كتب : علي أبو طبل | الإثنين، 16 يناير 2017 - 16:27

هل يسير يونايتد مع مورينيو في الطريق الصحيح

مورينيو

40 نقطة من أصل 11 انتصارًا و7 تعادلات و3 هزائم هي حصيلة ما حققه مانشستر يونايتد بعد 21 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

الفريق يحتل المركز السادس حاليا، وأمامه فرصة سانحة إن استمر على نفس الأداء والنتائج الحاليين من أجل الدخول في المربع الذهبي والاستقرار هناك.

من يتابع المنافسات منذ بدايتها، وقبل شهرين تحديدًا من الآن، يعلم أن كتيبة جوزيه مورينيو قد اجتازت شوطا جيدا للغاية بعد بداية متعثرة.

3 تعادلات متتالية أمام أرسنال ووست هام وإيفرتون عطلت مسيرة الفريق قليلا بجانب تعادلات أخرى سابقة كان الفريق قريبا خلالها من تحقيق انتصارات لو تحققت لكانت وضعية الفريق أفضل بكثير.

ولكن سلسلة متتالية من 6 انتصارات للشياطين الحمر، بجانب بعض التعثرات لأهل القمة، حسنّت الوضعية بشكل كبير وقللت فارق النقاط، حتى أصبح الفارق بين اليونايتد وتوتنام صاحب المركز الثاني حاليًا 5 نقاط.

توقفت مسيرة الانتصارات يوم الأحد أمام ليفربول، حيث اكتفى الفريقان بالتعادل بنتيجة 1-1 في عرض جيد ليونايتد الذي أراد الفوز مستغلًا سقوط مانشستر سيتي، ولكن الحظ لم يكن بالقدر الكافي.

بالنظر إلى الاختلاف في حالة الفريق منذ فترة التعادلات المتتالية والهزائم، فأخر هزيمة ضد تشيلسي برباعية نظيفة منذ 3 أشهر، وصولا إلى وضع الفريق حاليا، برغم التعادل أمام ليفربول، هل يمكن القول إن مانشستر يونايتد يسير في الطريق الصحيح؟

نسبيا، يبدو أن المدير الفني البرتغالي قد تعلم الكثير من الدروس، التقليل من الالتحامات والصراعات الصحفية للحد الأدنى، يبدو أكثر عقلانية وأكثر اتزانا، الحديث عن الأمور الفنية يبدو أكبر، لا تعلم حقا إذا كان قد تعلم ذلك أم أن تقاليد اليونايتد تفرض عليه بعض القيود في التصرفات، ولكن يبدو ذلك الأمر ملحوظًا على كل حال.

بالطبع أحيانا الطبع يغلب التطبع، وينجرف مورينيو إلى القليل من المشاحنات، ولكنها قليلة للغاية مقارنة بما مضى.

مشاحنة خفيفة مع أرسين فينجر قبل مواجهة أرسنال، وأُخرى ضد مايكل أوين الذي انتقد زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم الفريق، ربما هما الأبرز لمورينيو في أشهره القليلة مع اليونايتد حتى الآن.

النقطة الثانية تتعلق بعلاقته بقائمة فريقه، المشاركة في الكأسين المحليين وبطولة الدوري الأوروبي ربما كانت فرصة للمداورة بين لاعبيه، قائمة كبيرة من لاعبي اليونايتد تبدو جاهزة لخوض المباريات في حالة أي طوارئ.

ربما فقد مورينيو خدمات مورجان شنايدرلين الذي حصل على فرصة أقل من نظرائه، ولكن الأمر تم في إطار احترافي دون أن يؤثر الأمر على باقي المجموعة.

الأمر الثالث يتعلق بالفنيات، حيث تمكن مورينيو من تطوير بعض اللاعبين وإعادتهم لسابق عهدهم مرة أخرى.

يعتمد مانشستر يونايتد منذ بداية الموسم على إيريك بايي في قلب الدفاع، والذي صنع فارقا كبيرا بالفعل منذ انضمامه في بداية الموسم.

ومع إصابة المدافع الشاب، لجأ مورينيو إلى باقي المدافعين، فيل جونز وكريس سمولينج وماركوس روخو.

العديد من الأخطاء كانت تظهر مع تواجد تلك الأسماء الدفاعية، ولكن مع توالي المباريات، يبدو أن تلك الأخطاء قد قلت بشكل كبير.

روخو الذي كان قريبا من مغادرة النادي في الصيف، ثم أصبح عنصرا أساسيا خلال مباريات الفريق الأخيرة وبأداء مميز للغاية، وكذلك فيل جونز العائد من إصابة طويلة بشكل قوي مع الفريق.

ماتيو دارميان الذي يجيد اللعب في مركز الظهير الأيمن والأيسر عاد بشكل قوي خلال الجولات الأخيرة أيضا بعدما كان قريبا هو الآخر من الرحيل عن الفريق.

ولكن أهم ما ساهم في ارتفاع مستوى مانشستر يونايتد مؤخرا هو عدم عناد المدرب البرتغالي.

منذ بداية الموسم، جرب مورينيو أكثر من تشكيل وأكثر من طريقة وأكثر من توظيف للاعبين.

استقر في النهاية على 4-3-3 بعدما جرب 4-2-3-1 والتي لم تفلح فيما يتعلق بأداء لاعبي وسط الملعب على الصعيد الدفاعي.

استمر في البداية في إشراك دالي بليند في قلب الدفاع مثلما كان يفعل المدير الفني السابق لويس فان خال، ولكن الأمر لم ينجح كثيرا فأعاد الأمور إلى طبيعتها وأصبح بليند ظهيرا أيسرا، وهو مركزه الأصلي.

حاول الاعتماد على بول بوجبا كلاعب ارتكاز ضمن خط وسط يتكون من لاعبين فقط، والأمر كان كارثيًا على الجانب الدفاعي بسبب افتقاد التركيز وضعف التغطية الدفاعية في أوقات كثيرة من النجم الفرنسي.

بدأ مورينيو كذلك الموسم بمروان فيلايني كلاعب أساسي في عديد من المناسبات، وتستمر قناعة المدير الفني البرتغالي حتى الآن بلاعبه البلجيكي ولكن كلاعب احتياطي في حالة الرغبة في الزيادة الهجومية واستغلال الكرات العرضية.

مع مرور الوقت، يبدو أن مورينيو وصل إلى التوليفة المناسبة، وقام بتثبيت رباعي الدفاع بشكل شبه دائم، وأصبح ثلاثي الوسط مكون من مايكل كاريك، الذي استعاد جزء من مستواه بدوره وشكل فارقًا كبيرًا في أداء اليونايتد، بجانب بول بوجبا الذي تحرر بشكل كبير من الواجبات الدفاعية فظهر تأثيره الهجومي بشكل أكبر، وأندير هيريرا الذي يعتبر العنصر الأفضل في خط وسط اليونايتد، والأداء خير دليل.

ثبات كاريك أعطى أفضلية كبيرة لليونايتد في امتلاك الكرة، 90% تمريرات صحيحة هي متوسط تمريرات اللاعب المخضرم خلال الـ21 مباراة بجانب افتكاك الكرة في 9 مرات بشكل سليم، واعتراض هجمات الخصم في 27 مرة بشكل سليم، في إجمالي 10 مباريات شارك بها هذا الموسم في الدوري الإنجليزي.

واين روني كان ضمن الخيارات الأساسية في بداية الموسم لمورينيو، ولكنه أصبح بديلا مع مرور الوقت، وهو أمر منطقي مع المستويات الحالية للاعبين مثل خوان ماتا وهنريك مختاريان وماركوس راشفورد، وبالطبع لن يكون روني حاليًا أفضل من زلاتان ابراهيموفيتش في قلب الهجوم بأي حال من الأحوال.

إبراهيموفيتش تحديدًا يمثل نقطة قوة غابت عن مانشستر يونايتد خلال المواسم الأخيرة، وهي المهاجم الهداف.

14 هدفًا خلال 20 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز للسويدي المخضرم، ينافس بها على صدارة هدافي البطولة، هو أمر غائب عن الفريق منذ أن حقق لقب الدوري للمرة الأخيرة وكان روبن فان بيرسي هدافًا للشياطين الحمر في المسابقة.

التشكيل أصبح ثابتًا في أغلب المباريات، مع مداورة وتبديلات لا تزيد عن الـ 2 أو الـ 3 لاعبين بين مباراة والأخرى.

عامل أخير ساهم فيه مورينيو مع مانشستر يونايتد مؤخرًا وهي تغيير عقلية الفريق والرغبة في تحقيق الانتصار، مباراة ليفربول الأخيرة دليل ملموس، ولكن الدليل يبدو أكثر وضوحًا في مباراة ميدلسبره منذ عدة جولات، والتي قلب اليونايتد فيها تأخره إلى فوز بهدفين مقابل هدف واحد خلال الدقائق الـ5 الأخيرة.

هذا الأمر الأخير يتعلق كذلك بنظام هجومي جيد يفرضه جوزيه على اللاعبين، وحسن استغلال لبطاقاته الهجومية في الوقت المناسب.

انظر لعدد المرات التي أثر فيها خوان ماتا بالإيجاب بمجرد نزوله كبديل هذا الموسم، 16 مباراة شارك في 5 منها كبديل، سجل 4 أهداف وصنع هدفين في الدوري.

والآن يأتي السؤال.. هل يبدو جوزيه مورينيو ناجحًا في مهمته؟

الإجابة عن هذا السؤال تبدو مبكرة للغاية، فالحكم على نجاح أو فشل مدرب يأتي في نهاية الموسم.

توقعات المتابعين لمانشستر يونايتد كانت كبيرة في بداية الموسم، ولكن الفريق ابتعد عن المنافسة على لقب الدوري شيئا فشيئ، ويبدو الأمر صعبًا حاليًا مع التفوق الكبير لتشيلسي على أقرب منافسيه في عدد النقاط.

يونايتد أعطى المهمة لمورينيو من أجل العودة إلى الفوز بالبطولات، والتي يبدو أن الدوري لن تكون أحدها هذا الموسم.

الفوز بأحد الكؤوس المحلية بجانب الدوري الأوروبي إن تحققا بجانب إنهاء الفريق للدوري في رباعي المقدمة، فيمكن القول إن مورينيو قدم موسمًا جيدًا للغاية، خاصة وأنه الموسم الأول له مع الفريق.

لكن يمكن القول أيضا إن مورينيو حتى الآن ينجح في تكوين فريق كرة قدم جيد للغاية، ويقدم كرة مميزة وهجومية وفعالة، وبدأ في إيجاد طريق الانتصارات شيئًا فشيء.

يمكن القول بإيجاز أن مورينيو في طريقه للنجاح على المدى البعيد إن استمر على المنوال ذاته.

ما الذي يحتاجه الفريق مع مورينيو؟

الاستمرار في تثبيت التشكيل والطريقة عاملان أساسيان لاستمرار نتائج اليونايتد المميزة مؤخرا.

الاحتياجات الأخرى فنية بحتة، تتعلق بأهمية استقطاب لاعب ارتكاز قاطع للكرات كبديل لمايكل كاريك في حالة الطوارئ، كما أن اللاعب الإنجليزي الدولي لا تبدو أيامه طويلة في ملاعب كرة القدم على المدى البعيد.

خسارة شنايدرلين تبدو مؤسفة لهذا السبب، ولكن يمكن التعويض بشراء اسم آخر يجيد مهام نفس المركز.

إضافة قلب دفاع مميز إلى قائمة الفريق تبدو من الأولويات الهامة كذلك، ولكن يمكن تأجيل الأمر للصيف القادم نظرا للحالة الجيدة التي تمر بها الأسماء الدفاعية في مانشستر في الوقت الحالي.

يحتاج مورينيو أيضًا لزيادة فاعلية الفريق الهجومية. فـ32 هدفًا خلال 21 مباراة لا يبدو رقما قويا مقارنة بالفرق الأُخرى التي تصارع على المقدمة.

على كل حال، يبدو أن مورينيو لا ينوى إضافة أسماء جديدة إلى قائمة الفريق في انتقالات الشتاء، فقد صرح مرارا وتكرارا عن مدى قناعته بقائمة الفريق الحالية.

التعليقات