كتب : محمد يسري | السبت، 08 أبريل 2017 - 23:05

سؤال لزيدان وقدم مودريتش وبارتي "الوزير" في أبرز ملامح دربي مدريد

ريال مدريد - أتليتكو مدريد

من ضربة ثابتة صنع كروس هدف ريال مدريد في مرمى أتلتيكو مدريد، لكن لا، لم يكن راموس هو المسجل، بل كان بيبي هذا المرة، قبل أن يتعادل جريزمان للأتلتي ويمنع الريال من نقاط المباراة كاملة لينتهي دربي مدريد بالتعادل.

ملامح المباراة في السطور التالية..

شطرنج كروس وبارتي

يؤمن تواجد كروس في أرضية الملعب الاستحواذ على الكرة لريال مدريد، التحكم في سرعة اللقاء، فك الضغط بالتمرير السليم بالإضافة إلى تحركه الجيد بين الخطوط.

نسبة تمرير صحيحة بلغت 90%، صناعة 6 فرص للتسجيل، أرقام تؤكد أن وجود كروس مهم لريال مدريد في الملعب، خصوصا أمام خصم عنيد لا يعطي منافسه مساحات واسعة للعب مثل أتليتكو.

ريال مدريد افتقد لكل هذه المزايا عقب خروج كروس بقرار من زيدان ونزول إسكو بدلا منه.

استغل سيميوني خروج كروس، ودفع بالغاني توماس بارتي بدلا من فيرناندو توريس، الذي كان نقطة التحول في اللقاء.

ما قدمه الغاني لا توضحه أرقام، لأن الأرقام لن تقوم بإحصاء عدد المرات التي ضغط فيها بارتي على لاعبي ريال مدريد وأجبرهم على التصرف بشكل خاطئ في الكرة أو التمرير السلبي أو محاصرتهم في وسط الملعب.

بارتي جعل أتليتكو مدريد ينجح في الحصول على الكرة الثانية مستغلا قوته البدنية في الالتحام في وقت افتقد فيه ريال مدريد للعامل البدني.

تلك التبديلات كانت أشبه بمباراة شطرنج بين زيدان وسيميوني، فشل زيدان في استغلال القطعة الأهم له على الرقعة_المتمثلة في الوزير كروس_ بعد التحكم في خصمه كيفما شاء في الشوط الأول، واستغل سيميوني تسلله إلى اللقاء رويدا رويدا وقام بـ "ترقية" العسكري توريس حتى قام باستبداله والدفع بوزير أخر_متمثل في بارتي_فكان له ما أراد وخرج متعادلا.

كاسيميرو لا يمتلك قدم مودريتش

في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، ترك زيدان الكرة لفريق سيميوني، وفي دربي الدور الأول هذا الموسم، لجأ زيدان لسلاح المرتدات وفاز بثلاثية. أما في لقاء اليوم، فقرر زيدان أن يهاجم من اللحظة الأولى، وهو ما نجح فيه الفريق بعيدا عن توتر البدايات، كان ينتظر اللحظة المناسبة، دون تسرع، لضرب دفاع أتليتكو مدريد وعمل ثغرة للتسجيل. لكن رونالدو وبنزيمة فشلا في إنهاء الهجمات في مرمى أوبلاك.

أسلوب زيدان في الهجوم يعد من الأساليب التي يفضلها سيميوني للفوز بالمباريات. لأن فريق المدرب الأرجنتيني دائما ما يقف في مناطقه للدفاع واللعب على الهجوم المرتد. كان هذا سيناريو لقاء الدربي الأول لزيدان والذي خسره بهدف دون رد.

لذا قرر زيدان استخدام كاسيميرو في دور جديد بمساعدة من مودريتش، كيف؟

الارتكاز البرازيلي كان يتقدم حال امتلاك ريال مدريد للهجوم، لكي يضغط ويلتحم مع لاعبي أتليتكو مدريد حال فقدان فريقه الكرة، على أن يعود مودريتش خلفه للتأمين أو لإعادة توزيع الكرة بشكل سليم لبناء الهجمة وليس لمجرد التمرير كما يفعل كاسيميرو حين يتواجد على الدائرة.

الثنائي نجح في تطبيق أدواره أحيانا، لكن حين فشلا فيها اهتزت شباك ريال مدريد بهدف جريزمان.

تلك النقطة توضح لماذا سحب زيدان كروس برأيي. وهدف أتليتكو يوضح أن قرار زيدان كان خاطئا.

