جاء على حجم الخطايا، خطايا زيزو كانت كارثية وعقابها بخسارة الكلاسيكو في الدقيقة الأخيرة واحتفال ميسي الأسطوري بهدفه الـ500 في قلب سانتياجو بيرنابيو كان مستحقا.

كيف أخطأ زيدان؟ البداية من قبل المباراة..

تصريحات ما قبل المباراة

" الفوز على برشلونة لن يحسم الليجا لريال مدريد، فالكلاسيكو مباراة واحدة ولايزال لدينا 6 مباريات بعده".

هل أخطأ زيدان بتلك التصريحات بالتقليل من أهمية المباراة لرفع الضغط عن لاعبيه؟ بعيدا عن تحليل الأمر، يجدر بنا النظر للنتائج.

الليجا فعليا في خطر بعد الخسارة، ريال مدريد أمامه مباريات نارية في الليجا، وموسمه بالفعل مهدد بأتليتكو مدريد المتعطش للمجد الأوروبي أمام عدوه الذي منعه مرتين من ذلك.

ربما كان على زيدان وضع الكلاسيكو في وضعه الطبيعي مثلما فعل لويس إنريكي الذي وضع نفسه في مقعد القيادة بالنسبة لصراع الليجا ولو مؤقتا.

جاريث بيل

أمام بايرن ميونيخ، وصل زيدان لتوليفة جيدة ببداية إيسكو في المكان الذي شغله جاريث بيل في تشكيل الكلاسيكو.

وبالفعل، قدم ريال مدريد أداء رائعا واستطاع المرور لنصف نهائي دوري الأبطال أمام فريق قد تعتبره في قوة برشلونة.

لماذا إذا تغامر بالويلزي العائد من الإصابة؟ من المعروف أن زيدان يفضل وجود بيل في الملعب، إلا أن المغامرة غير المحسوبة بإشراك بيل كلفت زيدان الكثير.

كاسيميرو

منذ الكلاسيكو الأول لزيدان، بدا وأنه سيستعمل كاسيميرو كـ"بيبي" الخاص به ضد ميسي، مثلما كان يفعل جوزيه مورينيو.

هذا الأمر تبلور في كلاسيكو 2 أبريل 2016 والذي فاز به الملكي 2-1. في ذلك اليوم قام كاسيميرو بـ10 تدخلات دفاعية ناجحة.

أما اليوم، ورغم هدفه، كان كاسيميرو نقطة ضعف كبيرة جدا بسبب ميسي، والإنذار المبكر.

كاسيميرو لم يقم سوى بـ6 تدخلات دفاعية ناجحة، وسدد اللاعب الموكل له رقابته 6 كرات على المرمى.

16 تسديدة أيضا لبرشلونة، كاسيميرو كان ثقبا في وسط ملعب ريال مدريد حتى خرج، بل وبديله كان أسوأ.

بينما كوفاسيتش يلهو.. ميسي صنع المجد

هل تعلم كم مرة نجح ماتيو كوفاسيتش في إيقاف ميسي منذ أن شارك في الدقيقة 70؟ مرة واحدة فقط.

هل ترى أين كوفاسيتش والكرة في طريقها لميسي؟

نعم، هو ذلك اللاعب الذي يقف خلف ميسي بخمس خطوات.

تلك خطيئة زيدان الثالثة. عدم تجهيز بديل لكاسيميرو حينما تتعقد الأمور ويصبح من الضروري إخراج المدمر البرازيلي من الملعب، مثلما حدث أمام برشلونة.

قدسية رونالدو وبنزيمة

فكرة عدم إخراج كريستيانو رونالدو من الملعب رغم أداءه العادي أمام برشلونة قد تبدو مقبولة. صاحب الكرة الذهبية قادم لتوه من تسجيل هاتريك في شباك بايرن ميونيخ، لكن فكرة وجود كريم بنزيمة في الملعب لمدة 82 دقيقة تبدو غير مفهومة إطلاقا.

لسنوات، كنت من أصحاب وجهة النظر أن بنزيمة له أدوار في الملعب يؤديها قد تغنيه أحيانا عن تسجيل الأهداف.

بنزيمة سدد كرتين فقط خارج مرمى برشلونة، ولم يلمس الكرة سوى 33 مرة طوال المباراة.

بنزيمة كان مختفيا، في وقت قد يرى البعض أن وجوده كأساسي على حساب ألفارو موراتا خطيئة رابعة لزيدان.

راموس

عندما يتعرض قائد ريال مدريد للطرد لخامس مرة أثناء مباريات الكلاسيكو، فذلك يعني وجود مشكلة كبيرة.

في خمس مناسبات تسبب راموس في أن يلعب ريال مدريد منقوصا أمام برشلونة، وكلف مدربه في كل مرة قرارات يبدو مجبرا عليها.

قد لا تعتبر طرد راموس "خطيئة" من خطايا زيدان، لكن من مميزات زيدان التي تحدث عنها عدد كبير من لاعبيه هو قدرته على إعداد لاعبيه نفسيا، وهو ما يبدو لم يحدث مع قائد الفريق قبل المباراة.

ولكن رغم ذلك، بدا ريال مدريد متماسكا حتى بعد طرد راموس.

الخطيئة السابعة.. لماذا؟

كمدرب لفريق منقوص من لاعب واستطاع تسجيل التعادل على برشلونة في مباراة مصيرية في سباق الدوري في الدقيقة 86، هل يوجد أي مبرر لأن تكون الهجمة الأخيرة في المباراة 5 ضد 3 لصالح برشلونة؟

ريال مدريد دفع ثمن الطمع في المكسب قاسيا، بعيدا عن هزيمة الكلاسيكو وصعوبة الحصول على الليجا، إلا أنه دفعه من تاريخه لسنوات قادمة باحتفال ميسي الذي سيصبح أيقونيا بهدفه الـ500 في سانتياجو بيرنابيو.

ميسي كان قاسيا على ريال مدريد أكثر من قسوة جون دو على ضحاياه، ولكن ريال مدريد وزيدان استحقا العقاب على 7 خطايا في ليلة الكلاسيكو.

التعليقات