كتب : محمود سليم | الأربعاء، 22 فبراير 2017 - 20:59

نظرية الفيلسوف جوارديولا وتطبيقها أمام موناكو

جوارديولا

نجح مانشستر سيتي في تحقيق الفوز على فريق موناكو متصدر الدوري الفرنسي تحت قيادة مديره الفني ليوناردو جارديم بخماسية مقابل ثلاثة أهداف في مباراة كانت هي الأروع خلال هذه النسخة من بطولة دوري أبطال أوروبا.

ومن خلال هذا التقرير سنوضح ماذا يريد جوارديولا أن يطبق في كرة القدم، وهل ينجح في تحويل أفكاره ونظرياته إلى عمل على أرض الملعب أم لا، مع إلقاء الضوء على أحد أهداف موناكو الثلاثة وتوضيح العمل الذي فعله جارديم من خلاله.

"نحن نهاجم في مساحات صغيرة وندافع في مساحات كبيرة، لذلك فإنا هنا اليوم" هكذا كان أحد تصريحات بيب بعد المباراة، مؤكدا أنه تولى مسؤولية الفريق بفضل فلسفته وأفكاره التي يعلمها المسؤولون ويرغبون في تطبيقها على الفريق.

جوارديولا يعتمد على اللعب التموضعي positional play في عمله والذي يرتكز على العديد من القواعد والثوابت ليتم تطبيقه بشكله الصحيح مثل توسيع اللعب والاستحواذ كأداة لتحقيق التمركز السليم بزاويا واتجاهات محددة فلا تجد ثنائي من اللاعبين على خط طول أو عرض واحد وتوسيع الملعب بتمركز لأحد اللاعبين على الخطوط وتحرك الرجل الثالث (الحر) والتحرك بين الخطوط.

ولكن قبل أن نوضح كل ذلك بحالات من خلال المباراة فإن جوارديولا يريد أن يلعب الكرة، يبني هجماته من الخلف بداية من حارس المرمى، فإذا نجحت في الخروج بالكرة وقتها تستطيع تنفيذ أفكارك بشكل جيد، هكذا يؤمن الفيلسوف الإسباني.

ولتنفيذ عملية البناء هناك العديد من الأفكار طبقها بيب جميعا في هذه المباراة، حيث بدأها برباعي الدفاع وأمامهم يايا توريه.

ومع نجاح ضغط موناكو قرر تطبيق الفكرة الثانية وهي طريقة لافولبي لاعب الارتكاز يعود بين قلبي الدفاع وهذا ما يفعله أغلب فرق العالم ولكن الظهيرين لدى بيب يدخلان لعمق الملعب أمام ثلاثي الدفاع وخلف خماسي الهجوم (هل تتذكر مبادئ اللعب التموضعي لا يوجد أكثر من لاعب على خط طول واحد طالما هناك جناحين فالأظهرة تتحرك للعمق قليلا أو العكس ولكن بشرط أنك تملك الكرة).

عملية بناء اللعب من الخلف ركيزتها الأساسية هي تحقيق الزيادة العددية للاعبيك لضرب ضغط الخصم، وهذا ما ظهر في فكرة أخرى بعودة سيلفا بجوار توريه.

ثم تطبيق فكرة مختلفة أخرى، دخول فرناندينيو لاعب الارتكاز الذي تم توظيفه كظهير أيسر للعمق بجوار يايا توريه.

لاحظ كل الحالات السابقة لبناء اللعب نجحت في تهديد مرمى الخصم في النهاية بشكل مباشر، وعليك أن تعلم أن لكل من تلك الحالات تدريبات خاصة لتحفيظها للاعبين وأغلب فرق تطبق فكرة أو اثنتين منها على أقصى تقدير.

نعود للعب التموضعي وأفكار بيب جوارديولا وتطبيقها على أرض الواقع، الفكرة الأهم للإسباني هي تفريغ (توسيع خط وسط الخصم) عن طريق الثنائي دي بروين وسيلفا، مع تحركهما بشكل عرضي وعكسي كل منهم يقترب من أحد جبهتي الملعب فيتحرك معهما ثنائي ارتكاز الخصم فيصبح خط الدفاع مكشوفا ويسهل التمرير لأجويرو قلب الهجوم.

تدخل معها خطة الرجل الثالث الحر.

ومعهما أيضا فكرة توسيع الملعب بالثنائي ساني وسترلينج.

ولكن أخفق ساني في إنهاء الهجمة بعد اختراق منطقة جزاء موناكو بكل سلاسة بهذه الأفكار المركبة التي شكلت أسلوب المدرب الإسباني.

هذه صورة أوضح للحالة ككل.

وهذه حالة اخرى لتركيب أفكار توسيع وسط ملعب الخصم مع بناء اللعب.

التحرك بين الخطوط مع استلام التمرير بنصف دوران وليس وظهرك لمرمى المنافس، هي فكرة أخرى ضمن فلسفة بيب جوارديولا لاحظ هذه الحالة خلقت انفراد أجويرو ومراوغته للحارس وعرقلته ولكن لم يحتسبها الحكم.

الفكرة الأخيرة التي سنتحدث عنها كانت اختراق المساحات بين قلب الدفاع والظهير الأيسر ميندي لفريق موناكو والتركيز عليها خلال شوطي المباراة ولكنها رغم نجاحها لم تؤتي ثمارها بأية أهداف.

أما عن فريق موناكو فالهدف الأول جاء بعد استخلاص الكرة أثناء الضغط على السيتي في عملية البناء ثم تحرك أحد ثنائي الهجوم مبابي خلف فرناندينيو جهة اليسار ثم إرسال العرضية وإحراز الهدف، والثالث كان بتمريرة طولية للمهاجم فالكاو في موقف 1 ضد 1 مع ستونز قلب الدفاع ونجح فالكاو في المراوغة والتسجيل، أما الهدف الثاني نفذ فيه الفريق خطة من أحد خطط اللعب الهجومية في علم التدريب في كرة القدم حيث يتحرك ثنائي الهجوم بشكل عكسي لإحداث خلخلة في دفاع الخصم وهو ما حدث بالفعل ولكن الرائع أنه تم تنفيذه في كرة ثابتة أي أن دفاع الخصم لديه الوقت للتمركز والتنظيم.

أخيرا هناك مدربين لديهم أسلوب وفلسفة خاصة بهم في كرة القدم، انتدابك لهم بفضل هذا الأسلوب وتلك الفلسفة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطالبه بالتخلي عن أي منهم.

التعليقات