كوريا تحرك خلف كاسيميرو بكل هدوء، ولم يقم مودريتش بالضغط أو حتى الاقتراب من كوريا وتركه يمرر بكل أريحية لجريزمان الذي تصرف بالكرة بشكل صحيح وتحرك بشكل قطري وليس عموديا لكي يفتح زوايا أكثر في مرمى "المهزوز" نافاس ويجعل مواجهة الحارس الكوستاريكي فرصة مؤكدة للتسجيل.

مارسيلو جناحا

غامر زيدان بظهيره الأيسر الذي لا يجيد الدفاع، وجعله يتمركز وكأنه جناح أغلب فترات المباراة.

تقدم مارسيلو للهجوم، جاء بسبب استحواذ ريال مدريد على الكرة أغلب فترات اللقاء؛ فمنع أزمة تواجد رونالدو في الجناح الأيسر وابتعاده عن بنزيمة، وقلل عزلة مهاجم ريال مدريد وحصاره بين مدافعي أتليتكو، فرأينا رونالدو قريبا من بنزيمة، وهو ما جعل ثنائي الأتلتي في مواجهة مع لاعبين من الملكي.

التقدم كان له آثار سلبية بسبب المساحات التي تركها مارسيلو خلفه، تارة لصعوبة عودته واللحاق بالهجمة وتارة أخرى بسبب الكسل في العودة. فكانت أغلب هجمات أتليتكو مدريد من تلك الجهة، التي تواجد بها كاراسكو بأمر من سيميوني على غير العادة.

إلى متى يا زيدان؟

"افتقدنا التركيز في الدقائق الأخيرة، كنا نستحق الفوز ولا اعتقد أن أتلتيكو مدريد استحق النقطة" – زيدان متحدثا بعد اللقاء.

لا أحد ينكر ما فعله زيدان مع الفريق منذ توليه، الفرنسي الذي لا يمتلك ألاعيب بييلسا ولا دفاع هيلينو هيريرا، نجح في إضافة الصلابة إلى ريال مدريد، أصبح الفريق قادرا على الدفاع بشكل أفضل مما كان عليه مع أنشيلوتي ويهاجم بصورة أفضل من التي كان عليها مع بينيتث، نجح في تهدئة الأجواء في غرفة خلع الملابس كما كان يفعل أنشيلوتي، ويجاوب الصحافة بتريث أكثر من مورينيو، يفوز دون تقديم أداء ممتع، يفوز حتى دون أن يلعب مباريات جيدة، ولا يخسر.

لكن أمر واحد لا يستطيع زيدان حله، ربما لأنه لم يكن حاضرا في الفريق قبله، فلا يجد المدرب الذي لم يكمل عامين في تدريب الفريق الأول دليلا سابقه لحله. ألا وهو استقبال الفريق لأهداف في الدقائق الأخيرة، خصوصا في المباريات الهامة، والتي يكون ريال مدريد متقدما فيها بالنتيجة.

أمام إشبيلية في الدوري، ضد بروسيا دورتموند ذهابا وإيابا وليجيا وارسو في دوري الأبطال، حتى أمام الفريق الياباني كاشيما أنتلرز في كأس العالم للأندية، واليوم أمام أتليتكو مدريد يتكرر الموقف.

العامل المشترك في تلقي ريال مدريد لتلك الأهداف هو المواقف التي استقبل بسببها الفريق الأهداف، كل هذا المباريات_باستثناء لقاء كاشيما كان ريال مدريد يهاجم حتى الدقائق الأخيرة ويترك المساحات في دفاعه للخصم دون أي تأمين، لأن هدفا في شباك خصم ريال مدريد في تلك الوقت لم يكن ليعدل موقف الفريق في الدوري أو يجعله يتفوق في عدد الأهداف.

أوبلاك وجريزمان

ظهر الثنائي بمستوى أفضل من باقي رفاقهم في أرض الملعب، التميز لم يكن حصيلتهما طوال اللقاء، لكنهما نجحا في خطف اللقطة النهائية.

الحارس السلوفيني تصدى لفرصتين خطيرتين جدا من بنزيمة، وأبعد تصويبة رونالدو في بداية اللقاء، وأثبت أنه حارس من طينة الكبار يستطيع اللعب في فريق "كبير" ينافس على البطولات.

والمهاجم الفرنسي صوب مرتين، الأولى كانت خارج الملعب والثانية أتت بنقطة لأتليتكو.

أوبلاك وجريزمان قدما المطلوب منهما، والآن حان دور إدارة أتليتكو مدريد في رد الجميل وتدعيم الفريق بلاعبين للعودة للمنافسة على بطولات، إلا وسيكون الحفاظ عليهما مستحيلا في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات