كتب : أمير عبد الحليم | الأربعاء، 18 يناير 2017 - 14:08

كيف عطلنا أنفسنا أمام مالي

صور من مباراة مصر و مالي

اللعنات التي صبها المصريون على المنتخب بسبب التعادل على مالي تركز أكثرها على وسط الملعب، لم ينل الدفاع أو الهجوم نفس القدر.

دفاع المنتخب ظهر بشكل جيد في التعامل مع أبراج مالي، ورغم قلة الإمدادات سدد مروان محسن بين الثلاث خشبات أكثر من منتخب مالي بأكمله.

حسنا، واضح أن المشكلة كانت في خط الوسط فعلا.

لنتفق على أن أي مدرب لمنتخب مصر لن يترك لاعب في أرسنال على الدكة لصالح لاعب محلي مهما كان اسمه. محمد النني لم يخرج من الملعب مع منتخب مصر منذ كان لاعبا في بازل.

هذا لا يمنع أيضا أن ظهور لاعب في أرسنال بالشكل الذي لعب به النني ضد مالي كارثة.

نستثني من هنا الدور الدفاعي، لأن النني قدم دعما جيدا لمحمد عبد الشافي واسترجع الكرة لمنتخب مصر 10 مرات.

إذا، أين أخفق النني؟

نسبة تمريرات النني الصحيحة كانت 88%، نسبة جيدة جدا بالطبع خاصة أمام فريق يضم لاعبين أقوى بدنيا وكثافة في وسط الملعب.

المشكلة ليست بالتأكيد في نسبة التمريرات الصحيحة للنني، ولكن في أي اتجاه مرر لاعب أرسنال الكرة.

أكثر لاعب مرر له النني الكرة كان طارق حامد زميله في خط الوسط. أي أنه لم يقم بدوره في نقل الكرة للأمام كما ينبغي. استحواذ سلبي وتمريرات دون فاعلية تمنح مالي الفرصة لتنظيم خطوطها ثم الضغط عليك مجددا.

19 تمريرة فقط حرك بها النني اللعب للأمام، في مقابل 15 تمريرة لطارق حامد!

استلم النني الكرة من زملائه 50 مرة، وفي هذا الرقم مشكلة أخرى.

هنا المشكلة كانت في أن طارق حامد أيضا هو أكثر من مرر الكرة للنني، وبالتالي وسط منتخب مصر بالكامل كان معطلا. نادرا ما تخرج منه الكرة للأمام.

لم يقم بهذا الدور طارق حامد أو النني.

طارق قدم مباراة دفاعية ممتازة كالعادة، ساند أحمد فتحي الذي لا يجد دعما دفاعيا من محمد صلاح.

استرجع لاعب وسط الزمالك الكرة 11 مرة، وكان دائما موجودا لاستلام الكرة من فتحي وحدث ذلك في 12 مناسبة من أصل 55 مرة وصلته فيهم الكرة.

لكن ماذا يحدث بعد ذلك؟

كان النني وفتحي أكثر من حصل على الكرة من طارق، لم يمررها لأي من رباعي الهجوم كثيرا.

هنا كان عبد الله السعيد مضطرا إلى النزول بنفسه لاستلام الكرة، بدلا من انتظارها دون جدوى.

السعيد استلم الكرة 42 مرة من زملائه، لكن ليس في المكان الذي من المفترض أنه تصله فيه.

وصلته الكرة 9 مرات على حدود منطقة جزاء مالي، وفي المقابل 15 كرة استلمهم صانع الألعاب في نصف ملعبنا!

هذا انتحار للاعب كسر الـ30 سنة.

وعلى أي حال، مرر السعيد الكرة 8 مرات فقط للأمام من الـ42 مرة مقابل 10 تمريرات لطارق حامد فقط.

أين الحل؟

هذه المعاناة ستستمر باستمرار النني وطارق في دعم فتحي وعبد الشافي دفاعيا لمنح الحرية لصلاح وتريزيجيه. نحتاج إلى من ينقل الكرة إلى الأمام وبالطبع لن نطلبها من السعيد.

منتخبنا بات قويا دفاعيا لأول مرة منذ فترة طويلة، والسبب في ذلك هو التزام لاعبي الارتكاز بمساندة الظهيرين اللذين لا يتقدما إلا نادرا. وهذه الطريقة هي الأنسب أمام الفرق الأقوى بدنيا وأكثر طاقة منا.

لكن هل ستظل الكرة في نصف ملعبنا 90 دقيقة؟

مع اقتناعي التام باستمرار نفس الأسلوب الدفاعي، ربما يكون الأفضل لمنتخب مصر أن يلعب بثلاثي في وسط الملعب، فالنني يصبح مكلفا بمهمة واحدة كما يلعب مع أرسنال.. الدفاع أو نقل الكرة للأمام.

منتخب مصر جرب اللعب دون مهاجم صريح في الشوط الثاني ضد غانا وكان أفضل وحقق هدفه من المباراة، مروان محسن كان جيدا ضد مالي لكن محاولاته ستظل نادرة لو استمرت نفس طريقة اللعب.

مروان لم تصله إلا 5 كرات فقط من السعيد، ولا يمكن اعتبار أي منهم فرصة باستثناء كرة الشوط الأول.

4-3-3؟ لم لا ..

ناقشني:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات