حكايات في الجول – قصة مباراة خاضها بلاتيني في مصر.. وترشيحها للفوز بكأس العالم

السبت، 25 مارس 2017 - 12:15

كتب : مصطفى عصام

الخطيب وميشيل بلاتيني بمباراة خيرية في مصر

بعد الكوارث يتوحد العالم، وفي تاريخ مصر الحديث كان زلزال عام 1992 هو أصعب ما أصابها، فكان التعاطف عالميا. ومنه زيارة لم تكن عادية من بلاتيني ورفاقه إلى مصر.

12 أكتوبر عام 1992، شهدت مصر فاجعة ربما لم تحدث في التاريخ المعاصر من قبل، زلزال وقع في الساعة الثالثة و 9 دقائق عصرا تقريبا بتوقيت مصر مركزه بدهشور أي في الجنوب الغربي من القاهرة.

مدة الزلزال تقريبا لم تتعد النصف دقيقة، ولكن تراوحت شدته بين الـ 5.8 و 6 درجة على مقياس ريختر.

الزلزال أسفر عن وفاة 545 شخصا، تشريد أكثر من 50 ألف فرد، أصاب أغلب بيوت مصر القديمة بالتصدع بل أصاب بعضها التهدم لحوالي 350 مبنى، و إلحاق حوالي 216 مسجد و350 مدرسة بأضرار بالغة.

في نفس الشهر و حسبما أوردت مجلة ليكيب الفرنسية، ورد ما يأتي.

الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وجه دعوة شخصية لنظيره الفرنسي فرانسوا ميتران لتجميع فريق من قدامى نجوم فرنسا الكبار في كرة القدم من أجل لعب مباراة خيرية تخصص إيراداتها لصالح ضحايا الزلزال.

الفريق الفرنسي الزائر ضم نخبة لامعة من النجوم، أمثال ميشيل بلاتيني، روشتو، ألان جيريس (المدير الفني الحالي لمنتخب مالي والمرشح لقيادة الزمالك)، مصطفى دحلب، وليام عياش وتريزو.

على غير المتوقع، قوبلت المباراة بجانب كبير من التجاهل الإعلامي للفريق الفرنسي منذ لحظة قدومه من مطار القاهرة.

المباراة كان محددا لها أن تقام بملعب نادي الزمالك، أي بالقرب من وسط البلد من أجل تجميع حشد جماهيري لها، و لكن في قرار مفاجئ، تم نقلها إلى استاد السكة الحديد البعيد نسبيا عن الجمهور.

النتيجة كانت مباراة مدرجاتها خاوية من الجماهير على الرغم من طبع ما يقرب من 20 ألف تذكرة.

تشكيل مصر في المباراة كان كالتالي:

حارس: هشام عزمي (الزمالك) - حسن علي (الاتحاد السكندري)

الدفاع: مصطفى عبده (الأهلي) – بوبو (الاتحاد السكندري) – إبراهيم يوسف (الزمالك) – ربيع ياسين (الأهلي)

الوسط: أبو أمين (الإسماعيلي) – محمود الخطيب (الأهلي) – مسعد نور (المصري) – فتحي مبروك (الأهلي) – محمد عامر (الأهلي)

الهجوم: محسن صالح (المصري والأهلي) – مصطفى رياض (الترسانة) – حسن الشاذلي (الترسانة)

فريق النهضة (قدامى فرنسا) فازوا بهدفين دون رد، مباراة يبدو أنها لم تكن متكافأة، إصابة في أول خمس دقائق لحارس مرمى مصر هشام عزمي "مسؤول الترويج عن ملف مصر لمونديال 2010"، شد عضلي لكل نجوم الفريق المصري بلا استثناء حتى ربيع ياسين أقرب المعتزلين منهم.

الفريق الفرنسي خرج مستاء ساخطا من المباراة لندرة الحضور الجماهيري، شكوى من سوء أحوال غرف خلع الملابس، ولكن أيقونة الزيارات الأجنبية لمصر تم تعويضهم بها، الذهاب إلى الأهرامات سينسيهم كل شئ.

أما إعلاميا، انفرد الأهرام الرياضي بحوار مع ميشيل بلاتيني النجم الأسطوري لفرنسا والبطل الأوحد ليورو 84 بباريس، اليوفينتيني الأشهر بإيطاليا.

مقدمة الحوار كانت كالتالي..

"أمام الأهرامات.. انسحب بلاتيني من الجميع وحتى من نفسه.. وقف في حالة من الدهشة والذهول والانبهار و لم ينبس ببنت شفة".

بدأت الكاميرات تلاحق بلاتيني أمام الأهرامات ممسكا بسيجاره، مما دعاه لإخفاءها سريعا خلف ظهره قبل أن تٌلتقط له أي صور بها.

و عند سؤاله عن ذلك: أردف بالقول

"أنا معتزل منذ خمس سنوات، و أريد أن أبدو في نظر الأطفال والشباب ممارسي الرياضة بفرنسا والعالم مثلا أعلى لهم، وعندما يشاهدونني وأنا أدخن، يترك ذلك طابعا سيئا عني ولذلك أتمنى ألا تنشروا صورتي وأنا أدخن على صفحات مجلتكم".

أهذه هى المرة الأولى التي تزور بها القاهرة؟

"فعلا، وأنا سعيد جدا برؤية مصر والأهرامات، فقد سمعت عن الزلزال الذي أصاب بلادكم في أواخر العام الماضي، لذا لم أتردد في الحضور من أجل المشاركة بالمباراة الخيرية".

لو تلقيت عرضا مغريا لتدريب منتخب مصر، أستوافق؟

"ماذا سأربح من تدريب المنتخب، ستتأثر أعمالي الخاصة من ذلك الأمر، أملك مركزا رياضيا في سان سبيريان، مشروعات صحفية وتلفزيونية بين فرنسا وتورينو، رئيس اللجنة المنظمة لنهائيات كاس العالم 1998 بفرنسا، مستشار الأتحاد الأوروبي لكرة القدم، ونائبا لنادي سانت لوريان بفرنسا، كل ذلك سيتعطل".

من أفضل لاعب كرة قدم في العالم، بلاتيني أم مارادونا؟

"هذا السؤال شغل العالم كله لفترة طويلة في الثمانينات، أنا أجيد اللعب بالقدمين اليمنى واليسرى بنفس القوة والفاعلية، على عكس مارادونا يجيد اليسرى فقط، يمكنك أن تقرأ السطور التي كتبها الصحفي (كير رادينجي) بمجلة وورلد سوكر الإنجليزية، وصفني بالأفضل، فإذا كان مارادونا أستاذا بالمهارات الفردية، فأنا أملك القدرة على إنهاء الهجمات أمام المرمى، و توزيع الأدوار على الزملاء في الملعب بمهارة شديدة".

في رأيك الشخصي ما فرص مصر وفرنسا في كأس العالم 1994؟

"أتمنى بالطبع أن تحمل فرنسا الكأس، تملكون فريقا كبيرا بالمناسبة قد يمكنه الفوز بالكأس، و حال خسرت فرنسا أتمنى لمصر أن تتوج بالكأس (قالها متوجا إياه بإبتسامة)".

التعليقات