تحقيق في الجول - فشل الجزائر #في_الجابون.. بين تسيب اللاعبين والتجربة المصرية

الإثنين، 30 يناير 2017 - 12:10

كتب : محمد البنا

الجزائر - تونس

"قسما بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات والبنود اللامعات الخافقات.. في الجبال الشامخات الشاهقات..نحن ثرنا فحياة أو ممات.. وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر، فاشهدوا... فاشهدوا.. فاشهدوا" كلمات النشيد الوطني للجزائر لم يتغنى بها اللاعبون سوى ثلاث مرات فقط في الجابون.

من جديد يفشل منتخب الجزائر في نهائيات أمم إفريقيا، فمنذ 1990 واللقب الوحيد في تاريخ "الخضرا" وطموح الجزائريين توقف عند مرحلة المجموعات خمس مرات وربع النهائي أربع مرات.. واستقر رابعا في نسخة 2010 كأفضل إنجاز للمنتخب الجزائري منذ 27 عاما.

لابد أن نركز في بطولة إفريقيا، لابد أن نفعل مثل الفريق المصري بتقوية نفسه وفرض سيطرته على القارة رغم الفشل في التأهل لكأس العالم

ويحقق FilGoal.com حول أسباب فشل الجزائر في نهائيات كأس الأمم بشكل عام وفي الجابون بشكل خاص، ولاسيما أن الفريق يضم أسماء ربما هي الأقوى في إفريقيا في وجود رياض محرز أفضل لاعبي القارة وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي 2016 بالإضافة لكوكبة من النجوم في أوروبا.

* أبطال التحقيق

لخضر بلومي - أسطورة الجزائر السابق في الثمانينات والمتوج بالعديد من الألقاب الجماعية والفردية

حفيظ دراجي - المعلق الجزائري الشهير على قنوات beIN Sport

حسين عشيو - نجم منتخب الجزائر السابق وصاحب هدف إقصاء مصر من دور المجموعات في أمم إفريقيا 2004.

عبد العزيز تاسفاوت - لاعب الوسط الجزائري السابق وله خمس مشاركات في نهائيات كأس الأمم الإفريقية من 1992 وحتى 2002.

سيف نوادرية - الصحفي بموقع وقناة الهداف الجزائرية واسعة الانتشار والمتخصص في شؤون المنتخب الوطني

قوام المنتخب

يتشكل قوام منتخب الجزائر الذي شارك في كأس الأمم الإفريقية من عدة لاعبين لا يتجاوز متوسط أعمارهم عن 27 سنة (26.7 سنة)، ومطعم بخمس لاعبين من أصحاب الخبرات فوق الثلاثين عاما وهم: الحارسان مبولحي وعسلة بالإضافة لمفتاح ومصباح وقديورة.

يضم المنتخب 15 لاعبا أقل من 26 سنة وخمسة لاعبين أقل من 26 سنة.

التشكيل الأساسي للجزائر في كأس الأمم كان متوسط أعماره 25.7 سنة والذي تكون من:

مبولحي (30 سنة)، ماندي (25 سنة)، بن سبعيني (21 سنة)، مفتاح (31 سنة)، غلام (25 سنة)، عبيد (24 سنة)، بن طالب (22 سنة)، براهيمي (26 سنة)، محرز (25 سنة)، حني (26 سنة)، سليماني (28 سنة).

- بالإضافة لبعض الأسماء المتوقع تألقها وهم في أعمار صغيرة وعلى رأسهم آدم وناس (20 سنة)، إدريس سعدي (24 سنة)، بن زية (22 سنة)، بلفوضيل (25 سنة).

المدرب؟

تولى جورج ليكينز الإدارة الفنية لمنتخب الجزائر في أكتوبر 2016 الماضي خلفا لميلوفان رايفاتش بعد خلافات نشبت بين الأخير واللاعبين خلال توليه المسؤولية لمدة ثلاثة أشهر فقط بعد رحيل الفرنسي كريستيان جوركوف.

يقول سيف نوادرية الصحفي في جريدة الهداف لـFilGoal.com: "المنتخب تواتر على تدريبه ثلاثة مدربين في فترة قصيرة، وهذا هو الخطأ الأول، فمن غير المعقول أن تطالب ليكينز بالكأس".

وتقدم ليكينز باستقالته من تدريب الجزائر بعد الخروج من الدور الأول في الكان.

وعلّق حفيظ دراجي لـFilGoal.com: "أعتقد أننا دفعنا ثمن التغييرات الفنية المتكررة في فترة وجيزة، وأعتقد أن رحيل جوركوف أثر على معنويات اللاعبين".

ثم استدرك "ليكينز لا يتحمل المسؤولية كاملة لأنه جاء في ظروف صعبة، ولا يمكن لأي مدرب أن يمنح الجزائر لقب البطولة في ظرف شهرين فقط".

Algeria's Lakhdar Belloumi on the ball

لخضر بلومي

لخضر بلومي لم يختلف كثيرا، فقال عبر FilGoal.com: "المدرب ضعيف، فلدينا لاعبين محليين يجب النظر لهم، ويجب إعطاء فرصة لهم".

وقال حسين عشيو لـFilGoal.com: "عدم استقرار الطاقم الفني سبب رئيسي في ذبذبة المستوى الذي وصل إليها الجزائر".

أما عبد الحفيظ تاسفاوت فلم يستقر على أن المدرب كان السبب الرئيسي وقال بنبرة مستاءة: "ربما المدرب أو الطقس أو المعسكر، لقد خاب أمل الشعب الجزائري".

لم يختلف الإعلام والجمهور كثيرا في سبب خروج الجزائر.

"كنا ننتظر بطولة إفريقيا بهذا الجيل، لكن حتى بجيل أسوأ من هذا لم يتوقع أحد أن يحقق هذه النتائج والخروج من الدور الأول" هكذا قال سيف نوادرية.

المعسكر؟

قبل خوض نهائيات كأس الأمم لعب منتخب الجزائر ثلاث مباريات، تعادلت مع الكاميرون 1-1 وتبعها إقالة المدرب الصربي رايفاتش، ثم الخسارة من نيجيريا 3-1 وكلاهما في تصفيات كأس العالم في وجود ليكينز.

ثم خاض مباراة ودية ضد موريتانيا وفاز 3-1 قبل الدخول في غمار الجابون بأجوائها الصعبة والرطوبة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وعقب تاسفاوت قائلا: "المفترض أن تكون تصفيات كأس العالم شيء ونهائيات الأمم شيء ثاني. لدينا أفضل هجوم في كأس إفريقيا لكن الأمور تعقدت بعد مباراة الكاميرون ثم خسارة نيجيريا، ثم الدخول في أمم إفريقيا.. أعتقد أن تلك المباراتين هما سبب الإخفاق في الجابون".

Related image

حفيظ دراجي المعلق الجزائري الشهير

وقال حفيظ دراجي: "لا يختلف أثنان على وصف مشاركة الجزائر بالمخيبة للآمال نظرا لقدرتنا البشرية والفنية التي كانت ترشحنا للعب في الأدوار النهائية في الجابون".

وأضاف المعلق الشهير "الغريب في الأمر أننا لم نلعب جيدا، وكنا سيئين فنيا وفرديا وجماعيا، وحتى من حيث الروح التي كانت واحدة من أبرز مقوماتنا".

وقال لخضر بلومي إنه بعد إنجاز كأس العالم لم يأت جيلا قويا مع المنتخب، معظم اللاعبين في أوروبا وأدائهم مع فرقهم أفضل من المنتخب، والأنانية بين اللاعبين أحد أسباب الخروج.

وأشار "عدم انضباط اللاعبين في المعسكر أحد أهم أسباب الخروج، ورحيل حاليلوزيتش ولّد هذا التسيب، وأعتقد أن الساحة الوطنية تفتقد حاليا مدرب يمتلك القدرة على تسيير المنتخب الوطني وكل المدربين مدربي أندية وليسوا مدربي منتخبات".

تاسفاوت مع حاليلوفيتش

وأفند سيف نوادرية "لعبنا مباراتين أمام موريتانيا الأولى كانت مفتوحة للإعلام، والثانية مغلقة في مركز سيدي موسى، وفي المقابل لعبت تونس ضد مصر".

وأوضح "عندما تواجه منتخبا كبيرا بالتأكيد ستعرف مستواك، لكن مثلا في مباراة موريتانيا الكل تحدث عن بلخيثر وإنهائه لمشكلة الظهير الأيمن، لكن في أول لقاء كان السبب الرئيسي في التعثر أمام زيمبابوي وتم تغييره بداية الشوط الثاني".

وفسّر "لو كانت المواجهة الودية مع منتخب قوي، كنا سنشاهد بلخيثر بشكل أكثر واقعية".

الاستبعادات؟

استبعد جورج ليكينز سفيان فيجولي وكارل مجاني من قائمة منتخب الجزائر لأسباب انضباطية بحسب ما قاله سيف نوادرية الذي وصف القرار بـ"أكبر الأخطاء التي قام بها ليكينز".

ويرى حسين عشيو: "من أسباب إخفاق الجزائر عدم الاستقرار في الدفاع، منذ سنة كاملة لم نر أربع لاعبين ثابتين في الدفاع، بالإضافة لاستبعاد كارل مجاني قائد الدفاع كان من أسباب الإخفاق".

وأفند "في مباراة زيمبابوي كان الأمر بمثابة عقدة لم ننجح في حلها، لم يكن هناك توازن في الخطوط والدفاع كان أزمة ورأينا فريق مشتت".

وقال تسفاوت: "صعب أحدد سبب معين فحتى اللاعبين لم يكونوا في مستواهم".

التجربة المصرية

مصر تتألق قاريا لكنها تفشل في التأهل لكأس العالم.. هكذا جرت العادة، وفي المقابل تخفق الجزائر في إفريقيا لتتأهل لكأس العالم مرتين متتاليتين في 2010 و2014.

ويقول حفيظ دراجي: "إخفاق الجزائر قاريا ليس جديد لأننا لا نملك ثقافة ومقومات المصريين والإفواريين والنيجيريين والكاميرونيين".

وأضاف "التتويج باللقب القاري يتطلب شروط لا تتوفر في لاعبينا المتخرجين من مدارس أوروبية والذين لا يمكنهم التعود بسهولة على أجواء وظروف البطولة المجمعة".

وأوضح "المهارة الفردية وحدها لا يمكنها أن تمنحك لقبا قاريا في منافسة لها خصوصيتها، والدليل أننا خرجنا سبع مرات من الدور الأول وفزنا باللقب لأنها نظمت الجزائر".

هدف حسين عشيو "الحرامي" كما لُقب في شباك مصر

ولا يختلف حسين عشيو كثيرا، فصرح لـFilGoal.com: "لابد أن نركز في بطولة إفريقيا، لابد أن نفعل مثل الفريق المصري بتقوية نفسه وفرض سيطرته على القارة رغم الفشل في التأهل لكأس العالم".

وأضاف "نحن نسيّر الأمور بالعكس بطريقة الهرم المقلوب، نصل كأس العالم ونجعل الشعب يفرح لكن أظن أننا لابد أن نبدأ بالقارة ثم نركز على العالمية مثلما فعل المنتخب المصري".

فيما اختتم تسفاوت تصريحاته لـFilGoal.com: "كنا بطل إفريقيا في 1990، ذهبنا بعدها لكأس إفريقيا بالسنغال مع كوت ديفوار وتوجو وخرجنا من الدور الأول~أجواء الأمم الإفريقية صعبة على كل دول المغرب العربي ما عدا مصر".

شارك في التحقيق: محمد الجزار - ماهر جنينة

التعليقات