كتب : علي أبو طبل | الإثنين، 27 فبراير 2017 - 17:34

إبراهيموفيتش والمغامرة الإيطالية.. ملامح تتويج يونايتد بكأس الرابطة

مانشستر يونايتد - ساوثامبتون

ظفر مانشستر يونايتد بثاني ألقاب الموسم الكروي الإنجليزي، بعد الفوز بالدرع الخيرية، بتغلبه على ساوثامبتون المجتهد في نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية.

مباراة أمس الأحد انتهت بثلاثة أهداف لهدفين في لقاء شهد سيناريو درامي مميز وتألق كبير من زلاتان إبراهيموفيتش الذي حسم اللقب لمصلحة الشياطين الحمر، ليضيف لقبا جديدا في سجله الخاص بالبطولات المحلية التي حققها مع مختلف الأندية التي لعب لها، والتي أصبح عددها 17 لقبا.

لقب قد يعني الكثير للشياطين الحمر ولمورينيو، وقد يمثل دفعة قوية لإنهاء الموسم بأفضل شكل ممكن وعدم الاكتفاء بهذا اللقب، حيث ما زال الفريق ينافس بشكل مباشر على بطولتين أُخريتين وهما كأس الإتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي، مع ضعف حظوظه بالتتويج في الدوري الإنجليزي، الذي إذا أنهاه في رباعي المقدمة سيكون أمرا جيدا.

ماذا قدم مورينيو، وكيف رد كلود بويل، وماذا حدث في نهائي ويمبلي المثير؟ إليكم ملامح نهائي الكأس:

بداية متوقعة

على الورق، يمكنك أن تخمن بسهولة أن مانشستر يونايتد هو الطرف الأقوى والأفضل والأقرب لإحراز اللقب.

يونايتد زاد من قوة هذه التكهنات بتقدمه بهدفين نظيفين في البداية عن طريق زلاتان إبراهيموفيتش وجيسي لينجارد. الأمر الذي جعل أغلبية المتابعين يظن أن طريق الشياطين الحمر أصبح مفروشا بالورود نحو لقبهم الخامس في هذه البطولة.

جوزيه مورينيو بدأ المباراة بتشكيلة طبيعية للغاية في أغلبية المراكز، ولكن فضل إشراك الأرجنتيني ماركوس روخو في مركز الظهير الأيسر بدلا من دالي بليند أو لوك شو.

تواجد روخو في ذلك المركز سبب مشاكل عديدة لمورينو طوال المباراة، حيث كانت الجبهة اليمنى لساوثامبتون هي مكمن الخطورة الحقيقي في أغلب فترات المباراة، وكان من الممكن أن يكون سببا في فقدان يونايتد للكأس في سيناريو قد لا يحبه عشاق الشياطين الحمر، ويعيد للذاكرة خسارة أليمة أمام ساوثامبتون في نهائي نفس البطولة منذ قرابة الـ50 عاما.

هدف ملغي بداعي التسلل جاء من خطأ واضح من جبهة روخو كان بداية لسلسلة من التهديدات من هذه الجبهة المخترقة والهشة، ولكن بعد دقائق بسيطة من أول تهديدات ساوثامبتون الحقيقية، فض إبراهيموفيتش الاشتباك بهدف أول.

ربما سيفكر المدير الفني البرتغالي بعد ذلك ألف مرة قبل أن يشرك روخو مرة أخرى في هذا المركز. حيث أثبت الأرجنتيني فعالية أكبر مسبقا حين كان يشارك في مراكز قلب الدفاع.

بول بوجبا وأندير هيريرا تحكما في وسط الملعب بشكل جيد هجوميا، ولكن المشاكل الدفاعية بدت واضحة من خلال استغلال ساوثامبتون لعمق دفاعات يونايتد منذ بداية المباراة، من خلال تحركات تاديتش وريدموند وورد براوز الخطيرة في تلك المنطقة، وتهديداتهم لمرمى دي خيا في أكثر من مناسبة.

ولكن حتى الثواني الأخيرة من نهاية الشوط الأول، بدا مورينيو متحكما في الأمور قبل أن تتأزم.

بطل إيطالي يلوح في الأفق

انضم مانولو جابياديني قادما من نابولي الإيطالي قبل حوالي شهر من الآن إلى صفوف ساوثامبتون، من أجل إيجاد حل لضعف المعدلات التهديفية لخط هجوم الفريق.

نجح جابياديني في تسجيل ثلاثة أهداف خلال مبارتين شارك بهما مع الفريق في الدوري، ولكن نهائي كأس الرابطة يعد تحديا جديدا له ومن نوع الخاص.

استمر كلود بويل في وضع الثقة في مهاجمه الإيطالي وأشركه منذ بداية المباراة النهائية ضمن تشكيلة معتادة لساوثامبتون لم يطرأ عليها العديد من التغييرات، ليأتي الحل في أقدامه.

قبل نهاية الشوط الأول بثواني قليلة، يستغل المهاجم الإيطالي ضعف التمركز الدفاعي للشياطين الحمر، ليخطف هدفا من كرة عرضية أرضية يقلص به الفارق ويحسن أوضاع فريقه قليلا.

استمرت رغبة جابياديني في الظفر بدور البطولة حين سجل هدف التعادل بعد مرور ثلاث دقائق فقط من بداية الشوط الثاني، لتتأزم الأوضاع في معسكر يونايتد.

عودة قوية لساوثامبتون وثقة كبيرة اكتسبها رجال المدير الفني الفرنسي، كان من الممكن أن تكتمل من خلال قلب الطاولة بالكامل على رجال مورينيو.

زلاتان يحكم

ولكن أن تمتلك لاعبا في قائمتك بقيمة وحجم زلاتان إبراهيموفيتش هو أمر دائما ما يمكنه ترجيح الكفة لصالحك.

أراد جابياديني دور البطولة، ولكن زلاتان هو من ظفر به في النهاية.

استطاع السويدي تأدية الدور الدفاعي بشكل مثالي من خلال إبعاد كرة خطيرة لساوثامبتون برأسه خلال الدقائق الخمس الأخيرة من عمر المباراة، قبل أن ترتد الكرة نفسها بهجمة حولها الإسباني أندير هيريرا بكرة عرضية متقنة للغاية على رأس البطل السويدي الذي أسكنها الشباك.

الهدف الذي أعلن مورينيو بطلا للبطولة للمرة الرابعة في تاريخه، متساويا مع السير أليكس فيرجسون الذي شاهد المباراة من المقصورة الرئيسية لويمبلي، ومع المدير الفني التاريخي لفريق نوتنجام فورست، برايان كلوف.

لينجارد رجل النهائيات

دائما ما نجد الانتقادات حول مستوى جيسي لينجارد وأحقيته في ارتداء قمصان الشياطين الحمر.

ولكن بعد نهائي الأمس، أصبح الشاب الإنجليزي يمتلك رقما مميزا.

خاض مانشستر يونايتد ثلاث مباريات تنافسية مباشرة على ألقاب في ملعب ويمبلي خلال الشهور العشرة الأخيرة.

تلك المباريات كانت نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي ضد كريستال بالاس في ختام الموسم الماضي، وبطولة الدرع الخيرية الإنجليزية في بداية الموسم الحالي أمام ليستر سيتي، ومباراة ساوثامبتون بالأمس.

تمكن جيسي لينجارد من التسجيل في المباريات الثلاث، والتي انتهت جميعها بتتويج الشياطين الحمر.

اثنان من اللاعبين تاريخيا فقط هما من سبق وحققا إنجاز لينجارد الشخصي، وهما مارك هيوز وآيان راش.

التعليقات